9 أبريل، 2024 5:29 م
Search
Close this search box.

المحنة العراقية الحالية الى اين … .؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقول الامام علي(ع) :ان الموقف من الحق لم يبقِ لي من صاحب ،لكن صوتاً واحداً شجاعاً أكثرية، فلا تسكت عن الظالم حتى لا يعتقد اصحاب الباطل أنهم على حق ،صدقت يا أمام الهدى ، وسنبقى على دربك ما حيينا…؟

تتسارع الأحداث اليوم بين الرجلين ،المالكي رئيس مجلس وزراء الدولة المركزية الذي يواجه ثورة شعبية عارمة لا يستطيع ردها، وبين البرزاني رئيس اقليم كردستان والاراضي الكردستانية خارج الأقليم – مصطلح جديد اضافوه للدستور الناقص -. تتسارع بينهما الاحداث،بين الشدة واللين . وتقف شعرة معاوية بينهما تشدُ تارة وترخى تارة اخرى ،حتى لا تنقطع المحاورة خوفا من الفضيحة وكشف المستور.لكن الثاني يبدو عليه – انه لا يدرك اوقل جاء مدفوعا بعاطفة الغروربعد ان احتل مركزا مرموقا عند شعبه والاخرين- وتناسى ان الاول هو رئيسه في الدستور والقانون ، وان تقمص الثاني دور الرئيس والسجادة الحمراء واستقبال السفراء والمعتمدين ولبس بزة المارشالية وتقلد ناظور الحرب وضعف المركز ، فظن انه أصبح هو الرئيس المنافس في دولة المنتظرين – يبدو انه لم يقرأ تاريخ العراقيين- ، وتناسى أيضاً انه لازال ليس بيديه صلاحية التعيين والتحديد في مهمات الدولة والقوانين . وانا لست منحازا ولن اكون مع الاول فهو بحق وحقيقة لم يجيد صناعة الحاكمين. الثاني يريد سحقنا حتى العظم مدفوعا بالنرجسية والراكضين من ورائه المتأملين بالسلطة وحكم القادمين. لقد ثبت باليقين ان الاكراد يؤمنون بوحدة المصيرالكردي، ولا يؤمنون بالوحدة العراقية كمصير،وهذا من حقهم لكن تحقيقه يبدو صعب المنال في جغرافية لاتخدمهم في الانفصال حسب ما صرح به الرئيس جلال طالباني من وقت سلف . لقد ثبت بالدليل ان الثاني أقوى حكمة من الاول في معالجة الامور والتصرف بالقانون ، وقد غره الناظور العسكري في جبهة القتال الوهمية ،فعليه ان يتذكر تماما عام 1996 وما حل به من الطالبيين،ولولا المركز ومساندته له لأصبح تاريخا كما كانت جمهورية المهاباديين .،

رغم نجاحه في البناء والتعمير.

مدرسة الرئاسة بحاجة الى درس في الاتكيت والاصول والقانون وهو مع الاسف مفقود في دولة العراقيين عند رئيس اتخذ من الرئاسة تكية لاستقبال المهنئين بسلامة العودة من مرض لا يشفى منه على مر السنين (شافاه الله وعافاه ) . فمشاريع الدولة تحتاج الى التوجهات والمنطلقات والمسارات الصحيحة ،وهي مفقودة تماما عنده وعندهم ولم يتعلموها منذ عشر سنين،هو لا شك قصور في فهم معنى التاريخ ومعنى علم السياسة كلها بعد ان خلت من التجارب،والتجارب تبقى حيةبثمراتها دون ان يكون هناك شاهدا عليها بالضرورة.،فليس كل من جلس على الكرسي اصبح رئيسا يستطيع ضبط صلاحيات الرئيس. الرؤساء عندما ينتخبون يكون لهم مشروعا معاصرا ومستقبلا ،يناقشهم به الشعب لملافاة كل خطأ مستقبلي يقعون به درءً لحسابات الزمن ،كما سمعنا وشاهدنا المناقشات الديمقراطية الراقية بين آوباما ورامي على مدار ستة اشهرفي الولايات المتحدة الأمريكية واشترك الشعب في كل المناقشات حتى اذا حانت ساعة الصفر خرج الشعب مقتنعاًوكأنه في الصور ينتخب الرئيس، فكان الرئيس آوباما والشعب والقانون .لا ان يذهب الرئيس في كل معاناة يستجدي المرجعية التي لا تملك تصور تطورات السنين،فكان الفشل الذريع؟

