22 ديسمبر، 2024 2:05 م

المدار الشيعي الذي سيطلق من الموصل

المدار الشيعي الذي سيطلق من الموصل

من المتوقع ان تنطلق معركة الموصل المفصلية عاصمة الخلافة لتنظيم الدولة الاسلامية  في اي لحظة وقد اكتملت جميع التحضيرات اللوجستية لها  والجميع حابس انفاسه  يترقب اعلان ساعة الصفر .
والمتسيد للموقف كالعادة هي ايران ومليشياتها  التي قد تمركزت على تخومها ضاربة عرض الحائط كل الاتفاقات او التحذيرات ,ومن يتابع خبايا السياسة الامريكية في الشرق الاوسط يعلم يقينا عدم مصداقيتها في وعودهم وتصريحاتهم خصوصا في موقفهم المراوغ من ايران والحشد الشعبي الذي اصبح قوة ضاغطة إقليمية ربما  عابرة للحدود بفضل الدعم الامريكي اللامحدود لهم.
 ايران اليوم تحارب في كل الجبهات الاقليمية لكن عينها على الموصل فهي تمثل لها المعركة المفصلية لبسط نفوذها كاملا على العراق وهي تعلم يقينا انها مهما امتدت وتمركزت في ربوع العراق سيبقى وجودها  قلقا ومعرضا للانهيار في اي  لحظة طالما ان الموصل خارج سيطرتها ولم تستطع هي ومن ولتهم من حكومات عميلة متعاقبة من ثني اهلها وبسط نفوذها بأريحية  رغم البطش الذي مارسته ضدهم وخاصة الذي مارسه سيء الصيت المالكي فيها .
فهي تمثل  اكبر تجمع سني في العراق اضافة الى ان جل قادة الجيش العراقي السابق بكل صنوفه ولدوا من رحم هذه المدينة وهي ضاربة في عمق التاريخ وتمثل حاضرة عربية اسلامية سنية وان اجتياحها وكسرها يمثل لديها الكثير ,
وهي عراق مصغر بتوليفتها المتماسكة لقرون . عليه فلن تفرط ايران بشبر منها وهي لديها اهم من تواجدها في سوريا واليمن ولبنان بل وحتى جميع خلاياها في المنطقة ومن الممكن ان تتفاوض ان تطلب الامر بالتنازل عن اي  منطقة نفوذ لها الا الموصل ان تمكنت منها وهي قد اكملت فصول المهمة .
ولا نستغرب في هذا التوقيت التحرك والاصرار التركي في ابقاء فوجها في قضاء بعشيقة على تخوم الموصل وكما هو معلوم فان اردوغان ومن قبله ساسة تركيا نأوا بأنفسهم تماما عن الملف العراقي اما اللغة العاطفية والتي يحاول الاتراك استمالة سنة العراق تحت عناوين ظاهرها فيها الرحمة ومناصرة الموصل واهلها السنة باعتبارها بعض من ارث الاجداد العثمانيين والتظاهر بالعمل على حمايتهم من انتقام الحشد الشيعي والمليشيات الايرانية فهي كلمة حق يراد بها باطل . وتركيا حقيقة شريكا فاعلا في كل  ما يحدث في المنطقة وخاصة مايجري لجاريها العراق وسوريا اما بسكوتها او بتأييدها الخفي او مجاراتها للدول الكبرى ولا تتحرك الا للحفاظ على مركزها الاقتصادي  فتتحرك سريعا عندما يتعرض اولا اقتصادها لهزة عنيفة او عندما تشعر ان خصمها الكلاسيكي  الاكراد بدأ يلم شمله ويستعيد  قوته .
ولم تتحرك في منباج السورية الا بعد ان شعرت ان اكراد سوريا سيشكلوا خطرا مقبلا عليها !!
فأين كانت تركيا واردوغانها منذ عقد من الزمان وسنة العراق يبادون بشكل ممنهج من قبل ايران ومليشياتها؟؟  
فلم نسمع منها اومن دوائرها الاعلامية حتى  بيان ادانة لما مارسته تلك المليشيات من اعمال ابادة جماعية وجرائم حرب ضد السنة  في ديالى وتكريت والانبار والفلوجة ؟؟؟
استغرب ان يصحى ضمير أردوغان فجأة ليكون حامي الحمى لاهل السنة !!
لكنه عندما شعرت تركيا ان الولي الفقيه بات على ابوابها لضرب طوق عليها بعد ان احكم على تخومها من  أرض سوريا تحاول اليوم  وفي الشوط الاخير ان تبعد خطره عنها مستغلة معاناة السنة لكنه قد فات الاوان!! وليحذر اردوغان من معركة الموصل والانزلاق في اتونها ان اراد استغلالها لكسب مصالح تركية فحسب وكذلك ليحذر قادة السنة من الدور التركي ولا يعولوا عليه كثيرا !! فان نجى و فشل الانقلاب العسكري  وذلك بتماسك شعبه والذي رعته امريكا وبعض الدول المتحالفة معها؛ فان المخطط الجديد للانقضاض عليها سينطلق من الموصل بعد ان تبسط ايران نفوذها فيها وينتهي الى الابد الدور السني في العراق  ليكتمل ليس الهلال الشيعي كما قيل بل هو اكبر من ذلك بكثير ليتطور الى مدار شيعي بإسناد دولي وقيادة امريكية  و قد يتطور الامر سريعا لتكون تركيا احد توابعه ,
والمحزن في معركة الموصل وتحضيراتها  انه وككل المصائب التي انهالت على رؤوسنا فان العرب عنها إما غائبين او مغيبين فلا تلوموا إلا انفسكم ان اصبحتم يوما تابعا للمدار الشيعي  ولو بعد حين ولاحول ولا قوة الا بالله العظيم