صدم العالم اليوم بخبر مفاده ان امريكا وكذلك بريطانيا سمحتا لاوكرانيا اطلاق اقوى واسرع الصواريخ الامريكية والبريطانية في العمق الروس كما سمحت امريكا لاوكرانيا استخدام الالغام المضادة للافراد كما ان بعض الدول الغربية اغلقت سفاراتها في موسكو وهذا خبر لا يبشر بخير وينذر بصدام وحرب عالمية جديدة
اما ماورد في الاخبار حول غزة خبر مفاده ان الولايات المتحدة في الامم المتحدة استخدمت حق الفيتو ضد مسودة قرار يدعو الى وقف العدوان على الشعب القلسطيني في غزة بحجة ان القرار يمثل دعما للمقاومة الفلسطينية.
اذا نظرنا الى هذه الاخبار ومايجري في الولايات المتحدة بعد الانتخابات التي خسر فيها بايدن وفاز بها ترامب وفترة الاستلام والتسليم يبدو لك ان النخبة السياسية في امريكا لاتتمع بذرة من الاخلاق وليس لديها اهتمام بمصائر الشعوب . اقول ذلك لكونها اقوى دول في العالم ويبدو انها اميراطورية العصر التي في طريقها الى الانحطاط الاخلاقي والهاوية.
فهذا ترامب الذي اختار للادارته اسوء الشخصيات السياسية التي تحوم حولها الشبهات وتمارس الرذيلة فقد اختار مدعيا عام اي بمثابة وزير عدل رجل متهم لحد الان بممارسة الجنس مع صبية دون السن القانونية كما وجهت له تهم اخرى وقدم الى لجنة تحقيقية تتالف من اعضاء من مجلس النواب ومجلس الشيوخ. كما اختار لوزارة التربية سيدة ذات منصب رفيع في مجال المصارعة الحرة وليس لا علاقة لها بالتربية او التعليم ولم تمارس المهنة التربوية او التعليم بل مارست مسباقات العنف بين وحوش المصارعة الحرة.
اما لمنصب وزير الصحة فقد اختار ترامب احد المختصين من اسرة الرئيس لامريكي الراحل( ) وهو من الذين لايؤمنون بضرورة استخدام اللقحات ضد الامراض والاوبئة وهو شخصية مثيرة للجدل وسيخضع للتحقيق من قبل المشرعين. اما ما اختاره للشرق الاوسط فقد اختار شخصية لاتؤمن بمسالة حل الدولتين ويتعاطف كثيرا مع افكار رئيس وزراء اسرائيل الحالي النتن ياهو – اي شخصية غير محايدة تميل لاحد طرفي النزاع.
اما وعود الرئيس المنتخب ترامب قبل انتخابات 2024 وصاحب شعار -لارجاع امريكا لعظمتها- فحدث ولاحرج اولها الخروج من الناتو ومن مؤتمر المناخ وتوسيع رقعة اسرائيل الجغرافية ومطابة الدول التي تدخلت امريكا بشؤونا وارسلت لها جيوشها مطالباتها بدفع ثمن حمايتها كما يقول وغيرها وغيرها وعود اذا تمت ستغير الجيوبوليتكس واكثر الاحتمالات ستنهض الصراعات والكوارث البشرية والطبيعية.
كثيرة هي الامبراطواريات التي هيمنت منذ بداية التاريخ وتوالت على عالمنا هذا وتصارعت على الهيمنة فغلبت اقواها الادنى منها بعدما تصارع وضعف قادتها –امبراطوريات لنقل دول عظمى –لم تدرك اسس ضعفها واغفلت استقواء نظيراتها و وندر عظمائها واستهترت بمصائر الناس وكثرت مظالم الشعوب ولم تعدل في الحكم على قضايا الشعوب في عصر اصبح للاقتصاد ثقله وكثرت النزاعات بين الدول وتطورت التكنلوجيا وشاءت الصدف ان قياداتها يسييرها اناس تعوزهم مقومات القيادة ومن هذه المناقص الخرف او الحماقة وتشوش الفكر والعظمة العمياء والافتخار الموهوم والتتفاخر