في القيادة الناجحة يجب ان يكون الوعي وعياً تاريخيا مستوعبا ومتناميا ومتسعا ومتجاوزا لكل الهفوات والاخطاء، متسما بالاستيعاب والشمولية ،وبالأفق الواسع ،والتجاوز والتحقق باستمرار ملافاة كل خطأ يحصل للأمة في الحاضر والمستقبل،نعم هذه هي المسئولية الاخلاقية والضميرية في العدل والقانون لمن يحكمون. لكننا نسينا نحن العراقيين التوجهات والمنطلقات والقسمات لمشروع دولتنا المنتظرة وفق توجهات القانون حين زيفنا الانتخابات واوجدنا نظاما للقاسم الانتخابي المزيف للتعيين ممن لم ينتخبهم الشعب ضمانا للتأييد،وخاصة في نواب دولة القانون. وهنا كان مقتلهم بعد ان فر ثلث المجلس خارج العراق متمتعا بكل الأمتيازات دون عمل منتج للعراقيين،فتعطلت القوانين وتبع ذلك كل التفاصيل في ازدواجية التطبيق بين المواطنين. لكن يبدو ان التغيير جاء في العراق بعد 2003 بلا مشروع دولة ولا قانون،انماجاء كسلطة على الناس لطبقة محدودة لامتيازات شخصية ما حلمت فيها من سنين،تريد ان تملك زمامهم،وتتصرف في أموالهم، وتعتدي على دمائهم دون ان تخشى رقيبا أو حسيبا وهكذا كان .

والباحث في الحالة العراقية الحالية يجد شواهد كثيرة لهذا الواقع المتردي سواءً على مستوى الرؤيا التاريخية او على مستوى الحاكمية الكلية في الدولة..ويبدو انهم تناسوا ان التغيير جاء من اجل ان يقول للناس حكاما ومحكومين : ان هناك رقيبا هو الله والقانون.وان التغيير كان بمعناه الكلي هو تحويل المجتمع العراقي الى مجتمع موحد في دولة موحدة وان اختلفت التسميات فيها والملل ،وان على الناس ان يلتفوا حول هذه الراية القوية ،وان المبادىء الاخلاقية والقانونية هي الاساس في التغيير.ولو ساروا عليها وما انحرفوا لصلحت سياستهم وسارت في الطريق القويم الذي رسمه العدل والقانون وليس دكتاتورية المتسلطين الفاقدين لقيم الحق والعدل والقانون .فلا يجوز لأية جماعة ان تنحرف عن المسار وتنصرف عن الوحدة الداخلية لأي سبب من الاسباب، لأن الوطن هو ملك الشعب وليس ملك الحاكم الزائل :

” لو دامت لغيرك ما وصلت أليك”.

ان البحث عن التأسيس الدستوري والقانوني لدولة العراق الحالية ،وهو بحث يتمشدق فيه الحكام الجدد المترفين ،لا زال هو بحث في ظاهرة (ميلاد مجتمع وأكتشاف القانون الذي يحكم الظاهرة او الشكل العام للدولة الذي يفرض نفسه على كل مجتمع جديد. وهذا يعني يجب توظيف الفكر النير الصحيح حين تستخدم القوانين وفق التأسيس الدستوري للمجتمع وامكان تطبيقه ، وفقا للارادة الشعبية التي ايدت التغيير رغم الخسارة الباهضة التي حلت بالوطن جراء التدمير المقصود من المغييرين لأبقاء الوطن بلا مقومات دولة مثل دول المجاورين. فدمر السلاح وحُل الجيش النظامي ودمرت المؤسسات وسرق المال والتراث وقتل العلماء والأطباء والأكاديميين وخربت البنية التحتية للمواطنين وسرق

2

اقليم الشمال كل اسلحة العراقيين المتواجدين هناك دون حساب او رقيب – أعفي السارق اليوم بقرار من رئيس الوزراء – ،واليوم يستعدي الاقليم على المركز لتحقيق دولة المهاباديين الجدد دون اعتبار من دستور او قانون بعد ان تامر مع النجيفيين. ،ناهيك عن انهم طبقوا على

