23 ديسمبر، 2024 2:27 ص

المخطط الامريكي الصهيوني في الشرق الاوسط اضحى في مراحله النهائية

المخطط الامريكي الصهيوني في الشرق الاوسط اضحى في مراحله النهائية

المقدمة : سيبقى يوم 11/7/2017 حدثا تستلهم منه اجيالنا القادمة عنوانا للنخوة والشهامة حيث جموع المقاتلين من مختلف اصناف القوات المسلحة العراقية وجهت لأشرس هجمة بربرية درسا سيبقى عبرة لمن لا يحترم ارادة الشعوب ويبيع نفسه للأجنبي وسنبقى نستذكر تضحية اولائك الابطال اللذين ضحوا بدمائهم الزكية دفاعا عن وحدة العراق وترابه الطاهر وتركوا الثكالى والارامل والايتام اللذين يجب ان تكفل رعايتهم بأعلى صورها تقديرا لكونهم ابناء اولائك الابرار كما علينا ان نقدم للمرجعية الكريمة اعلى آيات الاجلال والتقدير حيث لولا تلك الفتوى لحصل شأنا آخر لمستقبل هذا الوطن خارج ارادة شعبه ومع مرور افراح تلك الانتصارات في معارك نينوى مرت علينا ذكرى عزيزة لقلوب جميع العراقيين الا وهي ذكرة ثورة العشرين المجيدة يوم 30/6/1920 حيث لقن ابطال تلك الثورة المستعمرين الانكليز درسا لن ينسوه وعند عبور قواتهم من جديد ارض العراق متوجهين الى سواحل البحر المتوسط مع بدء الحرب العالمية الثانية بعد ان قضوا على حركة مايس 1941 وقف قادتهم على اكتاف نهر السوير والعارضيات وخرائطهم بأيديهم يعيدون النظر بخيبة قطعانهم ابان تلك الثورة المباركة على يد اولائك الشجعان اللذين كان لهم دور مجيد برفع علم العراق فوق ربوع هذا الوطن وتلك هي الاخرى قد جاءت بناءا على فتوى المرجعية في النجف الاشرف ايضا ومن قصيدة لشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري القاها بتاريخ 26/1/1921 حيث رثى شهداء ثورة العراق والمسماة بثورة العشرين ايضا وقدتزامنت تلك الثورة مع احداث خطيرة في الوطن العربي لما بعد الحرب العالمية الاولى بسبب افعال المحتلين المشينة في اوطاننا الطاهرة كثورة ( دنشواي ) في مصر عام 1919 ضد المحتلين الانكليز ايضا ومعركة ( ميسلون ) الشهيرة في سوريا ضد المحتلين الفرنسيين حيث يقول الجواهري في ذلك الرثاء
احباية لو لم تمسك القلب اضلعي
لطار اسى من برج ذكراكم القلب
سقاك الحيا ارض العراق ولا رقت
جفون غواديه وناحت بك السحب
بكيت وحيدا في رباك ولــــــم ارد
مخافة واش ان يساعدني الركــــب
فيا شرق حتى الحشر تربك فوقه
دليلا لمن لم يدر ما فعل الغــــرب
ولابد ان ننوه بوجوب عدم تكرار تلك المآسي في السماح للمحتلين في اقامة القواعد على ارض العراق من جديد فالعراقيون حساسون لوجود الاجنبي على اراضيهم ويحملون الحكومات العراقية وفي كل زمن مغبة ما يحصل جراء ذلك وبرأينا ان ما يضمن الاستقرار ووحدة ارض العراق هو رفع مستوى التعاون بين الجيشين العربيين في كل من العراق و سوريا وضبط الحدود العراقية مع جيرانه والاستفادة من التجربة القاسية لأحداث دخول داعش الى الموصل كـ مسك الارض بمختلف اصناف القوات المسلحة خشية عودة حواضن داعش من جديد حيث اصبح ماهو واضح للجميع بان داعش نتاج امريكي صهيوني ان اميريكا وبريطانيا وحلفاؤهما في عمان يتسابقون لوضع ايديهم على الشريط الحدودي بين كل من سوريا والاردن والعراق واصبحت المسألة الان لا يراد لها تفسير حيث تتعلق بإيجاد بؤر للتآمر بأستهداف وحدة كل من العراق وسوريا وان الاتفاقية بين امريكا والعراق نصت بأن للعراقيين حق طلب سحب القوات الامريكية متى شاءوا خصوصا وان الساسة الاميركان لا يخفون نواياهم تجاه الاقليم وبقاء قواتهم في العراق ويصرحون بذلك علنا ويستذكر العراقيون عن رئيس الوزراء السابق المالكي قوله عند زيارة نائب الرئيس الامريكي السابق بايدن لبغداد بعد فوزه بالانتخابات الامريكية التي نادى من خلالها بأنه مع تقسيم العراق الى ثلاثة كونفدراليات وعند نزوله في ارض العراق صرح المالكي قائلا في حينه ان هذا الرجل غير مرحب به في العراق ونحن بحاجة لصراحة من السيد رئيس الوزراء الحالي العبادي بمثل تلك الدرجة من الوضوح فيما يخص المسائل الاساسية كالتواجد الامريكي وتصريحات مسعود البارزاني بالانفصال ومستوى التعاون العراقي السوري ومياه الارواء لنهري دجلة والفرات والمياه الاقليمية الدولية لميناء الفاو وصولا للمياه العميقة في الخليج وكبح جماح الفاسدين ويثمن العراقيون لحكومة السيد العبادي الانتصارات التي توجت من خلالها تحرير الكثير من المدن العراقية ولابد هنا ان نتستذكر اولائك الافذاذ الذين فجرو ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 تلك الثورة التي اعادت للعراق وشعبه سيادته بأعلى صورها ووضعت حدا لحقبة الاقطاع البغيضة ونهب ثروات العراق النفطية من قبل الشركات البريطانية والفرنسية واضائت دروب التطور الحضاري والعمراني في بلدنا حيث لو اعددنا مشاريعها العملاقة لتجاوزت المئات خلال فترة اربعة سنوات ونيف فقط ولكن تلك الثورة اغتيلت مع اغتيال قائدها الزعيم عبد الكريم قاسم ضمن مخطط تآمري امريكي صبيحة يوم 8/2/1963 .
