17 نوفمبر، 2024 8:36 م
Search
Close this search box.

المدير السابق لمكتب الفريق الركن مهدي صبيح الغراوي ينجح في تنفيذ اكبر عملية نصب واحتيال على مؤسسات فنلندية ودولية داعمة للعراق في حربه ضد الارهاب الدولي

المدير السابق لمكتب الفريق الركن مهدي صبيح الغراوي ينجح في تنفيذ اكبر عملية نصب واحتيال على مؤسسات فنلندية ودولية داعمة للعراق في حربه ضد الارهاب الدولي

في طابق جديد من عمليات النصب والاحتيال التي تمارس بين الحين والآخر من قبل شخصيات عراقية متنفذة بحكم امتداداتها الحزبية والعشائرية والدينية وسطوتها على معظم مؤسسات الدولة العراقية امام تراجع ملحوظ لدور التمثيل الدبلوماسي، كشف رئيس لجنة الوساطة والتعاون الدولي السيد كاري اوترا اهو الاسبوع الماضي النقاب عن تورط ضابط رفيع سابق في الشرطة الاتحادية العراقية بدعم من سفير جمهورية العراق لدى فنلندا في اكبر عملية نصب واحتيال على مجموعة الوساطة والتعاون الدولي الداعمة للعراق في اطار تفعيل اتفاقية الشراكة والتعاون بين العراق والاتحاد الاوروبي.

 وافادت مصادر مطلعة ان عملية النصب والاحتيال استهدفت جهود دولية كانت تعد مشروعا يهدف الى دعم العراق في حربه ضد الارهاب الدولي والجريمة المنظمة. حيث اعرب السيد اوترا اهو عن تأسفه الكبير لنسف هذه الجهود واحباطها بسبب تصاعد حدة التنافس السياسي القائم في العراق. وكشفت المصادر ذاتها من ان مجموعة الوساطة والتعاون الدولي قد اعدت في العام الماضي مشروعاً يهدف في فصول مراحله الى تعزيز دور المؤسسة العسكرية والامنية العراقية وتطوير مواردها البشرية وتحديث برامجها التدريبية وفقا للضوابط والمعايير الدولية، وذلك من خلال ادخال وزج كبار ضباطها وموظفيها ومنتسبيها في دورات مستمرة تطويرية وتخصصية ودعمهم بالتجهيزات المادية والفنية ورفع مستوى كفاءتها بأفضل الممارسات الدولية وتمكينها من مواجهة كبرى التحديات واخطرها المتمثلة بالعمليات الارهابية والجريمة المنظمة.

كما كشفت المصادر ذاتها عن لجوء الرائد جلال جميل خضير الشبكي الى النصب والاحتيال على جهود مجموعة الوساطة والتعاون الدولي من خلال انتحال صفة موفد رسمي من قبل وزارة الداخلية مدعوم بمستمسكات وكتب رسمية وهويات صادرة من وزارة الداخلية العراقية وكذلك صور عن مكان عمله بهدف المشاركة في اجتماع موسع دعت له لجنة الوساطة متعددة الاطراف الذي انعقد في العاصمة الفنلندية هلسنكي بتاريخ 16/12/2013.  حيث شارك في الاجتماع ممثلين عن مؤسسات مختصة في مجال الامن والدفاع متعددة الاطراف لمناقشة سبل تعزيز التعاون بينها وبين المؤسسات العراقية المختصة في مجالي الامن والدفاع. كما ناقش المجتمعون مقترح مشروع يعني بتأهيل واعداد وتجهيز المؤسسة العسكرية والامنية العراقية يساعدها على الوقوف امام التحديات الامنية التي يواجهها العراق. حيث كان من المؤمل ان ينهي هذا المشروع بشكل كبير، عمليات الاستنزاف المستمرة التي تتعرض لها الدولة العراقية خاصة في مؤسستها العسكرية والامنية التي تكبدت خسائر بشرية ومادية فادحة في حربها ضد الارهاب الدولي والجريمة المنظمة، مما ساهم بتدمير استقرار البلد وفتح الابواب الى التدهور الامني وتصاعد وتيرة العنف الذي يدفع ثمنها المدنيين الابرياء. والجدير بالذكر ان السفارة العراقية في هلسنكي لم تستجب للدعوة الموجهة اليها بايفاد ممثل لها والمشاركة في الاجتماع لأسباب لم يتم توضيحها.

وخلال الاجتماع تحدث المدعو الرائد جلال جميل خضير عن امكانية تعزيز التعاون بين الجانبين العراقي ومجموعة الوساطة والتعاون الدولي في مجال الامن والدفاع من خلال ارتباطه الكبير بشخصيات رفيعة المستوى في القيادة العليا للاركان حكم علاقته الوثيقة وارتباطاته المباشرة بالعميد ديمان الزيباري وشخصيات برلمانية معروفة، بالاضافة لعلاقته الوثيقة بالسفير العراقي لدى فنلندا الدكتور سعد جواد قنديل الذي بدوره خوله بالتحدث نيابة عن السفارة العراقية في فنلندا.

ومن جانبها، اكدت مصادر مطلعة من ان ممثلين عن مجموعة الوساطة والتعاون الدولي اتخذت اجراءات قضائية ضد المدعو الرائد جلال جميل خضير الشبكي لدى السلطات الفنلندية بعد تكشف عملية النصب والاحتيال. وفي السياق ذاته، اكد القانوني العميد طاهر فليح الحلفي في حديث مسجل من ان المدعو الرائد جلال جميل خضير الشبكي كان منتسب سابق في احدى دوائر وزارة الداخلية العراقية وبالتحديد ” تعرفت عليه في دائرتنا خلال فترة عملي مديراً لدائرة الاستخبارات، الشعبة الخامسة ولكنه هرب من الخدمة واتجه لجهة مجهولة” حسب قوله.

ان عملية افشال ممنهجة بمقاصد سياسية لمشروع  التعاون الدولي في مجال تطوير وتأهيل المؤسسة العسكرية والامنية العراقية على اثر عملية نصب واحتيال تعد الاسوأ في تاريخ علاقات التعاون بين العراق وفنلندا، حيث راح ضحيتها في المقام الاول هيبة الدولة العراقية وهويتها الرسمية، وبدافع الاحتيال المعلن في اسوأ عمليات الاساءة للدولة العراقية ولمؤسساتها ولشعبها.

ففي ظل تنامي فوضى الفساد الذي ينخر روح مؤسسات الدولة العراقية في جميع اركانها، ويستنزف هيبتها القانونية محلياً واقليمياً ودولياً، ظهر خلال السنين الماضية ظل جديد للدولة خارج اطارها القانوني يتمثل بمؤسسات عنقودية ذات طابع خفي بديلة عن المؤسسات الرسمية. وكثيرا ما يختبأ (الظل البديل) على شكل قنوات اتصال مباشرة بصناع القرار ضمن ارتباطات يحكمها بقوة عامل المحسوبية العشائرية والحزبية والدينية وعلاقات رسمية بشخصيات سياسية وعسكرية رفيعة المستوى. حيث تتخذ في الاغلب هذه القنوات شكلاً وهمياً او خفياً لها إرادة التأثير في اختزال الزمن والجهد واحيانا التمثيل الدبلوماسي الذي تراجع دوره الى منصة الشكلية والتهميش امام قدرة (الظل البديل) على التأثير المباشر.

هلسنكي

أحدث المقالات