18 ديسمبر، 2024 10:45 م

المديرية العامة للتعليم المهني…صرح تربوي ناهض في العراق

المديرية العامة للتعليم المهني…صرح تربوي ناهض في العراق

يحظى التعليم المهني في بلدنا باهتمام كبير كونه يعزز النهوض الاقتصادي ومجالا لكسب المعرفة والخبرة العلمية والعملية في العديد من الميادين الحرفية والمهنية. كما يُمكن المتدرب من ولوج عالم العمل (حسب طبيعة التخصص و مدى أهميته في سوق الشغل) ، وحيث توفر المدارس الإعدادية المهنية – بالإضافة للإعداد النظري والتطبيقي – إمكانية الاحتكاك بعالم التخصص وذلك بتنظيم زيارات وتطبيق داخل الورشات والدوائر الحكومية و الأهلية التي تحمل الاختصاص المماثل في الدراسة.
ورغم التحديات والصعوبات والمعوقات التي رافقت (المديرية العامة للتعليم المهني) ، إلا إن  ما يعنينا الآن توجه المديرية المذكورة و بهمة عالية لاجتذاب الطلبة من خريجي الدراسة المتوسطة بعد العزوف الذي لاحظناه طيلة السنوات الماضية، والسعي الجاد لمسؤولي التعليم المهني بالارتقاء به  من خلال خبرة الحريصين منهم  ومتابعة واقع الحال في المدارس المهنية وتوفير احتياجاتها في بغداد والمحافظات كافة من مواد تمارين ومستلزمات التدريب العملي من أجهزة ومكائن وآلات وعُدد للنهوض بشكل فعلي بواقع التعليم المهني.
ولعل انعقاد المؤتمرات النوعية التي دأبت المديرية العامة للتعليم المهني عقدها سنوياً  تعكس البداية الجادة والفعالة لمعالجة التحديات والمعوقات التي اشرنا إليها حيث كانت لدراسات واطروحات ونقاشات الحضور الممثلين بحق عن العراق الجديد الموحد من المحافظات كافة تصب في الإحساس بالمسؤولية وخدمة العملية التربوية والتعليم المهني وبنتائجه التي تمخضت بمقترحات وتوصيات لتحفيز الطاقات والإمكانيات، وباتَ الأمل بتفعيل لجان المتابعة  لتنفيذ قرارات تلك المؤتمرات ومباشرة عملها بأسرع وقت ممكن .

ان قيادة ممثلة بشخص المدير العام للتعليم المهني سعد إبراهيم عبد الرحيم الذي أدرك بوطنيته وإحساسه بالمسؤولية مرحلة ما بعد التغيير في 2003 حيث كانت بصماته بنهوض وتطوير التعليم المهني وسعيّه المتواصل لفتح آفاق جديدة وتخصصات تناسب المرحلة ومتطلبات سوق العمل واهتمامه البالغ بعقد المؤتمرات النوعية وورشات العمل وتطوير المناهج وفتح قنوات التواصل من خلال اقامة الدورات داخل وخارج العراق وما زال يبذل مساعيه لتوفير كافة المستلزمات الضرورية لاحتياجات مدارسنا المهنية .وسبق أن أكد الأستاذ سعد إبراهيم عبد الرحيم على ضرورة تحسين جودة التعليم المهني من اجل تحسين نوعية الطالب المتخرج من هذا النوع من التعليم والاهتمام الكبير بنوعية المناهج الدراسية الجديدة النظرية والعملية والسعي المتواصل بتوفير مستلزمات التطبيق العملي وفتح تخصصات جديدة تنسجم مع احتياجات السوق والتطور الحاصل في ميادين العمل.
وكانت لجهود ومساعي ودعم المدير العام للتعليم المهني في مد جسور التواصل مع التعليم المهني في إقليم كوردستان من خلال تبادل الخبرات وإقامة الدورات وردم الهوة المفتعلة بين المركز والإقليم تعبيراً صادقاً ومخلصاً عن عراقيته وإحساسه بانتمائه الوطني الأصيل.
في الوقت الذي تتراكم فيه مفاصل وزارة التربية بملفات الفساد والترهل الإداري وافتقار الشعور بالمسؤولية والتمسك بالنهج التربوي الصدامي البغيض، نبارك المسار التربوي السليم للمديرية العامة للتعليم المهني.