الوضع الدولي والاقليمي :
تتوالى نكبات هذه الامة الواحدة تلو الاخرى ويأتي تسلسلها ضمن المخطط الغربي لما بعد قرن على اتفاقية سايكس بيكو وقد اعلن يوم 14/6/2017 بتصديق البرلمان المصري اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية مع انها قبل يوم واحد كانت الاكثرية في المجلس المذكور تعارض تسليم جزيرتي تيران والصنافير لال سعود هاتين الجزيرتين ذاتي الموقع الستراتيجي في مدخل خليج العقبة حيث كان التشبث الصهيوني بالسيطرة عليهما ضمن مباحثات كامب ديفيد واضحا ثم سلمتهما للحكومة المصرية ضمن شبه جزيرة سيناء على امل ان تسلم هاتين الجزيرتين لحلفاء اسرائيل ال سعود مستقبلا وال سعود لهم تاريخ طويل باستقطاع اراضي من دول عربية مجاورة كنجران من اليمن ومنطقة الحياد وشريط حدودي اعتبارا من نقطة التقاء الحدود الكويتية مع العراق الى نقطة التقاء تلك الحدود مع الاردن بعرض يتراوح بين عشرة الى خمسين كيلو متر بعد توريط العراق بحربه مع ايران وبدء الخلاف مع قطر بسيطرة ال سعود على واحة البريمي القطرية واخيرا سيطرة السعودية الان على الممرات المائية في اليمن وكل ذلك يجري ضمن تخطيط واتفاق امريكي اسرائيلي والمتتبع لاتفاقية الجزيرتين انفتي الذكر يدرك بانهما سلمتا بطريقة تشبه البيع بالمال السعودي والملفت ان الدستور المصري يمنع ذلك صراحة والمحكمة الادارية العليا في مصر اعتبرت موافقة الرئيس المصري على مضمون تلك الاتفاقية ليس من اعمال السيادة حتى تكون مستثناة من رقابة القضاء ولا يشمل مفهموم اعمال السيادة تسليم جزء من ارض الوطن كما ان يوم 12/6/2017 كانت معارضة شديدة في البرلمان المصري على ذلك وتم القضاء عليها يوم 13/6/2017 مما يوحي بأن عامل المال والتهديد السياسي دخل على ذلك الموضوع ويبقى الامر يشكل صورة من صور تدهور الوضع العربي بحكم كون ان ايلولت هاتين الجزيرتين هو للهيمنة الاسرائيلية وكثير من الأنظمة العربية فيما مضى تماشت مع السياسة الامريكية في المنطقة ارضاءا للساسة الامريكان واتضح فيما بعد ان حكام تلك البلدان كمن يركض وراء السراب حيث طالما ان السياسة الامريكية ترتبط بحماية امن اسرائيل في منطقتنا فلا يمكن ان يطمئن لها مطلقا والان وبعد تصريحات ترامب لدى زيارته فلسطين المحتله واعلان تلاحمه مع نتنياهو فلم يجد ترامب حرجا بارسال مبعوث له لمحاولة تهدئة الاوضاع في القدس المحتلة وسبق ل ( كولد مايير ) عام 1979 وفي يوم حرق المسجد الاقصى تقول انها لم تنم تلك الليلة وتوقعت بان افواجا من المقاتلين ستدخل المسجد الاقصى اتية من كل حدب وصوب انتصارا لذلك الحرم المقدس وفي صبيحة اليوم التالي وعندما رات بان لم يحصل شئ تقول بانها ادركت بانهم سيصلون لما يريدونه .
وبصدد مد انبوب النفط العراقي الى خليج العقبة ابتداءا بـ مد خط نفط كركوك الاردن حيفا حيث كان ذلك الانبوب ينقل النفط من كركوك الى حيفا قبل احتلالها من قبل الصهاينة والمخطط الجديد الذي اتبعته الولايات المتحدة وبريطانيا بعد احتلال العراق اخيرا تركز حول وضع نقاط عسكرية تحولت الى قواعد ابتداءا من كركوك ومرورا بـ اج 1 و اج2 و اج3 ولهذا السبب نرى مايبذل من جهد وبشتى السبل بالسيطرة على المنطقة المحصورة بين اربيل مرورا بصحرائي العراق وسوريا وامتدادا الى عمان ومنها الى حيفا حيث المقرر ان يتحول ذلك الميناء بعد اعلان التحالفات الجديدة مع بعض الحكام العرب واسرائيل الى ( نوتردام ) في الشرق الاوسط حيث الميناء الاخير كان اهم ميناء في العالم حتى عام 2004 وهنا تكمن الخطورة في التشبث الامريكي بامتداد ذلك الخط . والتحاق مصر بحلف ال سعود الذي تشكل على اثر المؤتمرات العربية الاسلامية الامريكية في الرياض ناجم عن فشل السيد السيسي من كبح تطور العمليات الارهابية على الاراضي المصرية وفعلا هو ما كان مخطط له حيث تناقلت وكالات الانباء بان صدرت تعليمات لعصابات داعش في كل من سوريا والعراق بالتوجه نحو ليبيا ومصر ولكن هنا لا بد ان ننوه بان شوكة الارهاب في الشرق الاوسط قد كسرت فعلا بالانتصارات التي حققها الجيشان العربيان في سوريا والعراق والملفت للانتباه بان وزيري الدفاع والخارجية الروسي قاما بزيارة مفاجئة للقاهرة حال عودة السيد السيسي الى بلاده من مؤتمرات الرياض واعتبر المحللون تلك الزيارة تندرج ضمن ما يتبعه بعض الحكام العرب بالاتكاء على الوسادة الروسية لما يؤمن لهم ازدياد تحول هذه المنطقة الى حالة مقلقة من عدم الاستقرار بفعل التامر الامريكي الصهيوني وفعلا ان منطقة الشرق الاوسط سيما المنطقة العربية تمر بمخاض سينجم عنه تحولات جذرية سواء في العلاقات بين دولها او مجمل العلاقات الدولية لما حققته المقاومة من انتصارات اخيرا في جبال عرسال بين سوريا ولبنان حقق نتائج جيدة يقابلها قلق اسرائيلي حيث التحالفات التي بدات تاخذ نوع من الاعلان بين الرياض واسرائيل بعد المؤتمرات الاسلامية الامريكية تلك المؤتمرات التي نجمت عن خشية ال سعود وبعض الأنظمة في الخليج على كراسيهم وتلك الخشية تاتي تحديدا من شعوب هذه البلدان لان انتصارات كل من العراق وسوريا سيترتب عليه ولوج حقبة جديدة في التعامل بين دول هذه المنطقة ويعتبر من تداعياتها النزاع السعودي القطري يعتبر احد اوجه نتائج تلك الانتصارات لان ما تخشاه السعودية وجود انظمة سياسية في الخليج وتحديدا على حدودها تستند الى تنظيم سياسي وفكري وهو ما يمثله التواجد الاخواني في قطر والغريب ان التحالف الاسلامي الامريكي في الرياض جاء مشابها \بدرجة مذهلة للحلف الاسلامي اللذي سمي في حينه بحلف بغداد او المعاهدة المركزية حيث كانت ترعاه بريطانيا ابان الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي اما الحلف الجديد فترعاه امريكا وما يعتقده بعض المحللين بان ذلك بدأ مع بداية حرب باردة جديدة بين كل من روسيا والصين من جهة والغرب بقيادة اميريكا من جهة اخرى ويعتقد البعض ان التباعد التركي الامريكي سيزداد باتجاه تقارب كبير بين كل من تركيا وروسيا لما اخذت تشعر به تركيا من دعم