الشعب العراقي مبادى جديدة ما طبقها الهراطقة في دولة القرامطة والفاطميين والبويهيين والسلجوقيين والغوريين تمثلت في الطائفية والعنصرية والمحاصصية وسلطة رجال الدين.. وان الادهى والامر في الخسارة هي الفرقة القاتلة التي حلت بالعراقيين…؟

من هنا لم يبقَ لمشروع الدولة والمنادين به اهمية التجديد كما يدعون، واهمية ان يكون المشروع مشروعا وطنياً جديدا على مستوى الرؤية التاريخية ،وجدية في النظر والعمل الفكري والعلمي والعملي على احسن وجه.قابلا للتطبيق في ظروف العصر وأوضاع العصرالجديد ،واوضاعنا خاصة فهم فاقدوه وفاقد الشيء لا يعطيه..

وهنا مشكلتهم الأساس وبيت القصيد …؟

ونعود للسيد المالكي لنقول له : نعم نحن نعترف ان الزمان قد استدار لك ، فعليك ان تسير وفق مسار جديد تشعر به شعبك المظلوم – حقا وصدقا – ان ايام العراقيين لم تعُد اليهم مثلما كانوا يريدون ويتمنون، وان الخروج على القانون محرما في دولتهم بفعل القانون كما كان في دولة محمد(ص) يوم خلق الله القوانين ،وان الناس كل الناس محرم عليهم الخطأ بالشرع والقانون ،فلا تغض الطرف عن المحاسيب الذي يتأمرون ويسرقون ويهربون ولا يحاسبون حتى من مستشاريك اصحاب الصفقات الكبرى والحاليين الهاربين، الا بعد التأكد من هروبهم حتى لا تكشف الأموروانت أدرى بهم أكيد،كما سرقوك وانت بينهم في صفقة السلاح الروسية التي اصبحت عارا على الصامتين وهم مستشاروك ووزيرك والمقربين ،وبعد التوافقات هدأت العاصفة التي كان ضحيتها الناطق الرسمي بأسمك دون الأخرين ،واليوم هذا الدعي يتمشدق بالتلفزيون بالتنظير الوطني بعد ان آمن العقاب من سرقات اللامعقول ؟.

أنت تعلم وهم يعلمون ان الكل في التهمة سواء ،بعد ان اصبحت السياسة تعمي البصر،,تضلل الذهن، وتملأ القلب قسوة،وتجعل الانسان لا يهتم بأرتكاب أبشع الجائم التي لا توصف ،كما رأيناذلك في هتلو موسليني ومعمر القذافي وصدام حسين.،وأنت اليوم شهيدا عليهم واول شروط الشاهد ان يكون حاضرا بينهم،فهل نفذت ما طالبك به الشعب والدستور والقانون وأمرك الله به في القرآ، الكريم ؟لتبقى تحكم في العراقيين ؟ هذا سؤال نطرحه عليك – فلا تبقى صامتا – لتجيب عليه في موضعه من ضرورة حضورنا جميعا في عالم اليوم ومتغيرات القانون بعد ان اصبحت الدولة مهددة بالارهاب وانت وجيشكم مهزوم، فمن لم يستجب للشعب عليه ان يترك المنصب طواعية دون مرسوم او قانون .

وليكن في علمك ايها الرئيس المغرم بالمنصب والكرسي ، في تاريخنا الأسلامي مثلك الكثير حتى قيل 🙁 ما سُلَ سيف في الأسلام مثلما سُلَ على الخلافة). ولا تكن مثلما قاله الخليفة الثالث عثمان بن عفان(رض) 🙁 أما ان أتبرأ من الولاية،فأن تصلبوني أحب الي من أن اتبرأ من أمرلله وخلافته). أقرأ النص في الطبري ج4 ص376 وما بعدها .

