18 ديسمبر، 2024 9:20 م

المحلل السياسي ..والفضائيات..وحكايات العجائز !!

المحلل السياسي ..والفضائيات..وحكايات العجائز !!

ما يظهر في الفضائيات العراقية وفي فضائيات عربية من محللين يسمون أنفسهم سياسيين أو مدراء مراكز بحثية هذه الايام ، هم أبعد ما يكونوا عن دائرة التحليل السياسي وأسسها ومستلزماتها ، وربما يتفوق عليهم رواد المقاهي في الكثير من وجهات النظر ، بالرغم من ان خطر كورونا ربما أدى الى أغلاق تلك المقاهي ، لكنه لم يغلق تدفق المحللين السياسيين على فضائيات ، تبحث عن أؤلئك المحللين السياسيين في أسواق الخردة!!

والفضائية التي تحترم نفسها ينبغي أن تحترم جمهورها أولا قبل ان تستضيف أية محلللين من الدرجة العاشرة ، وترى بعضهم مدراء مراكز بحثية ، وهم أقرب من مراكز البحث ( القشمرية) من أن تكون مراكز بحثية تعتمد المعلومة والتحليل المنطقي وبالتالي يكون (البعض) منهم مصدر سخرية أمام ملايين المشاهدين الذين تتحول أراءهم بسبب ضحالتها الى مصدر تندر الكثيرين مما آل اليه مصير البلد ، لان كثرة من دخلوا هذا الميدان تجاوز العشرات، وربما يصطفون في يوما ما في أحد ( مساطر العمالة) وما على فضائياتنا الا ان تبحث بين أنقاض هؤلاء عمن يكون هو ( الضحية) أمام المشاهدين، بعد ان تتحول آراءه وما يدلي به من وجهات نظر ، هي أقرب الى السفسطة والتهريج و (التسفيط) من ان يكون (تحليلا) يحترم ثقافة الملايين وترى الكثير من مشاهدينا وهم يضربون أخماسهم بأسداسهم، للضحالة والمستوى الهابط في عرض وجهات نظر هؤلاء القادمين من مراكز محو الأمية وليس مراكز بحثية ان صح التعبير!!

والبعض من المشاهدين ، حين يستمع لطروحات هؤلاء المحللين الطارئين على المهنة ، يصل بالبعض منهم الى أن يكفر بالسياسة ومن ولج علومها ومباحثها، ويرى أناس يدعون أنفسهم أنهم باحثون او مدراء مراكز بحثية وهو لايعرف أبسط أسس وقواعد التحليل المنطقي السليم، فتتحول آراءه الى محل للسخرية والتندر، كونها تابعة لاملاءات جهات سياسية خارجية أو داخلية وهم يعيدون ترديد طروحاتها، المستفزة للرأي العام، وهؤلاء أقرب الى أراء (محللي أدرار) أكثر من استماعهم الى وجهات نظر محترمة لأناس ركبوا موجة (التحليل السياسي) في غفلة من الزمان، وها هم من تستضيفهم الفضائيات تعدهم على أنهم (كهنة رأي) ، ولو تحولوا الى (باعة لبلبي) لكان ذلك أجدى لهم وأفضل، مع احترامنا لتلك المهنة العريقة ، التي يؤدون فيها خدمة لأناس ، يريدون ان يرضوا نهم معدتهم الخاوية، أما هؤلاء المحللين، فلن يشبعوا نهم جائع الى المعلومة والرأي الصائب، وترى مايقدمونه من آراء هي أقرب الى (سوالف العجايز) من أن تكون وجهات نظر يعتد بها ، وهي لن تحظى بالتقدير والاحترام من ملايين المشاهدين في كل الأحوال!!

لكن هناك من بعض المحللين من يحترمه المشاهدون ، لما يقدمونه من وجهات نظر مقنعة ومنطقية ، ولا تحاول الضحك على عقول العامة أو إستغفالها، بالرغم من ان كثيرا من عامة العراقيين هم (مفتحون باللبن) كما يقال!!

المحلل السياسي ، ياسادتي، مهمة شاقة وخطيرة وتحتاج الى براعة محترفين ولديهم القدرة على إستقصاء المعلومات وتقاطعها ، ومن ثم اعادة تركيبها وتحليلها، بعد أن يضيف عليها المحلل الحصيف (بهارات المنطق) ، بما يجعلها مستساغة الطعم للمشاهد وهو يقبل عليها بنهم وشغف ، لما احتوته من مضامين واقعية وتجد لها مقبولية في الطرح ومنطقية في التحليل ، وهي مهمة ليست سهلة وتحتاج الى عقول غزيرة المعرفة وثقافة موسوعية منفتحة ، حتى يجد الارتياح والقبول من مشاهديه، لأنه وضعهم في صورة الحدث المطلوب تحليله ، لا أن يكون على شاكلة (محللين قشامر) ممن ينطبق عليهم القول أنهم ( يثردون بصف اللكن) كما يقال في المثل الشعبي!!

