24 ديسمبر، 2024 10:26 م

المخدرات والانتحار ـــ أفتان في المجتمع العراقي

المخدرات والانتحار ـــ أفتان في المجتمع العراقي

كشفت مفوضية حقوق الانسان عن زيادة معدلات الانتحار، حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من مليون شخص في العالم ينهون حياتهم انتحاراً في كل عام، اي ما يعادل حالة وفاة واحدة في كل 40 ثانية، لكنها في العراق ذات خصوصية، حيث سجلت نسبة 60 بالمئة خلال العام الماضي عن سابقتها ، كما سجلت 633 حالة انتحار خلال عام 2013 واشارت الاحصائية الى ان محافظة ذي قار سجلت اعلى حالات الانتحار في المحافظات بـ (369) حالة ، معظمها من الشباب الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاماً,, وتشيع في معظم مدن العراق حوادث انتحار النساء ، لكن غالبيتها لا ترى الضوء، أو يخفيها أصحاب الشأن عبر تغليفها بقصص وحكايات أخرى تجنبا لإشاعة الخبر على الملأ ، ورغم الخجل الذي يبدو على وحده من ضحايا الانتحار فانها تروي محاولة انتحارها ، بسبب تخلي خطيبها عنها.ورغم أن معظم اللواتي يقدمن على الانتحار يعشن حالة من العزلة، وموجات من الكآبة، تؤدي إلى قتل النفس فان الوضع في العراق يختلف بعض الشيء عن العالم وذلك أن غالبية النساء المنتحرات أو اللواتي يحاولن الانتحار في الخارج لا يعانين العزلة، فهن دائماً وسط الأهل والأقرباء، ومن المفترض أن يعوق ذلك محاولات الانتحار. هناك حالات انتحار لفتيات ، بسبب ما يتعرضن له من عنف اسري مفرط غير مبرر ، وما يشعرهن بالظلم.في بعض الدول الانتحار هو السبب الرابع او الخامس بين مسببات الوفاة وذلك بسبب الثقافة السائدة وطريقة التربية أضافة إلى عدم وجود إيمان ديني بين كثير منهم، فلذلك يلجأ الكثير منهم إلى الانتحار عندما يجدون بأن الحياة أصبحت لا تُطاق بالنسبة لهم ,وهنا يأتي دور رجال الدين والجهات الإعلامية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني لممارسة دورهم لتطويق هذه الظاهرة الخطيرة والحد من استفحالها, واعلنت مديرية العنف ضد المرأة في كردستان، بأن 500 إمرأة قتلت فيما انتحرت أكثر من 2000 أخرى في ظروف غامضة ، أغلبها في أربيل، مع إرتفاع معدلات الاعتداء على النساء بالسليمانية .حيث أكدت المديرية في تقرير سنوي انه، وبحسب احصائيات رسمية تابعة الى وزارة الداخلية في كردستان والتي تضمنت أحصائية للخمس اعوام سابقة بلغت 494 امراة قتلت ، فضلا عن إنتحار 2031 إمرأة حرقا أو تم إحراقها عمدا إضافة الى تسجيل 16 ألف شكوى ضد نساء.وتابع التقرير ان ثلاثة الآف إمرأة تعرضت للتعذيب خلال السنوات الماضية إضافة الى تعرض 650 إمرأة الى حالات الاعتداء والتي اغلبها كانت في محافظة السليمانية ، بينما حالات الانتحار اغلبها كانت في اربيل,
اكاديميون في علم الاجتماع قالوا : كنا نسمع كثيرا عن حالات انتحار النساء في دول عربية لاسيما في شمال افريقيا ، او في اوربا للتخلص من قساوة الحياة او احتجاجا على حيف اصابها ، لكن هذه الظاهرة كانت غريبة في العراق وتكاد تكون معدومة قبل الاحتلال الامريكي عام 2003.واليوم وكانها اصبحت هذه الظاهرة مرضا في جسد المجتمع العراقي وحالة تلجأ اليها المرأة حالها حال باقي الامراض التي ضربت المجتمع بشكل مخيف في ما يطلق عليه البعض زمن الحرية الكاذبة,, واضافوا رغم ان الانباء تشيرالى اتساع ظاهرة انتحار النساء في العراق بشكل كبير ، الا انه لا توجد ارقام دقيقة اواحصائيات رسمية تسجل هذه النسبة ، لكن المتفق عليه ان هذه الظاهرة حدثت بشكل مخيف في جميع المحافظات مع ارتفاعت نسبتها في المحافظات الشمالية ، وسط تكتم شديد حول اسبابها ، وذلك للاعراف الاجتماعية والقبلية التي لا تزال مُستحكمة داخل المجتمع ، وتتناقل وسائل اعلام بين الحين والاخر انباء عن حالات انتحار متكررة لنساء ، بعضها ينتهي بانقاذ من حاولت الانتحار والبعض الآخر بوفاتها ، إلا أن الثابت في هذا الأمر هو عدم توفر اية احصائيات عن أعداد تلك الحالات.
كشف المستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة عدنان ياسين، اليوم الأحد، عن زيادة في معدلات الانتحار بالنسبة إلى الأعوام السابقة، فيما بين أن الوزارة وضعت آلية للسيطرة على هذه الآفة.وقال إن “نسب الانتحار في البلد تختلف من عام إلى آخر، إلا أننا نعتمد على نسب الانتحار الدقيقة من قبل مجلس القضاء الأعلى لكونه الجهة المختصة بالإعلان عن هذه الإحصائيات بشكل رسمي”. منوها، إن “هناك نسب أخرى تعلن عنها وزارة الصحة لكن هناك تفاوت بين الأرقام”.وزارة الصحة ليس لديها إلى الآن نسبة عن معدلات الانتحار في العراق للنصف الأول من عام 2024″. مبينا، أن “إحصائية عام 2019 سجلت عدد حالات الانتحار 200 حالة تقريبا، وفي عام 2020 كانت 300 حالة تقريبا، أما في عام 2021 فكانت 400 حالة، وعام 2022 كانت 500 حالة، أما في العام السابق فوصل عدد حالات الانتحار إلى 700 حالة، وهذه النسب تقريبية, وتابع، أن “هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع معدل حالات الانتحار، منها أن تطور العالم هو أحد أسباب استفحال هذه الآفة، ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعي”. مستدركا بحديثه، أن كثير من الأشخاص يعدون مراجعتهم لطبيب نفسي هي وصمة عار، فيما أن انتشار المخدرات يلعب دور كبير في ازدياد حالات الانتحار”. مؤكدا، أن “الضغوطات التي يحدثها الأهالي في نفوس أولادهم من خلال الطلب منهم تحصيل معدلات عالية في الامتحانات الوزارية أكبر من قدرة أبنائهم على ذلك, فيما سجلت حالات الانتحار في العراق بحسب المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية، إن “إحصائيات حالات الانتحار من عام 2015 إلى 2022 التي سيتم ذكرها، تعلن لأول مرة، والبداية مع عام 2015، حيث بلغت عدد حالات الانتحار في العراق ما عدا إقليم كوردستان 376 حالة”. ويضيف المحنا لوكالة شفق نيوز، أنه “في 2016 بلغت 343 حالة انتحار، وفي 2017 بلغت 449 حالة، وفي 2018 بلغت 519 حالة، وفي 2019 بلغت 588 حالة، وفي 2020 بلغت 644 حالة، وفي 2021 بلغت 863 حالة، وفي 2022 بلغت 1073 حالة انتحار، كما سجل العراق خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023، أكثر من 700 محاولة انتحار، منها 400 محاولة انتحار للفتيات، بحسب إحصائية في تشرين الأول 2023”.
وكان مجلس الوزراء قد وافق خلال جلسته الاعتيادية على إقرار الإستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار في العراق 2023-2030، إلا أن وزارة الصحة لم تفصح عن تفاصيلها أو توضح معالمها.

