12 فبراير، 2025 10:01 ص

مجتمعاتنا يحكمها “هو” , وتضفى عليه الصفات التي تخرجه من آدميته.
“هو” , المقدس المستبد الساطي على وجودنا , الذي لا يخطأ , والمنزه النقي التقي الطاهر , المعبر عن إرادة القوة الكونية وينقذنا , وعلينا أن نخنع له ونخضع ونستكين , لأنه الأدرى ونحن الأجهل.
ما أكثر “هو” في وعينا الجمعي , ولا يمكننا أن نعيش وندبر أيامنا بدونه , فلكل زمان “هو”!!
قد يكون طاغية مطلق الصلاحيات , أو شخصا وشحناه بالدين , وحسبناه أعرف العارفين , وهو في أرذل العمر , بلا وعي ولا دين.
هذا الإرتهان رافق البشرية في الحضارات القديمة , فكان للذي يتحكم بمصائر الناس قوة إلهية وعلى الرعية الطاعة المطلقة , لكي لا تصاب بغضب يداهمها بغتة , أو تغتالها طاقات الغيب المجهولة.
ولا يوجد حاكم لا يتمتع بسلطات فوق العادة يستطيع السيطرة على الناس تحت ولايته.
القوة الفوقية ضرورية للجم جماح البشر , ولهذا إقترنت المعجزات بالأشخاص الذين يجب إتباعهم والإيمان بسطوتهم وقدراتهم الخارقة.
البشرية إحتارت ومرت بمراحل متعددة حتى توصلت إلى ما بلغته من الوعي والنظر , ولا تزال في عوالمها المرهونة بالطاقات الغيبية , التي تستدعي الوضوح والتوهم بالدراية , وبموجب ذلك , يكون “هو” حالة خارجة عن الطبع البشري , وتمتلك قدرات غير مرئية , وتمثل الحال المتصور أو المطلوب لتأمين مسيرة البقاء فوق التراب.
وفي بعض المجتمعات المعاصرة بعض الحكام يُعبَدون , ويعامَلون كأنهم موجودات مقدسة , لا يجوز حتى النظر المباشر إليها.
و”إذا فسدت السياسة ذهب السلطان”!!
فابعدوا هوَّ قبل أن نقع في الهوة!!
د-صادق السامرائي