17 نوفمبر، 2024 11:40 م
Search
Close this search box.

المدنية المفقودة

الذي يقرأ التاريخ يجد فيه الحداثة والتنوع الانساني واجمل مافيه تغيير نوع الحياة فالحياة المدنية تختلف عن واقع حياة العسكر ورغم ان الانسان نفسه ونفس المكان والزمان ،وشاهداً على كلامنا هذا عندما نقرأ تاريخ دولة العراق التي مازالت تعاني من عسكرة الشعب منذ عقد الستينات في القرن الماضي الى يومنا هذا ،
لم يهنأ الشعب العراقي بدولة مدنية الا وتحولت الى العسكرة وكأننا شعب ولدنا عسكريين فكل تغيير سياسي يحدث في هذا البلد يتحول بعدها الى عملية بناء عسكرية، وحتى القوانين والدساتير تكتب وكأننا نعيش حالة طوارىء،
والملفت للنظر ان هذه العسكرة لاتشكل ازعاج اجتماعي واقتصادي للعراق فقط وانما تثير قلق الدول المجاورة له،، كون العلاقات بين العراق وجيرانه لم تنعم باي استقرار منذ زوال الملكية لحد الآن،،،
اليوم وبعد خمسة عشر عام على آخر تغيير سياسي في العراق نرى ان الحكومة العراقية الحديثة عادت الى عسكرة الشارع ،فالزائر الى العراق لاول مرة وهو يشاهد عدد نقاط التفتيش في المدن العراقية وحولها يحس نفسه انه يعيش داخل معسكر كبير،،،
والحياة المدنية بالتالي اصبحت صعبة جداً في ظل تعطيل اغلب القوانين المدنية المهمة في حياة المواطن العراقي،،الذي مازال يحلم ويتمنى حياة مدنية وقوانين تدعو الى رفاهية الانسان لاعسكرة المدن بحجج يصنعها السياسيون الفاشلون،،
اننا نتطلع ان تفوز الكتل المدنية في الانتخابات البرلمانية المقبلة وتطبيق برامجهم الانتخابية لتحقيق العدالة والرفاهية للمواطن والابتعاد من العسكرة التي لم يجني العراقيون منها سوى الدمار الاقتصادي والتخلف الحضاري لمجتمع يملك ثروات هائلة، ومازال يعيش تحت خط الفقر وانتشار واسع للامية والحياة المدنية فيه معطلة بالكامل،،،،
وهنا لابد الاشارة الى تعديل الدستور العراقي الجديد الذي كتب على عجلة وتحت سلطة الاحتلال الاجنبي ليلبي حاجة البلاد وبناء انسان عراقي متحضر يكون همه الاول والاخير للعراق لا للطائفة او المذهب او الدين،،،

أحدث المقالات