بعد التأثيرات بالغة السلبية التي ترکتها جائحة کورونا على الاوضاع المختلفة في إيران، يتصاعد القلق والتوجس في داخل الاوساط السياسية الحاکمة في طهران، ولاسيما بعد إشتداد المشاکل والازمات بصورة غير مسبوقة بعد أن باتت الجهود الحثيثة المبذولة من جانب طهران من أجل رفع العقوبات الامريکية والتي وصلت الى ذروتها بإستغلال أزمة کورونا، لم تحقوق أية نتيجة في حين إن الادارة الامريکية وبصورة ملفتة للنظر مستمرة في سياستها بتشديد الضغوط وحتى بإضافة المزيد والمزيد من العقوبات الاخرى، وهو الامر الذي لايبدو إن النظام الايراني سيتحمله طويلا.
في الاوساط المختلفة للنظام الايراني هناك مساعي على مختلف الاصعدة من أجل البحث عن طريقة واسلوب حل لمعالجة الامور والاوضاع في ظل إصرار وعزم الامريکيين على تشديد العقوبات والمزيد من الضغوط، لکن الذي يجري لحد الان هو إنهم لايقتربون من أي طريق يقود للحل بل إن کل مايطرحونه ويتمسکون به طريق غير واضح المعالم خصوصا وإن الاوضاع المعيشية في إيران قد وصلت الى أسوأ مايکون حتى إنه ليست السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية تحذر من ثورة الجياع بل وإن أوساطا داخل النظام يتخوفون من ذلك ويحذرون منه علنا.
الحديث الان في طهران يترکز على البحث عن مخرج للأزمة الحالية ببعديها الاقتصادي والسياسي، خصوصا بعد أن وصلت الاوضاع الى درجة حرجة جدا تنذر بالانفجار في أية لحظة کما رأى الرئيس الاسبق محمد خاتمي ذلك وحذر منه قبل أيام، ولاريب من أن وخامة الاوضاع الاقتصادية تجاوزت الحدود المألوفة بکثير وباتت تخيم بظلالها على کافة مفاصل النظام وحتى إن الحرس الثوري نفسه صار يواجه أوضاعا صعبة غير مسبوقة، وهذا يشکل تهديدا کبيرا جدا لأمن واستقرار النظام ويحطم واحدة من أهم صمامات الامان للنظام، ومن هنا، فإن هناك تحديات غير عادية بوجه النظام وتتطلب عملا جادا وإلا فإن هناك مفاجئات أنکى وأدهى في الطريق خصوصا وإن الاوضاع الداخلية وبسبب تفاقمها وتصاعد الاحتجاجات وتزايد دور منظمة مجاهدي خلق بإعترافات رسمية وإعلامية.
النظام الايراني الذي طالما عالج المشاکل والازمات بطرق ملتوية وإکتفى في کثيرين من الاحيان بالهروب للأمام، يواجه هذه المرة مشاکل وازمات من طابع ونمط خاص، ولم تعد الاساليب والطرق السابقة تجدي نفعا معها کما إن الهروب للأمام أيضا صار مکلفا ويزيد الطين بلة وإن الشعب الايراني أيضا لم يعد راضيا عن الاوضاع وصار لايلتزم بالصمت أو يتجاهل مايبدر عن النظام وقد جاء تورط النظام في التستر على وباء کورونا وتقصيره في مکافحته ورفض المرشد الاعلى علنا تحمل نفقات کورونا من الاصول المالية للنظام مدى التقاطع والتناقض بين الشعب والنظام.
النظام الايراني وکما يعترف قادته علنا فإن هناك أزمة صارت حادة وخانقة جدا بعد تفشي وباء کورونا ومارافقتها من آثار وتداعيات سلبية ولايبدو إن هناك من أي مخرج للأزمة سوى في إحداث تغيير جذري في النظام نفسه والتغيير الجذري يعني إنهاء حکم نظام ولاية الفقيه ومجئ نظام سياسي يلبي آمال وطموحات الشعب الايراني، وهذا يعني بکلام أکثر وضوحا إسقاط النظام!