بعيدا عن لعبة الكراسي وتناحرات السياسيين , ومتفرج من تزوير الانتخابات , ونستعيذ من الكومشنات والمقاولات والمشاريع الوهمية , وننزوي عن التطرف الديني والطائفي ولانفضح ملفات الفساد والمنغمسين بها , ولانمازح المنصب ومن يتربع عليه ويستحوذ على امتيازاته ولاتهمنا علاقات العراق الخارجية , وغير معنين بالتدخل الأجنبي ولا بالواقع المتردي للبنى التحتية صحية كانت ام اقتصادية أو تربوية , ونتحفظ على سرقة الثروات , نصب اهتمامنا بالمواطن والبلد قبل ان ينزلق لواد سحيق لا يمكنه ان ينهض مرة اخرى فاهتمامنا قبل ان يُشل عقل الانسان باعتباره محط رحال وغاية مقصود وتفتيت الوطن من قبل الاعداء , فمحاولة السيطرة على العقل تعني الخنوع والذل والانقياد بمرور الزمن يصبح اله يحركها العدو كيف يشاء ويمتص الجسد ليحيله الى هيكل فارغ يتلقى الاوامر ومقاد…. من هو ؟سؤال يطرح نفسه , آفة غير محسوبة بإمكانها ان تستلب قوة العقل الانساني وتشل تفكيره وتسيطر على حوافزه لينصاع بقوة لا شباع رغباته ويصبح اسيرا لأوامر سمومه وجسدا مركونا في زاوية النسيان بعد ان استلبت ارادته وافرغ من محتواه , وفق خطوات محسوبة وتنظيم دقيق بإدارة شبكات وتوجيهات خارجية غير مرئيه من الصعوبة كشفها ومعرفة اوراقها .الهدف تعويم المجتمع العراقي بسموم المخدرات للسيطرة عليه وتمرير اهداف كبرى كما اسلفنا في بداية المقال ومن خلال هذه البوابة التي يصعب على الجميع السيطرة عليها والتحكم بأضرارها .
المخدرات مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم وغياب الوعي المصحوب بتسكين الألم , تنهك الجسم وتشل العقل حتى تكاد تذهب به لتكون عادة الإدمان. والإدمان كما عرّفه العالم الكيماوي وكلر (Wikler ) هو التعاطي القهري للمواد المخدرة والذي يدفع صاحبه إلى الزيادة في الجريمة مما يجعله يصاب بالانتكاس والقلق والاضطراب ويجعله يضطر للتعاطي للخلاص من هذه الحالة. يترتب عليه ضررا ليس فقط لمتعاطيها وإنما لأسرته وللمجتمع ككل.
يصاب المتعاطي بالهزال بسبب فقدانه لشهية الطعام وتعرضه للإصابة بالأمراض لضعف مناعته، واضطراب بالأعصاب والجهاز الهضمي والتنفسي وفقر الدم وانفجار في الشرايين وفقدان الذاكرة وتآكل الخلايا العصبية بالمخ والصرع والهلوسة وضعف النشاط الجنسي، والإصابة بالعقم وانجاب اطفال مشوهين. وقد يصاب بالذبحة الصدرية والتدرن الرئوي والسرطان. ويبدو متعاطيها الذي هو في الثلاثين من العمر كما لو كان بعمر الخمسين وعلى صعيد الأسرة فأن المخدرات تعدّ من اخطر اسباب التفكك الأسري الذي يبدأ بعدم قدرة افراد الأسرة على تحمل تقلبات مزاج المتعاطي الذي يتطور الى الشجار والعدوان والفراق والطلاق اذا كان متزوجا، و تأثيراته السلبية على الأطفال الذين يرحل عليهم عدوان الأب والأم ايضا، وامتداد تأثيراتها الى مرحلة الرشد، فضلا عن العار الاجتماعي وخجل الأسرة من وجود مدمن فيها. وعلى صعيد المجتمع يؤدي تعاطي المخدرات الى ظهور عصابات ومافيات تتاجر بالمخدرات، وتشكل السبب الرئيس في زيادة حوادث القتل والطرق والسرقة والاحتيال واختطاف اشخاص او اطفال بهدف الحصول على المال لشراء المخدرات, وكذلك عدم القدرة على التركيز الذهني، وفقدان السيطرة على التصرفات وتفرض عليه تبديل وعيه بالبيئة بشكل يجعله يرى وكأن مجريات الأمور تسير على نحو آخر وبإيقاع آخر.