المحلل السياسي ..والفضائيات..وحكايات العجائز !!
حامد شهاب
ما يظهر في الفضائيات العراقية وفي فضائيات عربية من محللين يسمون أنفسهم سياسيين أو مدراء مراكز بحثية هذه الايام ، هم أبعد ما يكونوا عن دائرة التحليل السياسي وأسسها ومستلزماتها ، وربما يتفوق عليهم رواد المقاهي في الكثير من وجهات النظر ، بالرغم من ان خطر كورونا ربما أدى الى أغلاق تلك المقاهي ، لكنه لم يغلق تدفق المحللين السياسيين على فضائيات ، تبحث عن أؤلئك المحللين السياسيين في أسواق الخردة!!

والفضائية التي تحترم نفسها ينبغي أن تحترم جمهورها أولا قبل ان تستضيف أية محلللين من الدرجة العاشرة ، وترى بعضهم مدراء مراكز بحثية ، وهم أقرب من مراكز البحث ( القشمرية) من أن تكون مراكز بحثية تعتمد المعلومة والتحليل المنطقي وبالتالي يكون (البعض) منهم مصدر سخرية أمام ملايين المشاهدين الذين تتحول أراءهم بسبب ضحالتها الى مصدر تندر الكثيرين مما آل اليه مصير البلد ، لان كثرة من دخلوا هذا الميدان تجاوز العشرات، وربما يصطفون في يوما ما في أحد ( مساطر العمالة) وما على فضائياتنا الا ان تبحث بين أنقاض هؤلاء عمن يكون هو ( الضحية) أمام المشاهدين، بعد ان تتحول آراءه وما يدلي به من وجهات نظر ، هي أقرب الى السفسطة والتهريج و (التسفيط) من ان يكون (تحليلا) يحترم ثقافة الملايين وترى الكثير من مشاهدينا وهم يضربون أخماسهم بأسداسهم، للضحالة والمستوى الهابط في عرض وجهات نظر هؤلاء القادمين من مراكز محو الأمية وليس مراكز بحثية ان صح التعبير!!

والبعض من المشاهدين ، حين يستمع لطروحات هؤلاء المحللين الطارئين على المهنة ، يصل بالبعض منهم الى أن يكفر بالسياسة ومن ولج علومها ومباحثها، ويرى أناس يدعون أنفسهم أنهم باحثون او مدراء مراكز بحثية وهو لايعرف أبسط أسس وقواعد التحليل المنطقي السليم، فتتحول آراءه الى محل للسخرية والتندر، كونها تابعة لاملاءات جهات سياسية خارجية أو داخلية وهم يعيدون ترديد طروحاتها، المستفزة للرأي العام، وهؤلاء أقرب الى أراء (محللي أدرار) أكثر من استماعهم الى وجهات نظر محترمة لأناس ركبوا موجة (التحليل السياسي) في غفلة من الزمان، وها هم من تستضيفهم الفضائيات تعدهم على أنهم (كهنة رأي) ، ولو تحولوا الى (باعة لبلبي) لكان ذلك أجدى لهم وأفضل، مع احترامنا لتلك المهنة العريقة ، التي يؤدون فيها خدمة لأناس ، يريدون ان يرضوا نهم معدتهم الخاوية، أما هؤلاء المحللين، فلن يشبعوا نهم جائع الى المعلومة والرأي الصائب، وترى مايقدمونه من آراء هي أقرب الى (سوالف العجايز) من أن تكون وجهات نظر يعتد بها ، وهي لن تحظى بالتقدير والاحترام من ملايين المشاهدين في كل الأحوال!!

لكن هناك من بعض المحللين من يحترمه المشاهدون ، لما يقدمونه من وجهات نظر مقنعة ومنطقية ، ولا تحاول الضحك على عقول العامة أو إستغفالها، بالرغم من ان كثيرا من عامة العراقيين هم (مفتحون باللبن) كما يقال!!

المحلل السياسي ، ياسادتي، مهمة شاقة وخطيرة وتحتاج الى براعة محترفين ولديهم القدرة على إستقصاء المعلومات وتقاطعها ، ومن ثم اعادة تركيبها وتحليلها، بعد أن يضيف عليها المحلل الحصيف (بهارات المنطق) ، بما يجعلها مستساغة الطعم للمشاهد وهو يقبل عليها بنهم وشغف ، لما احتوته من مضامين واقعية وتجد لها مقبولية في الطرح ومنطقية في التحليل ، وهي مهمة ليست سهلة وتحتاج الى عقول غزيرة المعرفة وثقافة موسوعية منفتحة ، حتى يجد الارتياح والقبول من مشاهديه، لأنه وضعهم في صورة الحدث المطلوب تحليله ، لا أن يكون على شاكلة (محللين قشامر) ممن ينطبق عليهم القول أنهم ( يثردون بصف اللكن) كما يقال في المثل الشعبي!!