للحركات الكردية وان تنامي الوعي لدى شعوب هذه المنطقة سيؤدي حتما الى تعرية ابعاد التامر اللذي اخذ مسارا علنيا بتصفية القضية الفلسطينية حيث تنافلت الانباء اخيرا بان التنسيق الاستخباري بين كل من اسرائيل والسعودية اخذ ينحى منحا علنيا وهو ما تريده اسرائيل فعلا وما تدفع به امريكا ال سعود بهذا الاتجاه وحتما ان التوجه الجديد للحلف السعودي الاسرائيلي سيؤدي الى انهيار الانظمة العربية المناوئة لاماني الشعب العربي خدمة للمصالح الغربية ومحاولة مستميتة بالاتكاء على الدعم الامريكي حيث ان بعض انظمة الخليج قد تجاوزها الزمن ويتسائل المرء اذا كان مآل السيطرة على مدخل خليج العقبة سيكون لاسرائبل مستقبلا من خلال اقامة سلسلة القواعد اللتي ابتدأت من بحر العرب وامتدت مع سواحل البحر الاحمر وصولا الى جزيرتي تيران والصنافير فما المغزى اذا من مد انبوب النفط العراقي باتجاه خليج العقبة حيث سيكون ذلك مستقبلا كأنبوب صدام الذي اقامه باتجاه جدة في السعودية وامتنع ال سعود اخيرا من اعادة تسليم الانابيب الى العراق اما الاعلام الذي يزعم بأن هاتين الجزيرتين ستكونان تحت تصرف الحكومة المصرية عند اشتداد الازمات السياسية في المنطقة فهذا مجرد تقول جاء ليبرر تسليم هاتين الجزيرتين لال سعود وللتاثير على الراي العام المصري والعربي لان السعودية اعتادت اذا ما استولت على اراضي من دولة مجاورة لها ان تقيم الخنادق والجدران المنيعة بين ذلك البلد والاراضي السعودية كما تفعل اسرائيل في ارض فلسطين اما النزاع السعودي القطري فلم يكن ابن يومه وانه حصل بدفع من ترامب لدى زيارته الاخيرة للرياض حيث جاء مع لحظة ترك ترامب للعاصمة السعودية والخلاف القطري السعودي قديم ويعود الى استيلاء السعودية على واحة البريمي القطرية كما ان النزاع القطري البحريني جاء بناءا على خلاف حول منابع نفطية تقع بينهما في الخليج ويعتقد المؤرخين بان للسعودية دور هام في عزل جد ووالد الامير تميم وهم امراء سابقين في قطر وادرك الامير تميم عند بدء الخلاف بانه سيؤول بالسعي لعزله من منصبه كأمير في قطر وفعلا عند بدء ذلك النزاع صرح ( قرقاش ) وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي بقوله بأن على الامير تميم ان يتخلى عن منصبه وكانت خطوات الحكومة القطرية اللتي اتسمت بالسرعة كانت ذكية بنظر اغلب المحللين كطلبها للقوات التركية للمرابطة في الدوحة والتوجه نحو ايران وزيارة وزير خارجيتها الى موسكو واطلاع العواصم الاوربية على اسباب الخلاف وقد وضع كل هذا حدا للتهديدات السعودية اما الموقف الامريكي من ذلك النزاع فكان مريب جدا حيث في وقت تواجد ترامب في الرياض لدى حضوره المؤتمرات الاسلامية الامريكية لمح بان قطر تدعم الارهاب مما اعتبره اغلب المحللون بمثابة اعطاء الضوء الاخضر باثارة ذلك النزاع ولما عرف عن الساسة الامريكان في سياستهما بجمع النقيض ونقيضه فهم يسعون لمنع التقارب القطري السعودي بغية ابتزاز الطرفين ورغم تقول اولائك الساسة قامت القوات الامريكية في قطر بتمارين بحرية مشتركة مع القطريين في الخليج وسيبقى الخلاف مستعرا حيث يعود بجذوره اضافة لما ذكرنا لأسباب قبلية قديمة وقد زودت امريكيا قطر بسلاح قيمته خمسة مليارات دولار وقد افزع تقدم المقاومة باستيلائها على مواقع الارهابيين من جبهة النصرة المصنفة دوليا بالارهاب افزع ترامب وصرح يوم 26/7/2017 على اثر اللقاء الذي تم بينه وبين سعد الحريري رئيس وزراء لبنان في واشنطن وذكر بانه سيوضح موقفه اكثر يوم الاربعاء 27/7/2017 من حزب الله واضاف بان ذلك الحزب برايه اصبح يهدد المنطقة باسرها وطبعا كلمة يهدد المنطقة ممكن ان تختصر بتهديد حزب الله لامن اسرائيل الذي يعتبره ترامب ما يقابل حرصه على حياته وان تقدم المقاومة في جبال عرسال على منظمة النصرة الارهابية وبمعونة الجيشين اللبناني والعربي السوري وان ما يؤلم الساسة الامريكان هو انهم يودون البقاء على الارهاب لاطول مدة ممكنة في الشرق الاوسط كونه يساهم وبشكل كبير في اضعاف كافة دول المنطقة وشعوبها وهو ما تخطط له اسرائيل ايضا ويعينها ذلك على مواجهة قوى المقاومة و الدول التي تخشى منها الداعمة لتلك القوى كالعراق وسوريا كما صرح يوم 26/7/2017 مدير الاستخبارات العسكرية الامريكية بان كوريا الشمالية ستقوم بتركيب رؤوس نووية على صواريخها التي اصبح قسما منها عابرا للقارات وهو ما يقض مضاجع الساسة الامريكيين والذين اخذ حلفاؤهم يشعرون بان التشدد الامريكي باتجاه القوى التي تشكل محورا مناوئ للهيمنة الاستعمارية الامريكية بان ذلك التشدد ناجم عن شعور اولائك الساسة بان البر الامريكي بعيدا عن شرور الحروب التي تدور غالبا في اوربا واسيا كون اميريكا تقع بين محيطين وقد صرحت اخيرا المستشارة الالمانية ميريكل بان المانيا هي الاقرب لسوريا والتي تتأثر بالاحداث التي تحصل فيها وليس الولايات المتحده لذا يهمها ان يوضع حدا لما يدور من دمار في ذلك البلد كما تقول وفي اجتماع مجلس الامن يوم 26/7/2017 يذكر السيد بشار الجعفري الممثل الدائم لسوريا في ذلك المجلس بان بمئات الملايين من الدولارات تستورد الاسلحة للارهابيين في سوريا من بلغاريا عن طريق ميناء جدة ثم توصل عن طريق طائرات مدنية وحقائب دبلوماسية الى الارهابيين في الاراضي السورية وقد رد العلمي مندوب السعودية في مجلس الامن طالبا ايجاد مناطق حضر جوي في سوريا وايجاد مرحلة انتقالية والدفع السعودي هذا يروم بأعادة الامور الى نقطة لبداية حيث يعتبر قول المندوب السعودي بمثابة دعم للعصابات الارهابية مع ان دفعه هذا قد تجاوزه الزمن واصبحنا الان في نهائيات المخطط الصهيوني الامريكي في المنطقة وقد ظهرت ملامح الانهيار على تلك العصابات بتقدم الجيش السوري باتجاه دير الزور والرقة وبان ملامح الانتهاء من ذلك المشروع الخبيث قد بدى واضحا الان حيث صرح اخيرا ستيوارت فورد السفير الاميريكي سابقا في سوريا بقوله معلقا على نهاية حقبة الدمار في الشرق الاوسط بان اللعبة قد انتهت وظهرت ملامح نهايتها مع