قيل لفرعون : يافرعون من فرعنك ؟ أجاب لم أجد من يردني
مأساة الشعب العراقي تكمن في سرعة رضوخ غالبيته للطبقة الحاكمة ؛ وان المناضلين هم من يدفعون الثمن نتيجة قولهم كلمة ” لا ” التي تغيظ الحاكم وتجبره على تغيير قراراته ونواياه السيئة ؛
؛ تجارب الشعوب تحدثنا عن مئات الشخصيات المناضلة التي تحولت فيما بعد الى نقط مضيئة نتيجة معارضتها ووقوفها بوجه الطغاة ؛على رغم ديكتاتورية صدام ودمويته الا ان المناضلين العراقيين لن يقفوا مكتوفي الايدي بل كانت لهم صولات وجولات في مقارعته وتسليطهم الضوء على افعاله الشنيعة ؛ أفعال أولئك الابطال وتضحياتهم ساهمت الى حد كبير في اسقاطه ؛إلاان الشعب لم ير النور الديمقراطي الحقيقي لان البعث عاد بوجوه واقنعة جديدة تارة باسم الدين وتارة اخرى باسم العشائر وغيرها من التسميات التي تبحث عن المنافع الشخصية البعيدة كل البعد عن بناء دولة المواطنة التي تحقق رغبات المجتمع ككل ؛
هذه الوجوه الجديدة استطاعت ان تبتلع البلد لعدم وجود معارضة شعبية حقيقية ؛ وان وجدت معارضة فهي خجولة ومبعثرة ولاتعرف ماذا تريد واهدافها وغاياتها متنوعة وهذا ماسهل اختراقها وافشالها من قبل الماسكين في السلطة ؛
الان أصبح الوضع يصب بمصلحة المدنيين نتيجة عدة عوامل منها
– تذمر الناس من الفشل الذريع الذي منيت به الاحزاب الحاكمة وماخلفته من نتائج كارثية على البلاد والعباد – توفر وسائل السوشل ميديا وما تحققه من نتائج سريعة
– الإنسجام الكبير بين معارضي صدام ومعارضي الوضع الجديد مع افكار المدنيين
على المدنيين الاستفادة السريعة من هذه العوامل ليشكلوا رأيا شعبيا معارضا قويا بعيدا عن التحزب ؛ وعليهم ان لايبقوا في عزلتهم وتقوقعهم داخل الغرف المظلمة البعيدة عن المجتمع وان يكونوا من أنصار المثقف العضوي الذي يؤثر في المجتمع ويشاركه همومه ويستمع الى افكاره ؛ لقد اصبح بعض المدنيين لهم قوة حقيقية نتيجة للجمهور الكبير الذي يتابعهم ويتفاعل معهم فهم قادرون على صناعة رأي عام ضاغط يساهم في الغاء بعض القرارات التي لاتصب بمصلحة الشعب ؛ وهناك عدة قرارات حكومية قد الغيت نتيجة الضغط المدني ؛
لقد وقف المدنيون وقفة شجاعة ومدوية لرفض قانون منع الخمر الذي يقف عائقا بوجه الحريات العامة للمواطنين ؛ وكذلك وقفوا وقفة واحدة لرفض الاساءات التي تمس معتقدات العراقيين كما حصل مع صحيفة الشرق الأوسط ؛ وهناك عشرات المواقف الايجابية التي قام بها المدنيون والتي تستحق الاحترام والتقدير ؛
الان يشتغل المدنيون على الترويج لظاهرة ” البايسكل ” وهي ظاهرة إيجابية جدا يجب ان تحظى أيضا باحترام وتقدير كل من اكتوى بنيران التخلف لان هذه الظاهرة التي تقوم بها الناشطات المدنيات تمثل مدنية بغداد ونورها الساطع الذي يحاول الظلاميون طمسه لينشروا الظلام والتخلف والأسلمة الزائفة ؛ واننا بامس الحاجة الى مثل تلك الخطوات الجريئة لعلها تسهم في النهاية بولادة التغيير الإيجابي الذي ينشده جميع العراقيين ؛ لذلك على المدنيين ان لايستهينوا بالضغط الذي يمارسونه وان كان متواضعا .
[email protected]