للإسلام سننٌ شرعتها السماء بالقران الكريم، فجعلتها ضمن دائرة محددة، وقد أناطت مهمة تبليغها على عاتق رسلها من أنبياء، و أئمة ( صلوات الله عليهم أجمعين ) و خلفاء راشدين ( رضي الله عنهم ) ولم تترك أمور قياداتها لكل مَنْ هبَّ، و دب فينتهك حُرماتها، و يُدخل فيها البدع، و الشبهات بما يتماشى مع مصالحه الشخصية، فيخرجها عن فحوى إطارها العام الذي رسمته الإرادة الإلهية المقدسة، ومن بين تلك الشرائع الإسلامية، فقد اعتاد المسلمون أن يقدموا الأضاحي امتثالاً لما أمرت به السماء أيام أدائهم فريضة الحج وهذا مما تسالمت عليه جميع المذاهب الإسلامية إلا أئمة داعش، و قادتهم الذين أسسوا لمنهج التكفير، و سفك الدماء بحجج واهية ؛ لتكون فيما بعد سُنة سيئة لأتباعهم عند ضعاف النفوس، و الهمج الرعاع ممَنْ يسير بركابها، و اغتر بضلالتهم، و يؤمن بعقائدهم الضالة، و لعل في حادثة غريبة لم تألفها المجتمعات الإنسانية من قبل تنم عن حقيقة داعش، و حقيقة أئمة الفتاوى التي أباحت لهم قتل الأبرياء، و انتهاك حرمات العُزل من النساء، و الرجال، و الأطفال، فهل الجريمة التي ارتكبها خالد القسري والي الكوفة أيام الأمويين بذبح الجعد بن درهم هي من سنن الإسلام ؟ من أحكام الإسلام ؟ من تعاليم الإسلام ؟ و هل الاختلاف في الرأي يستوجب قتل المخالف ؟ و هل حرية التعبير في الرأي و المعتقد تستدعي سفك الدماء، و التحقير بالمخالف، و إنزاله بمنزلة الحيوانات البهيمية، فَيُذبَحُ كالأضاحي وكما تُذبح الشاة ؟ حقائق لابد، و أن يطلع عليها سائر المسلمون ليكونوا على بصيرة من تاريخ هؤلاء القادة دعاة منهج التطرف، و التكفير، و القتل، و انتهاك الأعراض، و الاعتداء على المقدسات، فلا ينخدعوا بشعاراتهم المزيفة، و أكاذيبهم المنحرفة، فبعد المحاولات المتكررة لهؤلاء التكفيريين بإخفاء معالم تلك الجريمة البشعة، و لعقود طويلة من الزمن لكن المحقق الحسني أظهر تلك الحقائق في محاضرته (3) من بحثه الموسوم وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري بتاريخ 25/11/2016 ليكشف حقيقة تاريخ عصابات داعش، و ماضيهم الملطخ بدماء المسلمين، و المُشَرِّع الذي يتعبدون بفتاويه التكفيرية في ارتكاب جرائمهم الدموية بحق العزل، و الأبرياء حيث قال المحقق الأستاذ فيها : (( ما هو الفرق بين فعل خالد القسري بجعد، وبين ما يفعله الآن الدواعش بالناس، بالأبرياء، بالمخالفين، بالأعداء، بالأسرى، بالمختطفين، بالرافضة، بالمسلمين، بالمرتدين، بالصحوات، باليزيديين، بالصابئة، بالمسيحيين، بالكرد، بالعرب، ما هو الفرق؟ أيضًا الداعشي وأئمة الدواعش يبررون ويقولون حتى يكون هذا عبرة لغيره!! ما هو الفرق بين هذا وذاك؟؟ هذا هو أصل التكفير، هذا هو أصل الذبح، هذا هو أصل الإرهاب )) .