23 ديسمبر، 2024 11:48 ص

المدرسة الشعرية النزارية والدرويشية والقاسمية وشاعرة تقول لي ….. الا تخجل من قصائدك الحمراء

المدرسة الشعرية النزارية والدرويشية والقاسمية وشاعرة تقول لي ….. الا تخجل من قصائدك الحمراء

قرأت قصائد الكثير من الشعراء وتصفحت العديد من صفحات دواوينهم الشعرية ولكن ما لفت انتباهي انني لم ارى شيئا مميزا  في رسم الايقاع الشعري سوى في شعر نزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم لذا في اعتقادي ان للشعر منذ ولادة البشرية ولحد يومنا هذا ثلاث مدارس فقط لا غيرها وهي …..
 
المدرسة النزارية
المدرسة الدرويشية
المدرسة القاسمية
 
فالمدرسة النزارية صنعت اسلوبا شعريا لايضاهيه اسلوب في وصف حالة الحب والعشق والغرام في كافة مراحلها وفسرت العلاقة الروحية والعقلية والجسدية بين الرجل والمرأة في صور واقعية تخطت قوانين واعراف وعادات المجتمع الشرقي فكل شيء مباح في الصورة الشعرية لقصائد امبراطور الشعر العربي وابي الروحي نزار قباني وهذا ما جعل للشعر قيمة انسانية في ذاكرة الرجل والمرأة …..
 
 
والمدرسة الدرويشية لخصت الكثير من اللحظات الانسانية الى سطور بقلم الراحل العظيم محمود درويش الذي اعتبره صانع الصرخات فهذا الشاعر لخص مشواره في الشعر الى مجموعة صرخات فشعره يعتبر صرخة من الالف الى الياء ولكن ما لفت انتباهي ان محمود درويش لم يكن شاعرا فحسب بل كان فيلسوفا وهذا ما جعلني اعشق شعره لأنه مزج ما بين الشعر والفلسفة بسطور من الحكمة والشجاعة والتمرد فهو زعيم بحد ذاته في قلعته الشعرية لذا يمكن وصف شعر محمود درويش بالاوبرا حيث تبدأ بهدوء وتنفرد الموسيقى بذكر الحكايا والقصص حول شخوص تلك اللحظة المسرحية الخالدة وتنتهي بالغضب …..
 
 
 
المدرسة القاسمية نسبة الى مؤسسها الشاعر الراحل سميح القاسم فأسلوب هذه المدرسة ثوري بكل المقاييس والمعايير لذا لخص سميح القاسم قصائده الى ساحات وجبهات قتال من اجل الارض والوطن والانسان ولكي اكون اكثر واقعية في تحليلي فالمدرسة الدرويشية والقاسمية تتشابهان في الكثير من صورهما الشعرية من حيث اللغة والوصف ومزج الاحداث الثورية ببعضها من اجل صنع قضية انسانية تبحث عن الحرية ولكن الاختلاف بينهما يكمن في الفلسفة التي مزجها محمود درويش بشعره بينما سميح القاسم اختار الواقعية والجانب الحقيقي لما تعيشه الحرية من مأسي وكوارث في هذا العصر …..
 
 
 
من خلال هذا التحليل القصير لهذه المدارس الثلاث ولكي اكون اكثر سلاسة ومرونة في وصفي اعترف انني اعشق المدرسة النزارية في المرتبة الاولى ومن بعدها الدرويشية ومن بعدها القاسمية فأنا شاعر والشعراء لا يقفون في موقف الحياد والاستقلالية مع مدارس الشعر فلقد تتلمذت على صفحات نزار ودرويش والقاسم بصورة تدريجية لذا اعتبر نفسي تلميذا في مدارس هؤلاء الثلاثة ولكن هذه المدارس منذ نشأتها والى يومنا هذا لم تخلو من ولادة اساليب شعرية منفردة في طابعها الانساني والثوري فمثلا الشاعر الراحل جان دمو يعتبر من امراء الشعر المعاصر ولكن لا يمكن ان يقال ان اسلوب جان دمو مدرسة شعرية بل يمكن القول انه صنع طابعا خاصا لمجموعة من الاحداث التي مرت بها الانسانية في ظروف معينة …..
فالشعر قبل شيء يجب ان يتصف بالمرونة والسلاسة بعيدا عن الاضطربات اللغوية المتشابكة لأنني اعتبر الشعر حالة متوترة تصيب الشاعر ويجب ان يصنع من حالة التوتر هذه قضية ذات رؤى وابعاد روحية وعقلية تستطيع ان تضفي شيئا مميزا في ذهن القارىء والمتذوق للشعر فمهمتي كشاعر ان اصف اللحظات الحقيقية التي تجري بيني وبين شيء ما كأنثى او كعاهرة او كحبيبة او حالة تمرد تعصف بذاكرتي لكي اصف لحظات الضياع التي اعيشها في فوضى الحياة …..
 
قالت لي شاعرة عربية اكن لها مشاعر حب غير معلنة من تجاهي …..
الا تخجل من وصف حالة العشق الفاضح  بينك وبين عشيقتك في قصائدك الحمراء
 
 
 
قلت لها
عن اي حالة عشق فاضحة تتحدثين فلكل قصيدة من قصائدي بطلة تختلف عن الاخرى
 
 
قالت لي
 
فلنفترض انني اتكلم عن جميع عشيقاتك
 
قلت لها
يا سيدتي انا شاعر لا يستطيع ان يكتب قصيدة كاذبة من نسج خياله فما اكتبه من شعر عن عشيقاتي يعبر عن عشقي لهن والمي ووجعي وجرح العشق ونزيف الحب ورعشة الهوى فوق جسدي وجسدها
 
 
 
هذا جزء قصير جدا من الحوار الذي جرى بيني وبينها ولكن ما اريد قوله انني عندما اكتب الشعر اكتبه بسطور من الكبرياء والغضب والحب لكي تكتمل الصورة الشعرية في ذاكرتي قبل كل شيء وبالتالي ايصالها للقارىء بنعومة وبمفردات انسيابية هكذا هو الشعر المهم فيه الاحساس والشعور بوجع الحب والمه وعذاب العشق وبعد المسافات والاشتياق والحنان والدفء لذا انا احب واعشق قراءة قصائدي التي تنشر مرارا وتكرارا لكي اتذكر ما حصل بيني وبين حبيبتي فهي تقدم لي طبق طازجا من كل شيء تملكه وانا في النهاية اهديها قصيدة اصف فيها كل شيء حصل بيني وبينها وهذا ما يسمى بالشعر لأنه مكتمل الاركان بدءا بالوصف وصولا الى رائحة العطر والجنس مجتمعين …..
 
 
لهذا اقول دائما ان المدرسة النزارية والدرويشية والقاسمية مدارس شعرية  بعيدة عن التزيف والتلميع والكذب لأنها تصف الحضارة والحب والثورة بعدسة الحقيقة …..
فأولى صفات الشاعر الحقيقي ان يكتب قصيدته كما هي بكافة ابعادها واشكالها لكي يرسم لوحة تشكيلية من خلال الحبر والورق الابيض لكي يصف لحظة المجد والخلود فوق جسد حبيبته وانا شاعر حقيقي يكتب ما حصل وما دار بيني وبين حبيبتي
امام البحر وفوق طاولة العشاء وعلى خشبة المسرح عندما ارقص معها وعلى السرير والشرشف الابيض …..
 
 
 
 
مقطع شعري الى كراسيا ….. مع حبي
 
 
تعجبك قصائدي
عندما ارسمها فوق نهديك
ولكن
اشعر انك مللت من
رسوماتي الحمراء
المنتشرة
في كل بوصة من جسدك
لذا
قررت
ان انحت من الان فصاعدا
على هذه المساحات البيضاء
التي تملكينها
كلما كتبت قصيدة
سأصنع من لآلئ نهديك
تحفة فنية
كلما قررت ان اثبت جدارتي
في حلبة الرجولة
سأمزج الحبر برائحة انوثتك
لكي
اصنع منك
تمثال الكبرياء