إن ضعف قوة المدمن العقلية يصاحبها هبوط مستواه الخلقي، وهذا الضعف الجسماني يؤدي إلى فقده مورد رزقه، وليس هذا فحسب بل يتعدى هذه الظواهر بارتكاب الجرائم الخاصة، وخاصة جرائم الأموال للحصول على المخدر بأية طريقة، كما يمكن أن يستغل المدمن من قبل الغير بتحريضه على ارتكاب بعض الجرائم مقابل مبالغ مالية هو في حاجة إليها، , أن عملية الاتجار بالمخدرات اصبحت جريمة منظمة وهي ذات ابعاد اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية تعمل عليها العصابات المنظمة، ناهيك عن ذلك فأن المخدرات تؤثر على مستويين الاول فردي والاخر مجتمعي، اما ما يتعلق بالجانب الفردي فهناك حالة الاكتئاب النفسي واليأس، اما بالنسبة على المستوى المجتمعي فيطال الجانب الاقتصادي وتفكك الاسرة , يرى أن معظم الدول تعاني من هذه المشكلة وليس العراق وحده، وبالتالي أن المشكلة عالمية خاصة وأن أحد اسباب بناء السور مع المكسيك هو ملف المخدرات.
يشكّل الشباب الغالبية العظمى من المتعاطين للمخدرات والمؤثرات العقلية وينتمي هؤلاء الشباب إلى أسر فقيرة، فيما يتوزع المتبقون منهم على أسر فوق خط الفقر بقليل مع الأخذ بالحسبان أن معظم أسر المتعاطين ذات كثافة عددية إذ يرتفع عدد أفراد الأسرة على (5) أفرادوهم من منخفضي التعليم، إن المتعاطين هم في الغالب من أسر تعاني الجهل والأميّة.
ويسكن أغلب المتعاطين في مناطق فقيرة ضمن مراكز المدن والأقضية، يعملون بأعمال حرة، و منهم من العاطلين عن العمل ,أضف على ذلك كله أن أكثرية أسر المبحوثين لا تمتلك منزلاً خاصّاً بها وأظهرت نتائج الحوارات والمشاهدات مع هؤلاء المتعاطين أن الكثير منهم يعاني شعوراً متزايداً بالضياع والخوف من المستقبل، وعدم جدوى حياتهم، وغيرها من المشكلات النفسية التي قد تجعلهم يهربون إلى المخدرات مرة أخرى فيما لو سنحت لهم الفرصة لذلك. أن انتشار المخدرات في العراق هو بسبب الفقر والبطالة التي يعاني منها المجتمع، كما انها تشكل وسيلة ربحية لبعض ضعفاء النفوس من التجار، علما أن من اكثر المناطق التي تروج بها المخدرات هي المقاهي التي يرتادها الشباب، آفة المخدرات والمواد ذات التأثير النفسي أصبحت عاملا آخر يُضاف إلى طرق الموت العديدة التي تستهدف شريحة الشباب العراقي كل يوم وتنذر بتخلي البلد عن موقعه ضمن قائمة الدول الفتية، ودماراً آخر يزيد من أعباء الحكومة الجديدة , وفي سابقة تعــد الأولى من نوعها في بلد مثل العراق أعلنت وزارة الصحة عن حدوث العديد من حالات الوفاة الناجمة عن تعاطي المخدرات وأغلبها وقعت في محافظة كربلاء بعدها تأتي محافظات ميسان وبغداد وبابل وواسط !ان اهدافها معروفة للجميع في بلد يبحث عن الاستقرار والتنمية واستغلال ثرواته لبناء بلده واسعاد شعبه فكان هدف لعصابات الاجرام ومافيات الدمار من خلال :-
01اختبار كافة انواع المخدرات على افراد المجتمع العراقي باعتبارهم فئران تجارب قبل ارسالها الى الدول الاخرى.
02تحطيم القوة البشرية في العراق عن طريق اغراق شبابه ببراثن التخدير والهلوسة .
قبل 2003 كان العراق يشكل ممر للمواد المخدرة الى دول الخليج العربي وبعد 2003 تطورت الحالة اكثر فاكثر وحسب ما يؤكد مكتب الامم المتحدة لمكافحة تجارة المخدرات، فالعراق لم يعد ممر لدول الخليج بل هو ممر لدول اوروبا الشرقية، وانما تعدتها إلى بعض مافيات المخدرات من جنوب شرق اسيا وغيرها مستفيدة من العراق لتوصيل بضاعتها الى تركيا واوروبا الشرقية. وهذا تطور خطير افضى إلى وجود حالة التعاطي والاتجار بالمخدرات داخل البلاد اصبحت اكثر من المراحل السابقة وهذه المؤشرات خطيرة جدا و تحتاج منا الى التفكير بها بجدية، و ايضا من صانع القرار وقفة جادة تجاهها لأبعادها :_
آ- سبب سياسي
لازال البلد يمر بحالة من تخلخل الاستقرار السياسي بسبب الاشكاليات السياسية التي اعتلت بناء النظام السياسي ولازالت الى الوقت الحاضر ولم تستطع حكومات ما بعد 2003 تصحيح تلك الاشكاليات. وهذه الاشكاليات ساهمت في تهيئة الارضية المناسبة لبعض القوى السياسية في تحصيل الكثير من المكاسب، لذلك هي تعمل على كل ما هو مشروع أو غير مشروع في تحصيل هذه المكاسب عبر وسائل عدة ومنها سيطرتها على المنافذ الحدودية وممارستها الاستيراد والتصدير.
ب – سبب اقتصادي
يعيش الاقتصاد العراقي تخبط واضح منذ عقود نجم عنه انعدام الانشطة الاقتصادية التي توفر فرص عمل كثيرة ، فضلا عن محدودية النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص الامر الذي نتج عنه اقتصار فرص العمل ضمن مؤسسات القطاع العام التي وصلت حد التخمة في عدد العاملين، وبالتالي تزايد معدلات البطالة مما يدفع بالأفراد الى العمل في الانشطة غير المشروعة ومنها الاتجار بالمخدرات.
ج – سبب ثقافي- اجتماعي
الامر هنا يعود لغياب الرؤية الواضحة والتوعية من قبل الجهات الثقافية والدينية حول الاثار السلبية لظاهرة المخدرات واثارها على الفرد والمجتمع. كذلك لظاهرة المخدرات وتوسعها ابعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك على اعتبار أن هذه المخدرات هي لا تنتج في داخل العراق، الامر الذي يتسبب بخروج موارد مالية كبيرة جدا من الدولار إلى خارج العراق لتوريد هذه المواد المخدرة، ايضا لها ابعاد ثقافية على المجتمع وذلك من خلال حالتها التدميرية والخطرة على الفرد والمجتمع، وبالتالي كل المجتمعات لا تسمح بهذه الظاهرة الا بالحدود المسموح بها، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الطبية والعلاجية”
انواع المخدرات
01القات ,
02 وجبنة الكوكا
03, حبوب الكبسله.
04الكرستال أو الميتافيتامين .
03الحشيش أو الافيون .
04الابتريل
05الكبتاجون :-. مادة الكبتاجون تعتبر من أخطر المواد المخدرة التي تدمر الجهاز العصبي للإنسان ببطيء ويدمن عليها الانسان بسرعه ويتم الترويج لهذا المخدر الخطير على انه مقوي جنسي يزيد قوة المعاشرة لدى الرجل وهذا ما يسارع في انتشاره وبيعه بسرعة وحسب تقارير طبية ادمان تعاطي الكبتاجون يؤدي الى الجلطات القلبية و ابطاء عمل الاعصاب والتهاب قشرة المخ و تدمير عمل الغدة الكظرية و تسارع نمو الخلايا السرطانية و تقرح المعدة الى جانب ان مدمن الكبتاجون يعاني من الهلوسات السمعية والبصرية، حيث يرى مجموعة من المشاهد التي ليس لها أساس من الصحة و بعد انتهاء فتره تأثير الجرعة الواحدة التي تمتد الى ستة ساعات، فان المتعاطي يشعر بضعف النشاط الذهني الأمر الذي يترتب عليه ضمور في خلايا المخيخ.
06الخشاش والاقراص المخدره.
07القنب .
ولما تقدم وبغية اعطاء الموضوع اهمية كونه يتعلق بالشعب والوطن وتدمير العقل والسيطرة عليه لتمرير اهداف مشبوهة واجندات تآمر نقترح ما يلي:-
01مواجهة هذا الخطر الداهم بفعاليات سياسية وثقافية واجتماعية ودينية وطرحه على الرأي العام . 0
02 علينا اليوم ان ننمي الحس الثقافي وأن نبتعد عن ثقافة التجريم والعقوبات المشددة، ناهيك عن ذلك لابد أن تتوفر المراكز الصحية التي تعنى بمكافحة هذه الافة الخطيرة”.
03ثقافة عامة خصوصا وأن بعض المؤسسات التعليمية تكاد أن تنتشر فيها ظاهرة بيع وشراء المخدرات، وهذا بفعل الوضع الامني والفوضى التي تعم البلد ناهيك عن وجود المجموعات المسلحة وضعف تطبيق القانون، هذا مما اعطى فسحة اكبر لتفشي تلك الظاهرة”
04 نؤكد على التوعية الاجتماعية والثقافية، وضبط الفوضى العارمة التي تحيط بالمنطقة إلى جانب ذلك هناك العصابات المنظمة مثل داعش وطالبان تعتاش على المخدرات وهي ترعى عملية نقل المخدرات من بلد إلى اخر،
05ضرورة تشكيل خلية أزمة من الحكومة ومجلس النواب للقضاء على هذه الظاهرة .
07أنشاء مستشفيات خاصة بمدمني المخدرات في المحافظات الجنوبية والشمالية نتيجة زيادة حالات الإدمان هناك .
08 انشاء حاضنات ترفيهية وملاعب رياضية ونوادي ثقافية واجتماعية تملئ وقت الفراغ .
09توفير فرص عمل ومحاولة فسح المجال امام القطاع الخاص ، ونشر الوعي داخل الاسرة والمدرسة .
010أعتماد نظام الاعدام على مروجي المخدرات.
011 وضع دراسة متكاملة وحلول تشريعية ورسمية تقتلع هذه الظاهرة من الجذور وتخلص العراق من شرها .
012 ضبط الحدود مع الدول الإقليمية بالتنسيق مع الجهات الامنية للبلدان المجاورة .