بداية عام 2017 ومع كل هذا فالولايات المتحدة تتشبث ولاخر لحظة وبشتى السبل لديمومة بقائها في المنطقة حماية لاسرائيل بالدرجة الاولى والساسة الامريكان لا يقيمون وزنا لحماية الانسان المعاصر من مختلف التحديات التي تواجهه حيث اميريكا لم توقع على اتفاقية الاحتباس الحراري الا بوقت متاخر وبعد مجئ ترامب انسحبت منها لتمعن باستمرار تلوث اجواء الارض بالغازات السامة على حساب حياة البشر على ظهر هذا الكوكب حيث تناقلت وكالات الانباء اخيرا بانهيار اكبر جبل جليدي في المحيط المنجمد الشمالي وهو ما ينبئ بقدوم مرحلة خطيرة بارتفاع مناسيب المحيطات لتغمر مساحات من الارض اليابسة ولدى الامريكان هيمنة الامبريالية والصهيونية على العالم اهم بكثير من ضمان حياة الملايين من البشر وصرح الرئيس الفنزويلي اخيرا بان التحريض الامريكي للقوى الرجعية في الداخل وبعض القوى التي تسير في الركب الامريكي في امريكا اللاتينية الغاية منه القضاء على الثورة الفنزويلية والاتيان بحكام عملاء يستفردون بالشعب الفنزويلي وينهبون خيراته النفطية لتسلم للمستعمرين الامريكان لذا وجدنا بان بلدان بعينها احست منذ البدء ووقفت موقفا صلبا لا يلين من الغطرسة الامريكية مثل كوبا وايران وكوريا الشمالية ذلك الوقوف الذي يشهد ببسالته الجميع بوجه الافتراس الامريكي وان ذلك يعود الى ارادة تلك الشعوب وشعورها بانها مستهدفة بالذات لنهب خيرات اوطانها وجعلها رهينة للارادة الامريكية .
وبسبب التصرفات الاميريكية غير المسؤولة باتجاه تنفيذ بنود القانون الدولي وتوجهاتها العدوانية لاثبات قدراتها باستمرار الهيمنة اخذت اغلب دول العالم تتجه نحو حماية امنها وسيادتها من التوجهات الامريكية العدوانية الجديدة بعد وصول ترامب الى الحكم فنرى التمارين البحرية المشتركة بين روسيا والصين والاستعراضات العسكرية لكل من بكين و موسكو واعلان كوريا الشمالية بتوصلها باطلاق صاروخ يصل الى البر الامريكي كما ان ايران اطلقت صاروخا من الصواريخ التي تحمل الاقمار الصناعية الى الفضاء وبمواجهة الغرب لدول العالم بالحد من قدراتها الدفاعية وتطور امكاناتها الصناعية لا يوجد تفسير سوى رغبة المعسكر الغربي بالاحتفاظ بتفوقه عسكريا وصناعيا مع ان كل من المانيا وفرنسا لم ترق لهما العقوبات الامريكية الجديدة على كل من روسيا وايران وكوريا الشمالية والحقيقة ان الساسة الامريكان يدفعون بالعالم نحو اوار حرب باردة جديدة تيبلور من خلالها تحالف عسكري جديد تتكون نواته من قبل كل من روسيا والصين .

في الشأن العراقي
ان اهم ما يلفت انتباه المتتبع للأحداث في العراق الان الانشقاقات التي حصلت للكتل السياسية ومنها المجلس الاعلى الذي شكل منبثقا منه تيار بأسم الحكمة الوطني برئاسة السيد عمار الحكيم وان ذلك التشظي شمل المكونات السياسية الثلاث في العراق ويعزي الدكتور سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء الاسبق بأن ذلك وفق قوله ناجم عن الفوضى التي اوجدتها اميريكا بعد احتلالها للعراق وبانها الان تروم البدء بعملية الاعمار لتوجد تشكيلات سياسية جديدة لما بعد داعش كما يقول ويضيف بأنها تسعى لإيجاد تنظيم الدولة المدنية في حين يرى الدكتور نديم الجابري ان تلك الفوضى اللتي اوجدتها اميريكا مع ما يسميه بدعمها للحركات الدينية وبان توجهها الجديد ناجم عن التوجه بتسقيط تلك الحركات والراي الاخير بنظرنا هو الاجدى حيث سبق ان كتبنا ولمرات عدة بان حركات سياسية هامة مرت بالمنطقة العربية وتعرضت لحملات من التشويه شملت ليست فقط ممارسات تلك الحركات وانما مبادئها كالحركات اليسارية والقومية والان جاء دور الحركات الاسلامية وقد جاء ما تم ذكره في عملية حوار بقناة هنا بغداد يوم 25/7/2017 ويدور حول ما سمي من قبل السادة الزوبعي والجابري بالتوجه الامريكي الجديد لبناء الدولة المدنية وبان تلك التشضيات جاءت لمرحلة تريدها اميريكا في بناء الدولة المدنية في العراق وبان الاحزاب الاسلامية فشلت في ادارة الدولة بنظر السادة الزوبعي والجابري وبأن الاسلام لا يصلح في هذه المرحلة في ادارة الدولة وبراينا مثل هذا التوجه مستوحى مما تريده اميريكا للعراق بالتخلص من معوقات تنفيذ مشروعها الاستعماري في المنطقة ولتقف بوجه الانتصارات التي تحققت بتحرير المدن العراقية وبناء القوات المسلحة ونجاح تجربة الحشد الشعبي والبدء بأنشاء دولة عصرية ذات قدرات كبيرة و التوجه بأزدهار الحريات العامة وتحديدا حرية التعبير التي من خلالها يتم الوقوف بما يضر المجتمع والدولة وان الاحزاب الاسلامية والدينية بصورة عامة ممكن ان تحقق نجاحات كبيرة في الدولة العصرية وهذا ما وجد في البلدان الاسلامية بجنوب شرق اسيا وايران و تركيا حيث في الدولة الاخيرة مثلا حيث الذي يدير الدولة حركة اخوانية في حين شكلت المعارضة من الاحزاب العلمانية وبأن الاحزاب الدينية ساهمت في بناء اوربا الحديثة ووجدنا الحزب الديموقراطي المسيحي في المانيا يدخل في تحالفات مع الشيوعيين والاحزاب اليسارية عندما تتطلب مصالح الجماهير ذلك ولاشك ان ما حصل من اخطاء في ادارة الحكم في العراق كان للامريكان الدور الاول في ذلك فالمكونات الثلاث في العراق والتي ينحو السادة الزوبعي والجابري عليها باتيان الفشل كما يقولان اوجدهما واقع خلقه الاستبداد في حقبة النظام السابق والمرحلة التي ابتدأت بأشراف الحاكم المدني الامريكي برايمر وايجاد عصابات من الارهابيين شكلت عبئ ثقيل جدا على نظام الحكم ولا يتحمل مسؤولية كل ذلك طائفة او حزب بعينه فعمليات النهب للوزراء الاوائل في ظل فترة الاحتلال كـ ايهم السامرائي و حازم الشعلان وسواهما ابتدأت تظهر في وضح النهار وحصلت حماية القائمين بها من قبل السفارة الامريكية وربما اوضح مثال تهريب وزير الكهرباء الاسبق ايهم السامرائي من قبل السفارة المذكورة ويقول الدكتور سلام الزوبعي ان التكوين الجديد للاحزاب الوطنية في العراق والناجمة عن تلك الانشقاقات تحصل خشية الساسة العراقيين مما سيواجهونه من محاسبة الامريكان لهم عند