وهذا الذي قاله عثمان مبدأ خطير،كان ينبغي ان يناقشه الفقهاء.لكنهم لم يحصل…؟ نعم كانت ولاية عثمان من الشعب بأنتخابات التعيين بعد ان أوصى الخليفة عمر(رض) بستة من بعهده هو منهم، ولنفرض انها جاءته من الناس اجمعين،لكنهم مثلما ولوه فقد كان لهم ان يعزلوه اذا لم يرضوا عن سياسته.ألم يكن المالكي المنتخب الذي يعارضه الشعب اليوم وهو يدعي جاء بالانتخاب والشعب يعرف كيف فاز بالانتخابات بعد التدليس.ألم يقل المالكي (أخذناها وبعد ما ننطيها ) محتجا بالناس. التاريخ لا يعيد نفسه لكن الاحداث تأتي متشابه في العمل والتنفيذ ؟

ألم يكن من واجب وزارة التربية والتعليم راعية الاجيال ان تغير من مناهج التاريخ الى منهج جديد تتعلم فيه الأجيال الحالية والقادمة كيف يجب عليهم شرعا وقانونا كيفية التعامل مع الحاكمين…؟لكن من اين نتعلمها من وكيل وزارة التربية الذي وصف المعلم (بالمطي) هذا لم ينتبهوا اليه ولم يفعلوه لكنهم عرفوا تماما كيف يجمعوا ـأقوال وسلوكيات الرسول واعماله ويجمعوها في سنته المكرمة ويحشوا فيها الغث والسمين حتى حولوها الى مذاهب للتفرقة والتباعد وقتل المسلمين.

.

نقول للسيد المالكي ان الدستور الناقص في دولتنا الذي كتبه وعاظ السلاطين من غير الدستوريين-،كان بأمكانك وانت تحكم في أكثر من ثماني سنوات ان تعدل الدستور لصالح العراقيين بطلب من نواب دولة القانون. هذا الدستور وهفواته المتكررة بدأت تظهر على السطح وتتحول الى ازمات قاتلة لاصحابها ولكم ،ولكنكم لا تأبهون …لماذا؟،والمحكمة الأتحادية التي سخرت للسياسة كلها مدانة اليوم امام الله و القانون، الا اذا اثبتت برائتها وهذا مستحيل بعد ان ساهمت بتخريب العملية السياسية بعد الانتخابات الاخيرة في 2010 ،وكنتم اول من قبل بهؤلاء ان يكتبوا الدستور،والا هل من المعقول ان يكتب الدستور رجال الدين ويخلوا من فقهاء الدستور؟.

وبهذه السرعة المتناهية اخذتم موافقة الشعب المغفل مدفوعا بفرحة التغيير،فكنتم انتم ومسعود المتعفرت اليوم على العراقيين- ياللعار- ومن والاكم من المشتركين في الخطأ الكبير،فأتركوا المناكفات والمعارضات وامتصاص الزمن والتلويح بالوطنية والدستور والديمقراطية فقبلكم القذافي كان يسمي نفسه الديمقراطي الكبير.فكله خسارة من عمر العراق والعراقيين هي خسارة للجميع. ونقول لمسعود تذكر ركعوعك على اكتاف صدام يوم حشرك الطالباني في زاوية السقوط،فلا تكن ميكافيليا فالزمن هو الزمن في الحاضر والمستقبل فلا تفتري على التاريخ؟

.

لعلمكم أنتم الأثنان لا أحد يستطيع غلبة الأخر، الا اذا ألتجئتم لما ألتجأ اليه صدام في التدمير.،فكانت المادة 140 والمناطق المتنازع عليها تجاوزا على الثوابت الوطنية ، واليوم يصدر البرزاني قراره الذي يدعوا فيه الى تغير المصطلح بمصطلح (الأراضي الكردستانية ) وهي جزء من كردستان وسيقاتل عليها لأخر رجل كما قالها صدام يوم احتل الكويت وخرج منها يجر أذيال العار الى ابد الآبدين .

