23 ديسمبر، 2024 4:30 ص

شجرة السِّدر الطيبة

شجرة السِّدر الطيبة

****************
شجرة السدر التي أمام دارنا تثير في نفسي التضحية و الإيثار .. وأنا أراها تقف حولاً كاملاً على جذعها الراسخ في أعماق الأرض .. تمتص الماء و الأملاح و تتحمل حرارة أشعة الشمس و الأمطار و العواصف وهي تبقى صامدة .. واقفة.. تعمل بصمت.. تحوّل النسغ الصاعد إلى ثمر (النبق) الحلو اللذيذ.. الذي لا تأكل هي منه ولا تطعم أغصانها ، ولكن تنفضه على الناس مع كل هزّة رياح .. دون مقابل !..
ما أعظم شجرة السدر التي تعتصر ما فيها وتكوّره ثميرات حلوة المذاق للأطفال الذين يجتمعون عليها بعقوق.. يرمونها بالحجر ؛ لكنها تلقي عليهم الثمر!!!..
ﷲ أيتها الطبيعة الخضراء كم تعلمنا منك أشياءً طيبة في الحياة .. كم أنت طيبة ، وأنت تعلمينا الطيبة على حساب استنزاف طاقاتك الكامنة الكبيرة.. أيتها الشجرة الكبيرة المباركة.. يا شجرة السدر الطهور..
حقاً أنت شجرة من أشجار الجنة.. نزلتِ مع أبينا آدم(ع) و تناسلت كما تناسل ، لكنك لم تلدي قاتلاً كقابيل و لم تلدي مقتولاً كهابيل!!..
يا شجرة السدر ؛ أما تعلمين التجّار الذين تخيبروا علينا في شهر رمضان الكريم!؟..