الاطاحة بتلك الاحزاب ويضيف الدكتور نديم الجابري بأن لامريكا حق الاشراف الدولي على السياسة الداخلية في العراق ومثل هذا القول يعتبر تجنيا متعمدا بحق هذا الوطن وشعبه حيث ان ذلك يعطي ولاية لامريكا على هذا الشعب مثلما حصل في حقبة الانتداب البريطاني في العراق بعد الحرب العالمية الاولى وبراينا ان مثل هذه الاقوال تصدر عن اشخاص يعانون فشل التفاف الجماهير حولهم ويحاولوا ان يعوضوا ذلك الفشل بالرعاية الامريكية لهم ونحن لا نزعم بان الحقبة الماضية لم يتخللها بعض اوجه الفشل ولكن السبب الرئيسي لذلك هو الضغوط الهائلة التي تعرضت لها الدولة سواء من قبل المحتل الامريكي او من قبل اعوانه وحلفائه في المنطقة وان من ينادون بمثل هذه الاقوال يرومون ان يمهدو لفترة ما بعد داعش فنحن في الحالتين سواء ا باختلاق داعش جديدة ومن صنع امريكي ايضا للالتفاف على تلك الانتصارات او تبلور دعم جديد امريكي لدعاة ما يسمى بالدولة المدنية الذين هم في حقيقة الامر هم عبارة عن قدمه للمشروع الامريكي في العراق حيث يراد ان تفرغ تلك الانتصارات من محتواها ويقضى على المنجزات التي تحققت بتحرير مدن العراق من شرور اشرس هجمة بربرية عرفها تاريخ البشرية المعاصر والملفت لدى المثقفين العراقيين والعرب بان ممن يزعمون بمقدرتهم السياسية لم يقلعوا عن ثقتهم بعدو كـ داعش او حماة داعش فأميريكا ليس همها تكوين الدولة المدنية في دول العالم الثالث ولو كان الامر كذلك لرأينا اقامتها لتلك الدولة في السعودية ولكن همها الوحيد امتصاص خيرات البلدان وخلق المشاكل لشعوبها وصولا الى حالة الاقتتال بين تلك الشعوب حيث مضى قرابة قرن من الزمن وبدعم امريكي لاسرائيل على حساب الحق العربي فكانت من اهم ثمرة ذلك الدعم بسط هيمنتها على المنطقة وتحويل النزاع بين العرب والمسلمين من جهة واسرائيل من جهة اخرى الى المواجهة بين المسلمين انفسهم عبر ضفتي الخليج وكانت وجهة النظر التي ابداها السيد سامي الجيزاني عضو تيار الحكمة الوطني المشكل حديثا برئاسة السيد عمار الحكيم فقد ابدى السيد الجيزاني في ذلك الحوار يوم 26/7/2017 لقناة هنا بغداد برأي يعبر عن نضوج كامل بواقع هذه المرحلة في العراق والمنطقة العربية حيث يعتبر تشكيل احزاب جديدة منبثقة علن التكتلات السابقة بمثابة نمو للوعي لدى تلك الجماهير وبأن الاحزاب الجديدة تحاول استلهام عبر الماضي واسشتراف افق المستقبل الجديد في حين يعتبر الدكتور الزوبعي بأن تلك الانشقاقات هو ما يسميه بالهروب نحو السلطة من جديد من خلال التهيؤ للانتخابات القادمة ولكن تلك التشضيات بنظرنا جاءت كتداعيات لابد منها نجمت عن الاحداث الاخيرة في العراق والمنطقة برمتها بما تم تحقيقه من انتصارات وما نجم عن مهادنة تطلعات مسعود البرزاني غير المشروعة بمناداته لتقسيم العراق ليس بفصل الاقليم وانما تشجيعه محافظات اخرى وقطاعات من الشعب العراقي على ذلك وحالة عدم الالتزام بما تفرضه القوانين وطغيان المصالح الذاتية للكتل السياسية على مصالح الشعب كل ذلك اخذ يفرض واقع جديد استعدادا للمستقبل بما يؤهل صعود امكانات شابة توجد اصطفافات جديدة تتجاوز من خلالها المحاصصة الطائفية وبناء دولة عصرية وتولي حكومات الاغلبية النيابية طبقا لنص الدستور النافذ والتخلص من اسلوب المشاركة الذي قيد حركة الدولة من خلال عدم صدور التشريعات الجديدة ما لم تحصل توافقات في ما بين الكتل ضمن ما سمي في اصدار تشريعات متقابلة في سلة واحدة . اما دعوات الاستفتاء في الاقليم من قبل مسعود البرزاني فكان يتوجب مواجهتها واعلان بطلانها من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد ليس الان وانما منذ اول انطلاقة تلك الارهاصات من قبل البرزاني وان ذلك لم يكن فقط كونه مخالفا للنص الدستوري في العراق وانما من ينادي به وجوده على راس السلطة في الاقليم غير مشروع اصلا بحكم عدم اعادة انتخابه من قبل جماهير الاقليم من جديد عند نهاية الحقبة الماضية لذا يعتبر تشبثه هذا بمثابة التفتيش عن مخرج يستطيع من خلاله بايجاد ما يعتبره نوع من المشروعية في الاستمرار برئاسة الاقليم ولكن ذلك ايضا لا يمنحه نوع من الشرعية وانما يحاول ان يفرض من خلال واقع فرضه هو على تلك الجماهير مستغلا انشغال الحكومة المركزية بمواجهة الارهاب ومتذرعا بما يسميه بانعدام الشراكة الحقيقية ولم يعترف هو يوما بوجود تلك الشراكة حيث اغتصب الثروة النفطية في شمال العراق وكركوك واحتل مدينة كركوك وساعد على تسليم محافظة نينوى لداعش ومارس الاستبداد بحق الشعب من سكان الاقليم وبعد دخول داعش محافظة نينوى اخذت زبانيته يأخذون تعهدات مزورة من سكان تلك المحافظة بزعم بانهم يرغبون بالانظمام للاقليم واحدث تغييرا ديموغرافيا في كركوك بنقل مئات الالاف من المواليد الجديدة من الاكراد المتواجدين في المانيا ليصبح تولدهم في كركوك مع ان هذه المدينة لم تكن يوما ما مدينة كردية وانما منذ اماد بعيدة تسكنها اكثرية عربية وتركمانية وسعت اصابع المحتلين الى تحويل تلك المدينة الى محل للنزاع بين المركز والاقليم تمهيدا لسرقة امكاناتها النفطية والتشبث بادخال ما سمي بالمناطق المتنازع عليها الى حلبة الاستفتاء المزعوم تزويرا للحقيقة حيث يقتصر الاقليم قانونا على ثلاث محافظات اربيل والسليمانية ودهوك اما اخضاع مناطق اخرى الى واقع اجتياح البيشمركة لهذه الاماكن وهو ما لا يقره العراقيون ويعتبر تجني على الحقيقة وتحريضا من قبل القوى الخارجية كما استمر مسعود البرزاني منذ عام 2003 ولحد الان بخلق المشاكل لهذه البلاد ولم يكن شمال العراق يوما ما خارجا عن جغرافية وتاريخ العراق حيث منطقة وادي الرافدين جائت حدودها مع تركيا يأمتداد الحدود السورية وبخط مستقيم اعتبارا من البحر المتوسط وحتى نقطة التقاء الحدود الشمالية شمال قضاء راوندوز وهذا لم يأتي من فراغ وانما من وضعه يدرك كون منابع الثروة المائية لانهر العراق تأتي بمجملها من حوض جبال كوردستان التي تشكل جزء هام من الناحية الجغرافية والتاريخية امتدادا لوادي الرافدين .
