في ظل أوقات وأجواء, تُحشد فيه النُخب السياسية, لقادم الإستحقاقات الإنتخابية, يُصدر الحكيم مشروعاً, يحتكر فيه النوعية.
شهدت المدرسة الحكيمية تحولات كبيرة, غير إنها ومع كل مُتصدي للقيادة منها, ترسم منعطفات جديدة, تتناسب وتحديات المرحلة التي يُعاصرها.
مدرسة إختصاصها الدقيق, تصدير الزعامة والقيادة, فكانت لها بذلك وبإمتياز الريادة.
بعيداً عن التصنيم أو التقديس, ليس هناك من لا يخطئ, إنما أنجح الناس, أقلهم أخطاءاً, وأكثرهم تفوق, أكثرهم تعلماً منها.
عقود طويلة وهذه المدرسة, ترفد المجتمع الإسلامي بصورة عامة, والعراقي بصورة خاصة, بقيادات كانت لهم الزعامة والريادة, في مختلف مفاصل ونواحي الحياة, لاسيما الدينية والسياسية منها.
فتجد كل قائدٍ منهم, مميزاً في الزمان الذي يعاصره.
وأهم مايميز أولئك القادة, هو مايقدمون من تجارب جديدة, غير مسبوقة, تصبح فيما بعد نهجاً, ينتهجه حتى من يختلف مع تلك المدرسة, من حيث يعلم أو لايعلم, لإنها تجارب تفرض نفسها في عصرها , لتصبح من أهم الحلول وأنجعها, لعبور تلك المرحلة.
محمد باقر الحكيم ومجلسه الأعلى, تجربة مقارعة الظلم والديكتاتورية من المنفى.
أول تجربة لحزب منظم, يجمع بين بُعد المقاومة والتمثيل السياسي, أصبح فيما بعد مصدر إلهام في تشكيل أحزاب منظمة, على غرار تلك التجربة.
مجلس إحتوى على قيادات بارزة مؤثرة, ولها باع نضالي طويل, استمرت تلك المسيرة مع السيد عبدالعزيز الحكيم, تلك المرحلة التي إقتضت رص الصفوف, وإرساء دعائم الحكم في دولة, عانت ماعانت من إقصاء وظلم وتهميش, لمكون الأغلبية فيها.
هذا الدور الذي لعبه السيد عبدالعزيز الحكيم بإمتياز, حتى وصلت الحقبة القيادية, للقائد الشاب السيد عمار الحكيم.
حقبة حرجة وحساسة جداً, إرتفعت فيها بعض الأصوات, لتمرير قرارات, تتعارض ورؤية القائد الشاب, لتصورها إن عمرها النضالي, والوقت الطويل الذي عاصرت فيه, عم ذلك الشاب ثم أبيه, يؤهلها لإتخاذ قرارات صائبة, اكثر من قرارات القائد الشاب.
فتوافق معها من توافق, وعارض من عارض, وأنفصل من أنفصل, وبقى ذلك القائد الشاب, صلباً لا يهتز عن ممارسة الدور القيادي, والذي كُلف به بتفويض, من المدرسة التي تخرج منها.
مع إشراقة كل صباح جديد, وبمرور الوقت والأحداث, تثبت إن رؤية القائد الشاب, أوضح وأنجح وأنضج, لأن القيادة لاتقاس بالأعمار, إنما هي موهبة, يحملها الجين الوراثي لتلك المدرسة.
في مرحلة حرجة, تشهد تراجع كبير بالثقة, بين الشارع والطبقة السياسية, ترجع أسبابه للفجوة الكبيرة, التي أحدثتها سياسات خاطئة لبعض الساسة, المؤثرين في المشهد العراقي.
يخرج علينا القائد الشاب, بمشروع كبير, لم يستطيع الرحم السياسي, في هذه المرحلة ان ينجب مثله.
تجمع الامل, مشروع وطني عراقي, يستقطب الشباب النوعي, المتميز بالكفاءة, لإعداده وتصديره, بعنوان قيادي في هذا المجتمع.
إلتفت القائد الشاب, للتجربة التي تستطيع إنتشال العراق من وضعه الراهن.
قيادات شابة عراقية, من مختلف الأديان والمعتقدات, التوجه الأبرز الذي يجمعهم هو حب الوطن, والإنتماء الوطني, مؤثرة نزيهة, كفيلة بفك رموز طلاسم الوضع العراقي المعقد.
ولا تستغرب أن تُستنسخ هذه التجربة الفريدة, وترى من ينادي فيها لتغيير الوضع.
هذا ماعودتنا عليه المدرسة الحكيمية, وهذا ما ألفناه من بعض الكتل السياسية.
علماً إن ذلك ليس تهمة ولاسُبة, بل على العكس تماماً, نتمنى أن يتكلل كل جهد إصلاحي, غايته إنقاذ الوطن والإرتقاء بالمواطن, بالموفقية والتسديد والنجاح.
إنما وجب علينا, إعطاء كل ذي حقٍ حقه.