أفاد مدير الشرطة المجتمعية العراقية،، بأن محافظات ذي قار وديالى وكركوك هي الاعلى نسبة من بين المحافظات العراقية الأخرى من ناحية حالات الانتحار، عازياً أسباب الانتحار الى الفقر والعوز والبطالة والامراض النفسية، واحيانا التكنلوجيا الحديثة التي لها التأثير، فضلاً عن الابتزاز الاكتروني والتعرض للضغوط، وآفة المخدرات التي اصبحت أحد ابرز اسباب الانتحار في البلاد. وبحسب دراسة اجرتها الشرطة المجتمعية فان “العنف الاسري والاعلام” كان له الدور البارز في ظاهرة الانتحار، لوجود مواقع الكترونية تشجع على ثقافة الانتحار، كما ان الكثير من جرائم القتل داخل الاسرة قد تسجل كانتحار، ولكن تكشف لاحقاً بالتحقيق بانها جريمة قتل، مبيناً انه ربما يحدث العكس في بعض حالات الانتحار تسجل بـ”الوفاة العادية”، لان الانتحار يعد “وصمة” اجتماعية لذلك تلجأ بعض العوائل الى التكتم عن الحالة. ومؤخرا، ازداد تسجيل حالات الانتحار في العراق، ومعظم تلك الحالات هم من الشباب أقل من 27 سنة، ومعظمها من الفتيات. ويشير المراقبون للوضع في العراق إلى أن الأرقام الحقيقية المتعلقة بحالات الانتحار، أضعاف الأرقام المعلنة، لأن أغلبية واضحة من الحالات لا يتم إعلانها أو الكشف عنها من جانب الأهل، لما لذلك من تأثير على العائلة في الأوساط الاجتماعية، كذلك لأن الانتحار في الكثير من الحالات، خصوصاً بالنسبة للفتيات الصغيرات نسبياً، يكون نتيجة ظروف عائلية قاهرة يتم التكتم عليها.