وتعامل الحكومة المركزية مع تحركات مريبة لمسعود البرزاني في الاقليم وبصورة خاصة في كركوك اصبح مدعاة لاشغال بال اغلب المثقفين العراقيين فعند بدء عملية انتخاب رئيس الجمهورية في العراق جاء محافظ كركوك الحالي الى بغداد متملقا قوى التحالف الوطني وبقية الكتل يروم استمالتها لانتخابه لذلك المنصب ولما لم يحقق ما يريده اتجه الى محاولة ضم كركوك الى الاقليم تمهيدا لعملية الانفصال مع انها محافظة عراقية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ومنذ ذلك الوقت يتطلب واجب الحكومة المركزية بالطلب لمجلس النواب بعزله من منصب محافظ كركوك واحالته للقضاء مثلما حصل لاثيل النجيفي باعتباره خائنا وناكثا لليمين الدستوري الذي اداه بالحفاظ على وحدة العراق وعندما كان السيد الطالباني رئيسا للجمهورية صدرت عنه تصريحات متناقضة بالنسبة للاقليم فهو مرة يقول بان دعوات الانفصال احلاما لا تستند على واقع ثم يعود ليقول ان كركوك هي الكرسي الذي يستريح عليه الاقليم هذا هو الاسلوب الذي تعامل به بعض الساسة الاكراد مع حكومة المركز ببغداد منذ عام 2003 ولحد الان والتراخي التي اتسمت به تحركات الحكومة المركزية تجاه تصريحات وتهديدات مسعود البرزاني وتصرفاته غير الدستورية مدعاة للحيرة بالنسبة للشعب العراقي ويعتبر الكثير من المثقفين العراقيين ان ذلك التراخي ناجم عن مداخلات الساسة الامريكان في العراق ومحافظة كركوك محافظة خارج الاقليم ووضعها بعد الاحتلال عام 2003 اخذت تنتابه التجاذبات بين المركز والاقليم ولم يكن موقف الحكومة المركزية حازما اتجاه ذلك لان الدولة كانت تدار برؤوس متعددة في حينه والحسابات تجري على اساس المداهنة مع هذه الكتلة النيابية او تلك للحصول على دعم بعضها البعض في مجلس النواب ومسعود البرزاني منذ ذلك الحين يسير بخطين اولهما ايجاد علاقات خارج مسار الدولة العراقية تضمن له نجاح خطته المستقبلية بالانفصال ويستفيد من الوضع الذي اوجده المحتل بالداخل ويستحوذ على الثروات النفطية في كركوك والاقليم ويوظفها لترصين وضعه واستمرت تجري الامور في محافظة كركوك بشكل شبه شاذ فالاستحواذ والتغيير الديموغرافي يجري على قدم وساق والحكومة المركزية تتفرج فيما تتم التصفيات باغتيال القادة التركمان والعراب في المدينة المذكورة وتسفير الاسر العربية والتركمانية الى الوسط والجنوب او الى اقضية ونواحي تلك المحافظة مع ان تلك الاسر من السكان الاصليين ولقرون في كركوك كما ان قوات البيشمركة اجتاحت تلك المحافظة علنا وفي وضح النهار والساسة من المكون العربي الذي يواجه التهجير مباشرة مشغول بحث الخطى نحو تهييج جماهير محافظات عربية بعينها ضد الحكومة المركزية وقد حصر مسعود البرزاني اتصاله بالعالم الخارجي عن طريق تركيا واعطى ظهر المجن كليا لحكومة بغداد وقد حولت الكتل السياسيبة في العراق مناقشة ازماتها الى اربيل لتكون برعاية مسعود البرزاني مظهرة عجزها على حل تلك الازمات ليستثمر مسعود البرزاني ذلك الى اعلى مستوى لذلك الاستثمار حيث يقول علنا بانه لا يحب بغداد او الذهاب اليها ولم يحضر لبغداد بعد عودة برايمر الى واشنطن الا مرة واحدة في حين في عهد مجلس الحكم ووجود برايمر كان يحضر يوميا الا يعتبر ذلك مؤشرا على نواياه هذه ثم هل استطلعت الحكومة المركزية الرأي الرسمي لكل من ايران وتركيا حول توجه مسعود البرزاني مع اننا نقر بان هذه الحالة هي مسالة داخلية لكن لها مساس مباشر بوضع كل من ايران وتركيا كدول اقليمية مجاورو للعراق نحو استفتاء الانفصال ام انها تبقي موضوع خطير رهن الوعود الامريكية فمسعود البرزاني واسرته كانتا وبالا على الشعب الكوردي في العراق ولم يستطع اي مثقف ان يقف بوجه اماني الاكراد بتحقيق ما يريدونه وبشكل مشروع ولكن شريطة ان لا يكون ذلك قفزا على الدستور النافذ وتحول الاقليم الى بؤرة للتامر على العراق ودول المنطقة فكركوك وكما ذكرنا محافظة غير كوردية ومدن واقضية ونواحي ذات اغلبية عربية في نينوى يعلن البرزاني اجراء استفتاء الانفصال فيها والا بماذا يسمى الاستحواذ على سهل نينوى وبعض العراقيون يزعم بان مسعود البرزاني سيلجأ لتكوين ما يشبه جمهورية ارض الصومال غير المعترف بها دوليا ويضيف ذلك الشخص بأنها تنعم بأزدهار ولم يبين للعراقيين من اين اتى ذلك الازدهار ومن ثم لا يوجد وجها للتشابه بين جمهورية ارض الصومال واقليم مسعود البرزاني حيث الاخير يتمتع بموقع خطير بشمال العراق وكان له تأثيرا بالغا بعدم استقرار هذا البلد خلال الفترة الماضية فكيف الحال اذا ما حصل على دعم من قبل قوى دولية تسعى بايصاله الى الانفصال وتحويل الاقليم الى قاعدة تكون في خدمة النوايا الامريكية الصهيونية وتناقلت القنوات الفضائية يوم 30/7/2017 عن السيد رئيس الوزراء قوله بأن الامريكان اعطوه وعدا بعدم قيام مسعود البرزاني بأجراء الاستفتاء والعراقيون تبقى بذاكرتهم ما قيل بأن