3

أنا واثق اذا ما منحك البرزاني فرصة التأييد للمرة الثالثة ستقبل بالمصيرالجديد، ولمن بعدها لو حلت-لا سامحالله- الم تكن انت من المشتركين في هزيمة الجيش والمقاتلين،الا اذا أثبت العكس صحيح ؟،والا لماذا لم تظهر الخونة من القواد في التلفزيون ليتعرف العامة على الحقيقة دون لبس او تغيير؟ وغدا ، فهل سيثأئر المالكي ليقول له لقد اْلغينا المادة 140والمناطق المتنازع عليها بقانون بعد ان يستبدل النص بنص اخر

على طريقة عمرو بن العاص وابو موسى الاشعري في التحكيم ؟وبعد ان يستفتي عليها الشعب بمهزلة جديدة كما فعل الحكمان ؟ولماذا يا سيدي غضيتم الطرف عن اسلحة العراق الرهيبة التي استولى عليها الاكراد وخزنوها لليوم الموعود؟ ألم تكن هذه سرقة منهم بعلمك وعلم المسئولين ؟ ولا زالوا يهددون بها بقوة التنفيذ،لكنهم سينجحون مادام أقليمهم اصبح ملجئا للهاربين من القانون. ألم تكن هذه هي من ثروة العراقيين ؟ فلم السكوت عليها كما سكتم عن مئات الطائرات الحربية المؤمنة في ايران والأردن والدول الأخرى دون مطالبة بها من قانون،واليوم تطالبون بعودتها بعد ان منحتم ايران كل التسهيلات للعبث بالوطن دون قانون؟؟ ألم يكن هذا السكوت تواطئا على الدستور والقانون ؟ وسيأتيك التأييد من مرجعيات الدين التي نصبتها ايران حامية لهم في المحن والشدائد على العراقين الغبران الجهلة الذي يهرون خلف القشور لا خلف الدين. لا تخف …. لقد خانت الاحزاب شعب العراق كما خان الحزب الشيوعي والحزب الجادرجي ثوابت العراق الوطنية بعد التغيير؟

فالشعب هو الباقي وأنتم الزائلون.

ونعود للمالكي ليقول للرفاق الاخرين الذين ما احترموا حرمة الوطن ،ولا حقا له عليهم،بل راحوا يحطمون حضارته ،ويقتلون علمائه، ويهجرون مواطنيه، ويسرقون ثروته املا بالاستحواذ على ثروة ووطن العراقيين،وكأن التغيير ما جاء الا للغنى والسلطة وحماية الفاسدين والمفسدين والطامعين بتخريب واضعاف الوطن من المجاورين ،وانتم لازلتم تتراكضون خلفهم طلبا للصفح رافعا رايتكم وزير خارجيتكم المترف ،ساكن الطائرات وفنادق سبع نجوم والمطالب بالرئاسة اليو(ياللمهزلة) ومن يدريك ما يخططون ؟،ولا ندري لماذا ؟ اهي رغبة منكم او ضعف ووهن في شخصية الحاكمين،ام بطلب من المغييرين؟ أفتونا يا مخلصين ؟ لا يا مالكي لماذا قبلت ان يكون المفاوضين مع الاخرين من مغتصبي حقوق العراقيين الذين تابى نفوسهم الذلة والمهانة من رشوة او تقدير؟ فلديك من مواطنيك الكثير خبرة ومعرفة بكل ادوات المصير.واخيرا تحقق ما قلناه حين اغتصبت الاراضي والمياه والثروة عند الاخرين مقابل الخروج من البند السابع الساقط اصلا بعد ان تبدلت حالة العراقيين.ولكن مع من نتكلم ولا صوت مسموع لكل من له رأي سديد وكاننا نعيش في دولة المغوليين. لكن مع الاسف حتى بعض الوطنيين اصبحوا اليوم من الازدواجيين. فهل ماتت شخصية العراق الحضارية بالتغيير….؟

ونعود للسيد المالكي مرة اخرى فنقول : الثورة الامريكية اختارت جورج واشنطن رئيسا وجفرسن كاتبا للدستور،والفرنسية اختارت روبسبير ونابليون بونابرت في حكومة الادارة الاولى ، ورغم المصائب التي جرها على فرنسا لكنه كان يفكر بوطنه قبل نفسه حتى مات منفيا في جزيرة آلبا الفرنسية ولم يستغل او يفسد او يقل او يغتصب او يسعى لغير الوطن والمواطنين.فكتبت اجيالهم من بعدهم الدساتير والقوانين التي حددت حقوق الدولة عن حقوق الناس فبنوا دولا وأنشئوا أمماً هي اليوم تقف في الصف الأول بين أمم الاخرين. ولكن انتم مَن اخترتم لكتابة الدستور والقانون، المتفيهقون من رجال الدين؟ أنتم تعرفون مَن ؟، فعيب على حضارة حمورابي ابو القانون ان يكتب دستوره وقوانينه نفر من وعاظ السلاطين .

