23 ديسمبر، 2024 9:29 م

المختصر لمعنى المودة في القربى!

المختصر لمعنى المودة في القربى!

من القرآن نستهل الكلام:-
 الآية ٢٣ من سورة الشورى تقول:-
ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)
البشارة هي الأجر وهي الفضل الكبير الذي وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقال من يقترف حسنة نزد له فيها وهذا حث وتحريض على العمل الصالح الذي قرره الله، كما جاء في الآية التي سبقتها (٢٢) ..
فالقربى هو أن تتقرب الى الله طاعة وتؤمن وتصدق بما أنزل على الرسول. يقول الله تعالى:-
 السابقون السابقون أؤلئك هم المقربون….لماذا  مقربون؟
الجواب:-
بالطاعة التامة أي قوم صادقون مؤمنون كرام متقون.
وهل من قرابة تتمثل بغير الود طاعة وإيمانا بأوامر الله؟
يقول الله:-
وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) النساء.
العداوة والمودة:-
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)  وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) المائدة.
فالعداوة خلاصة الضلالة والكفر وعدم التصديق ، على عكس خلاصة المودة من تصديق وإيمان؛ أي بُعد عن حق طاعة الله والإيمان برسوله.
 الأقربون مودة، هم الذين تفيض أعينهم من الدمع مما عرفوا الحق يقولون ربنا آمنا.
فما هو الذي لا يسألهم عليه أجراً……إلا…المودة في القربى وما المقصود بالقربى؟
المقصود بها:- قربى الإيمان، فليس لله مقربون من نسب وحسب، بل هي خيلاء الناس بسب عدم التدبر والإتكال على الخُبز من أفران التفسير الجاهز .
وفي سورة الأنفال يقول الله تعالى:-
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)
الخطاب عام بقوله غنمتم…فمن هم المخاطبون الغانمون؟
وهل هم من غير المقاتلين والرسول؟
هل خاطب الله غيرهم؟
المعنى هو كالتالي:
..يا أيها الرسول والمقاتلون الذين غنمتم إعلموا أن فيما غنمتموه من غنيمة، أن فيها نصيب لوليكم لله ورسوله ولذوي القربى منكم جمعاً.
الرسول هو (القائد  المسؤول) ولذوي القربى للرسول من نصيبه ولذويكم من نصيبكم بعد الفرز وليس كل ماغنمتموه لكم فقط! فإياكم !
ولذوي القربى لله من نصيبه وهم المؤمنون الصادقون المحتاجون من اليتامى والمساكين ولكل أمر نافع يخدم دين الله القويم   ووووالخ.
..من هذه الغنيمة نصيب الله الذي صار بيد الرسول وإئتمنه الله.
 هنا في هذا السياق خطاب للمقاتلين أنفسهم؛ بمعنى يا أيها المقاتلون إعلموا إن علينا نقسمها ونخرج منها حصة الله والرسول لتنالون حصتكم ولتعطون منها من هو محتاج من الأقربون لكم…الخ. وإلا فالله غني حميد.
فحق الله يصار الى الرسول ليتصرف به حقاً عليه للمسكين واليتيم ….الخ وليس لاهل بيت النبي ص فهذا محض تعسف في التأويل. فما دخل آهل بيت الرسول بخمس الحرب؟
هذا غيض من فيض وتعمدت الإختصار لأترك للآخرين القرائة والتفكير لتقدح في عقولهم الأفكار والأسئلة.