الامريكان اخبروا السيد العبادي بأن محافظة الانبار غير ممكن ان تسقط بيد داعش في حين حصل العكس فالعراقيون مروا بتجارب مرة مع المحتلين واصبحت لهم تجربة مع مسعود البرزاني الذي مستعد ان يفعل كل شئ وصولا لما يريد وبدلا من ان تكون توجهات مسعود البرزاني محلا للحوار والتفاوض بين كتل التحالف الوطني فان تلك الكتل مشغولة على ما يبدو بزيارات مسؤوليها لدول المنطقة بفعل اقتراب موعد الانتخابات واضافة الى ان الساسة الاكراد اقسموا اليمين الدستورية بالحفاظ على وحدة العراق ومسألة اختيار موضوع الاستفتاء محسومة بنظرنا بالنسبة لتوجهات مسعود البرزاني استنادا لوضعه النفسي وما يحاط به من دعم ومحفزات من قبل جهات بعينها والمتوقع انه سيحول النظام السياسي الى نظام استبدادي دكتاتوري ومن الغريب ان نسمع من احمد الكبيسي الذي كان يظهر حريصا فيما مضى على وحدة العراق في حين يقول الان بان مسعود البرزاني سيحول الاقليم الى مملكة وسينظم له العرب السنة وسيكون مستقبلا كصلاح الدين الايوبي وشر البلية ما يضحك مسعود البرزاني الشوفيني الذي لم يستقر على رأي والذي يسعى لتخريب كل شئ تصل امكاناته له يشبهه احمد الكبيسي بصلاح الدين الايوبي الذي كان عادلا حتى مع اعدائه وحفظ له التاريخ ذلك ومثل هذا التقول يصدر على ما يبدوا بنتيجة الافلاس السياسي وعدم وضوح الرؤيا فتغلب النعرة الطائفية على البعض تحجب عنهم ما يشكله مسعود من مخاطر على هذا الوطن فمثلما وضعت بريطانيا البيضه الاسرائيلية فالامريكان يضعون هذه البيضة في شمال وطننا .
اما توجه الدولة نحو الاصلاحات الجذرية في تصحيح بعض مواد الدستور بما يتلائم واوضاع العراق ومتطلبات بناء المجتمع الجديد فيه وترك اسلوب المحاصصه واقامة حكومات الاغلبية كل ذلك ضروري جدا ولكن لابد من ذلك من مقدمات تمهد لذلك الاصلاح وتتلخص بعدم التدخل بشؤون الهيئة العامة للنزاهة وان تكون تلك الهيئة ذات جدية واقدام وحزم في عملها وعدم التدخل او التاثير على مبدأ استقلال القضاء ومؤسسات الدولة عن بعضها البعض سيما تدخل اعضاء مجلس النواب وزعماء الكتل واعضاء مجالس المحافظات واعطاء الجوانب التنفيذية نصوص القوانين درجة عالية من الصرامة والشدة ووضع حد للجرائم التي تستهدف الكفاءات العلمية ويتسائل العراقيون عن مدى فاعلية مراكز الامن والمختارين في محلات السكن والجهد الاستخباري وربما اعطاء نموذج بوضعنا الان في بعض جوانبه يثير البكاء والضحك معا حيث شخص كان مدير صيانه للكهرباء في عهد صدام وله صولات وجولات في الفساد وبدرجة حزبية يحتمي بها ثم في العهد الديموقراطي الجديد ضاعف جهده وبشكل علني في ذلك المجال ولم تتوفر في عهد صدام مواد الصيانه لوجود الحصار ولكنها اخذت تأتي بحمولات سيارات كبيرة من مديرية كهرباء المنطقة الجنوبية وبقوم السيد مدير الصيانة ببيعها وهي محملة بسياراتها الى التجار الاكراد في شمال العراق وتنزيل الفواصل القديمة وتسليمها للعمال بعنوان جديدة بعد تصليحها ومن يعترض من العمال ربما يلاقي حتفه ومسألة كشف ذلك ليس بالمسألة العسيرة حيث تفحص تلك الفواصل من قبل خبراء وواضح انهم سيحددون سنوات عملها في حين في السجلات تكون بعنوان جديدة وبعد حصوله على هندسة التبريد يطمح ذلك الشخص ان يكون مديرا عاما لكهرباء المنطقة الجنوبية ويتقول بذلك صراحة فيجيبه العمال ممكن ذلك لان الوقت وقتك وفعلا يتدرج بشكل متسارع جدا مع انك تجد مهندس معماري يبيع الطماطم في الاسواق مع احترامنا لاهل تلك المهنة وكل ذلك التطور بأسلوب من يستلم باليمنى ويعطى باليسرى كما يقولون وريما استفحال مثل هذه الظاهره تحصل جراء استشراء سياسة المحاصصة فكل كتلة من الكتل السياسية تحاول ان تجتذب كثير من قطاعات الموظفين دون التدقيق في سلوكهم وكل ذلك على عكس حكومة الاغلبية ومما يثير الاستغراب والالم في الوقت الحاضر ايضا تصاعد صعوبة اسئلة السادس العلمي حيث الطالب كان عندما يروم تعديل معدله يبقي نفسه الى السنة القادمة في صفه ولكن ما حصل الان تأتي الاسئلة خارج المنهج المقرر وبنسبة لا تقل عن 60% سيما في الرياضيات ويعتبر الطلبة ذلك يحصل لما تمارسه عناصر معينة تنشد اهداف سياسية من وراء ذلك وحسب ما نقل بان الاسئلة عند وضعها يؤخذ رأي بعض اسائذة المواد في المحافظات وبغداد والذي اصبح لهم مجاميع من الطلبة يقتصر اهتمامهم بهم فقط وتعطى لهؤلاء الطلبة نماذج من تلك الاسئلة حتى ان احد هؤلاء المدرسين طلب لمقابلة حول ذلك في قناة العهد فرفض زاعما بانه يخشى ان يوظف الموضوع ضد الحكومة والحقيقة هي على خلاف ذلك لان جميع القنوات والصحف تناولت ذلك الموضوع باسهاب مع ان ظاهرة صعوبة الاسئلة تثير سخط الجماهير ضد الدولة وتعتبر نعمة بزيادة حلقات التدريس لدى هؤلاء المدرسين التي اعتبرت لديهم بمثابة وسيلة تجارية وقد ادى كل ذلك بازدياد ظاهرة الانتحار بين الطلبة خصوصا في هذا العام ويجمع قسم كبير من الطلاب بان ما يحصل في وزارة التربية ناجما عن تصرف وزير التربية محمد اقبال اما ما عاناه المواطن جراء بقاء مسألة الكهرباء تتراوح في مكانها مع مرور صيف لم يمر مثله فيما مضى فاساس ذلك بنظر الجماهير يعود لعاملين اولهما سياسيا مرتبط بتركيبة النظام وتاثير مختلف الكتل ذات المصالح المتضاربة والدولة تظهر على ما يبدو واهنة اتجاه قوى داخلية وخارجية فتحسن الكهرباء يؤدي الى ارتفاع مستوى الانتاج الزراعي والصناعي ونجاح كافة مؤسسات الدولة وهو ما لا تستطيع تحمله القوى المستغلة لامكانات العراق وفي كافة المجالات ونتذكر جيدا عندما وقف السيد حسين الشهرستاني وكان انذاك وزيرا للنفط مشيرا باصابعه برده على اعضاء مجلس النواب قائلا لقد دفعو لنا ملايين الدولارات على ان لا نبدأ باستثمار الثروة النفطية في العراق وقد رفضنا ذلك ومسألة الكهرباء على ما يبدو مشابهه لما ذكر والعامل الثاني بنظرنا ان الحكومة اصبحت عاجزة من استحصال اجور الكهرباء من المواطنين وهذه مشكلة بحد ذاتها والافضل بنظرنا ان تسلم ادارة مؤسسات الكهرباء والماء لشركات اهلية على ان يتم تصدير قوانين تحمي المواطن من استغلال تلك الشركات وتحديد اثمان الطاقة المصروفة و نحن نعلم تماما ان ذلك سيواجه بالممانعة من قبل الجماهير وبعض المنافقين الذين يزعمون بانهم ينشدون مصلحة المواطن دون النظر للنتائج المدمرة التي يتحملها المواطن جراء العوامل المذكورة اما القول بتحمل وزير الكهرباء الحالي مسؤولية ذلك فهذا امر بنظرنا لا يقره عاقل او منصف فلو راجعت الدوائر الرئيسية في بغداد لتلك الوزارة لوجدتها تسير بنظام جيد ولكنك تصطدم عندما تصل عمل دوائر الكهرباء في محلات السكن فتجد ما لايتصوره اي عاقل فيحصل امعانا باشكال من الفساد من موظفين محميين بعناصر حزبية بنفس تلك المناطق .
وبأختصار لكل ما ذكر سواء في الوضع الدولي والاقليمي وانعكاساته على الوضع الداخلي في العراق حيث افرزت نتائج ما تحقق من انتصارات على القوى الارهابية في سوريا والعراق واستعصاء حل المسألة اليمنية رغم الدمار الذي اوجدته السعودية في ذلك البلد فأن التحركات الاخيرة لبعض الساسة العراقيين اتجاه السعودية ناجم عن تداعيات تلك الانتصارات ونتائج تلك المعارك عززتها الخلافات الاخيرة بين السعودية وقطر مما دفع بال سعود باتجاه محاولة تحسين علاقتهم بالعراق وهذا توجيه امريكي للساسة السعوديين وبدأ ذلك اعتبارا من زيارة الجبير الاخيرة للعراق وتلاها زيارات لمسؤولين عراقيين للرياض والتوجهات السعودية تلك تأتي منسجمة مع المخطط الامريكي وبمحاولة استعادة السعودية واميريكا ما خسرته هي وحلفاؤها في المنطقة خلال المعارك وتحاول ان تستعيده من خلال الالتفاف السياسي والجميع يدرك الان النتائج التي تترتب عن الخداع الامريكي السعودي فالسبهان الذي طرد من العراق كسفير في بغداد سابقا واصبح له متسع بان يفرق بين العراق وايران في تصريح له يوم 31/7/2017 مع ان الدعم الذي حظي به العراق في مجال التسليح والمشورة من قبل ايران كان له الدور الكبير بحمايته من الهجمة الارهابية حيث شكلت ايران عمقا ستراتيجيا له بالدفاع عن ارضه فمحاور تصفية الارهاب تبلورت عن تقارب روسي تركي ايراني سيتحول الى حلف في المستقبل يقابله تراجع امريكي في المنطقة تجلى اخيرا بمواجهة حقيقية من خلال دعم ترامب العلني لاسرائيل والتعثر الذي اصاب السياسة الامريكية جراء ذلك كما ان الحلف السعودي لم يؤدي اغراضه بتغيير نتائج مسار المعارك ضد الارهاب في سوريا والعراق وانحسار القوى المؤيدة للخط السعودي في المنطقة العربية واتضاح المنهج الجديد الذي ستتبعه اميريكا في العراق بما يسمى الان ببناء الدولة المدنية تمهيدا لتغييرات جذرية في نظام الحكم الحالي حيث الاسلوب الذي تتعامل به اميريكا مع مختلف بلدان العالم هو الوصول الى نظام يتطابق مساره السياسي مع المصالح الامريكية وحماية امن اسرائيل مئة بالمئة اما من يمنون انفسهم بانهم سيحضون برضى اميريكا بما يمكنهم في البقاء في كراسيهم دونما سند جماهيري وشرعية دستورية من خلال الانتخابات فهؤلاء مآلهم كسابقيهم من الساسة العراقيين الذين اعتمدوا على اميريكا وانتهوا بفواجع مرة ودور الطابور الخامس الامريكي حاليا سيما ممن يسمون انفسهم ببناة الدولة المدنية فهم يحثون الخطى بما تريده اميريكا بالوصول الى جلب حاكم مستبد جديد لا يختلف عن صدام والطريق السوي الذي يحفظ وحدة العراق والنظام الديموقراطي فيه يتلخص بالحذر من الامريكان وال سعود والتوجه الجاد نحو الحفاظ على وحدة العراق من خلال دعم القوات المسلحة بكافة اصنافها سيما الحشد الشعبي والمباشرة بمعالجة ما ظهر من خلل في مسار الدولة اتينا على ذكره نتيجة فترة الاحتلال وافعال زمرة داعش ومسك الارض والحدود الدولية للعراق وتحديد اصدقاء العراق دوليا واقليميا على ضوء الواقع المعاش وليس على اساس المصالح الذاتية والتمنيات .