ونعود للمالكي مرة اخرى فنقول:جاء التغيير بعد مخاض طويل خسرنا فيه الكثيرولم نربح حتى القليل ،فهذا هو جزاء المجاهدين ؟ ،فكان الأمل بالتغيير الحقيقي وحقوق الناس وبناء الانسان حضاريا ،ففشلتم فيه، وبلدا حديثا جديدا نتباهى به كما هي بلدان المجاورين،ففشلتم فيه، و ياللعار علينا حين اندفعنا نعاضدكم يوم قلتم لنا:عندما كنا نقدمهم كمعارضين أسئل الشهرستاني عراب التغيير، وكنا نأمل الكثير فأصبح أهله من الخائفين وبناته تباع في سوق النخاسة وانتم راضون بعد ان ففشلتم فيه ؟ ، ودولة تؤمن بالثوابت الوطنية دون الاعتداء عليها من الاخرين ،ففشلتم فيه، ودولة تحقق الامان والأطمئنان والكفاية والعدل بين المواطنين ففشلتم فيه؟. أذن ما هو المبرر القانوني من وجودكم في حكمه اليوم ان كنتم تحكمون بديمقراطية القانون ،واية شرعية دينية تبيح لكم التمسك بسلطة المظلومين؟ فاذا فقد الشعب الأمن والرفاه فماذا من بعدهما يحصلون ……..؟ ،لكننا مع الأسف فوجئنا بتسلم السلطة من قبل التقليديين ليوشحونا بالسواد والرايات السود والصادين عن العهد والقسم والدستور والقانون، والكانزين المال الحرام في بلاد العم سام املا بالهروب من اليوم الموعود والمصير،فمنهم نوابا عند الشماليين يسكنون وبالدور والعمارات يتاجرون ،ومنهم وزراءً عند المجاورين ،وما دروا أنهم سيموتون مثل ابي رغال خائن مكة وستبقى حتى قبورهم ترجم الى ابد الأبدين وكل الذين كان في رأسهم المال والسلطة وليست حقوق الوطن والمواطنين،منهم من غرف وهرب واستقر في بلاد الاخرين ،ومنهم من لازال ،ومنهم من تنكر لأصحابه وكتله وانتقل للاخرين طمعا بالمال والسلطة ،ولازال يدعي كذبا ونفاقاً ،ينافح ويكافح املا بالتغير الحقيقي الواقعي .فهل تصحى يا مالكي على المصير؟.

لقد أنتاب المسيرة نقص يا سيدي الأمير ،وهو نقص بالمقارنة الى قمة الكمال التي كنا نأملها من المغييرين كبير ،فقد كان البعض في نظرنا قمة الكمال التي لا يأتي بعدها الا النقص . لكننا خاب ظننا والمصيرأنه ليس نقصا ًالا بالمقياس الى الكمال،ولئن كان الأمر في مبدئه نقصا بسيطا في قمة الكمال ،بل يكاد يكون الذي حدث اولا لم يكن بالنقص الذي يذكرلأنه غلفَ بفرحة التغيير.الا أنه مع الاسف كان البداية للنقص والتدهور الذي نشاهده اليوم في كل الميادين ،حتى نرى ان معدل النقص يعلو فيها على القوة والكمال،فبدأ التدهور،وهو تدهور يظهر- في حالنا – في شكل تناقص قد يعصف بالدولة ومواطنيها ساعة حلول المصير وهو قريب بأذن الله القادر القدير..

