المجلس الأعلى الاسلامي، التنظيم السياسي والعسكري سابقا، والذي هو نتاج التضحيات التي قدمها ال الحكيم، وبعد قيادة لسنوات لمحمد باقر الحكيم “قدس سره” والقيادة التي تلتها لاخيه عبد العزيز الحكيم التي تمخضت عن خلافة السيد عمار الحكيم للمجلس الاعلى.
المجلس الاعلى والذي خاض غمار التعرجات السياسية، والانتخابات المتتالية، والتي كان بها متعدد الاندماجات، لضمان الكتل الاكبر، للخروج بقيادة شيعية لهذا البلد.
القيادات المخضرمة في المجلس الاعلى والتي تسنمت عدة مناصب، بعد ان كانت لا تملك شيء، كالسيد باقر جبر الزبيدي، وغيره؛ وتنقله بين المناصب السياسية، واصدارهم للاوامر وغيرها، ادى الى تراشقات وتجاذبات في الاراء واتخاذ القرارات، منذ اشهر، وكيف يتبعون من هو ازغر منهم سنا، خصوصا وهم يرون في انفسهم، انهم المخضرمون-كما صرحوا في اخر الاحداث- لتتعارض ذواتهم مع الوجوه الشابة الصاعدة!
خروج الحكيم عمار بتيار جديد، وتشكيل جديد له انعكاسه على المجلس الاعلى اولا، ذلك المجلس الذي كان يسير بإرث العائلة الحكيمية، والذي كان التفاف الكثير من الناس التفافا حول الاسم قبل كل شيء، وكيف سيقع اتباع هذا التيار بين المطرقة والسندان؛ في كيفية تحديد رؤاهم ومناهجهم، وهل يتبعون فكر المجلس الاعلى؟ ام فكر وشخص ال الحكيم؟
وانعكاس اخر على السيد الحكيم نفسه خصوصا اذا ما قلنا انه ترك كل شيء خطه آباءه ليخرج بشيء جديد لا يعرف ما مصيره؟ ولكنها خطوة جريئة تحسب له، ولكنها وليدة من مخاض عسير، خصوصا وانها ستخرج بوجوه جديدة وطاقات شابة، ورؤى عصرية عابرة للطائفية والعرقية والمذهبية كما صرح الحكيم بذلك.
ايضا لا يمكن ان نغفل عن زيارة الوجوه المخضرمة التي بقت في المجلس الأعلى الى ايران، وتلاها او تزامن معها زيارة السيد الحكيم الى النجف الاشرف، فهل هي رسالة على اختلاف الرؤى والاتباع بين السيد الحكيم، والهيئة السياسية في المجلس الأعلى؟ وهل اختلاف المباني الفقهية والاتباع له تأثير بما حصل في الساحة المجلسية؟
الواقع السياسي الحالي والقادم سيشهد مجموعة من المعتركات التي ستضهر وجوها جديدة للشارع السياسي، وسيغيب نجم وجوه اخرى نتيجة لهذا الامر، وهذا ليس خاصا في تشكيلات المجلس الاعلى فحسب بل التكتلات الاخرى سيصيبها دخان التأثيرات.
قادم الايام سيجيب عن التساؤلات التالية:-
من سيقود المجلس الاعلى خلفا للحكيم؟
ومن هي الوجوه التي ستخرج مع خروج الحكيم؟
وما هو المستقبل السياسي القادم لتيار الحكمة الوطني الذي انشأه السيد عمار بعد تركه المجلس الأعلى؟
وما هو دور ايران في ما حصل ومع من ستقف؟