نقول للمسئولين العراقيين اليوم :ان العراق اليوم ليس بلدا ديمقراطيا كما تدعون مادامت العدالة والأمن مفقودين فيه،وليس بلدا مرفها كما تدعون والمال والخدمات مسروقة ومعدومة فيه ،وليس آمنا مادام الاعداء يقتلون ويفجرون فيه وأنتم في مسابحكم في المنطقة الخضراء تتنعمون فيه، وليس محترما بين الدولة مادام مواطنيكم يتسكعون على ابواب السفارات يطلبون اللجوء وانتم معهم؟، .أنما هو قطعة رقيقة وهشة من دولة لا زال بالأمكان تقطيعها على أسس طائفية،كما وعدَ بذلك وحسب المنهج المقرر لمخطط المغييرين النتن ياهو وجوقة

المناضلين في مواخير بيروت المنظرين الهاربين. لكن التعب على مرجعيات الدين صاحبة الفتاوى الكفائية لا فتاوى فرض العين لتأمنكم واولادكم من الاشتراك في المصير؟

فلا أنتم ولا البرزاني ولا الجعفري ولا زيباري ولا عادل عبد امهدي ولا حميد موسى ولا النجيفي ولا الطالباني ولا كل زمرة الخياة التي رافقت التغيير بقادرين على مجابهة الفيضان القادم دون سدادٍ مُحكمة التحصين.

أقول للحاكم المالكي : اتقي الله بعد ان اكرمكم الله وقد كنتم أذله عند المتجبرين ، فما لم يعد الوطن والحق والاستقامة في رؤوسكم حيا ،و في نفوس أهله أمناً وسلاماً ، لا يمكن ان نتوقع ان يقوم أهله بواجب التبليغ والشهادة والحق مالم تكون الحقوق مضمونة،والقوانين مضمونة ،والقيادة تفعل بما تتكلم وتقول . لقد شبعنا منكم كلاما وتاملات ولا زال الشعب بلا كهرباء ولا ماء ولا حماية،وقد سرقوا منكم وزراء الكهرباء ما يعادل ميزانيات الكويت والبحين والامارت كما يقول نوابكم اليوم؟.

أقول للذين خانوا امانة الوطن، وسرقوا ثروات الوطن ،وقتلوا ابناء وعلماء الوطن ، ويتموا اطفال الوطن ورملوا نساء الوطن،وباعوا الثوابت الوطنية لجيران الوطن،وتعاونوا مع الاعداء على الوطن .أقول لهم وبملىء الفم : انكم تجهلون نظرية الطبيعة وخالقها في الحق والوطن،حتى الانبياء عندما تهاونوا في الوطن ،نبههم الله وعفا عنهم لكي لا يهملوا حق الوطن(انظر الآية 43 من سورة التوبة).

لا حل امامكم اليوم الا بحكومة انقاذ وطني من غيركم تماما ،ولا يدخلها وجها من وجوهكم البغيضة ،لكي تعدل الدستور، بدستور يكتبه فقهاء الدستور لا رجال الدين من خدمة الاحتلال،وان يعدل قانون مجلس النواب بقانون يرفض الطائفية والعنصرية والمقسم الانتخابي الباطل ليجعل العراق دائرة انتخابية واحدةـ ،ويعاد انتخاب النواب بنواب الوطن الجدد وفق معايير الحق والانصاف ،لا معايير التعيين والتعويض،وان يحاسب كل من غاب وسرق واشترك في تدمير الوطن ،واستلم المرتبات وهم عن الوطن من الغائبين.

ان الله قد هيأ لكم اليوم طيرا ابابيل ترميكم بحجارة من سجيل وهذه هي ليست داعش المجرمة المتخلفة لكنها اوامر رب العالمين ليريكم الصور ويجعلكم مثل ما قال تعالى(: وثمودا فما ابقى).والله لن تنفعكم لا اموالكم ولا اولادكم الا من جاء بقلب سليم ،والعاقبة للمتقين؟

فلا تعودوا بلباس البارحة العتيق لابقاء القديم على قدمه تحقيقا للظالمين ؟ ان التوافقات السياسية حسب اراتكم دون ارادة الشعب محرمة في دستور المدينة ودساتير المتحضرين وهي تقسيم للشعب ،فهل لكم مراجعة الخطأ قبل فوات الآوان أم انتم مصرون ؟ولتعلموا ان البيت المنقسم على نفسه مهدد بالزوال …….؟ وسيبقى العراق وحدة واحدة رغم انف كل المتجاوزين …؟

فتحية للمخلصين الذين كتبوا وسيكتبون بدمائهم تاريخ القادة العظام وكل المخلصين كما كتبه علي والحسين وعمر ومندلا والاخرين .

أصحوا يا عراقيون…؟

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب