23 ديسمبر، 2024 12:26 م

المحطة الطائفية الثالثة

المحطة الطائفية الثالثة

في مقال سابق تحدثت لكم عن المسيرة الطائفية  ، وحددت محطتين رئيستين اولهما تفجير المرقدين الشريفين في سامراء من لدن ايران رغم ان السيد المالكي تحدث الى وزير الخارجية الامريكي زاعما ان القاعدة قامت بالعمل ، وكيري يعرف تماما والمالكي يعرف ونحن نعرف انها ايران ، والدليل تقارير القوات الامريكية وسكوت الحكومة عن تلك الجريمة رغم انكشافها ومعاقبة مرتكبيها ولو كانت القاعدة لطبلت الحكومة وزمرت لحد العام 3001 ..تلك المحطة لعب فيها بعض المراجع دورا سلبيا حين نادوا بالتظاهر السلمي وهم عالمون انه لن يكون سلميا ولعبت فيها السلطة التنفيذية دورا اسوأ حين كان تصريح السيد الجعفري على الشاشات ((نحن الشيعة اعتدي علينا))..وكأن السنة لا يهمهم امر آل بيت نبيهم.
المحطة الثانية ولدت يوم الاعتصامات الحضارية السلمية التي كان نتيجة للتهميش والظلم وتحديدا يوم اسماها السيد المالكي بالفقاعة النتنة .
محطتنا الثالثة يوم بلغ الشعور السني الجمعي مبلغ الاستخفاف الحكومي والامعان في الظلم وقصف اهالي الفلوجة وغيرها قصفا وحشيا بربريا طال حتى مستشفاهم ومساجدهم والمرجعية ساكتة منذ انطلاق الحراك الى يومنا هذا ، وحصل الذي حصل واصبح جيش السيطرات والمداهمات بلا حماية من لدن اهالي المناطق السنية ، وهذا ما لمسه قادة الجيش في الموصل وغيرها فانهزموا شر هزيمة وصار الامر ان يسكت الشعب هناك خصوصا وان معها مسلحين ناقمين على ظلم الشعب فضلا عن ان داعش لم تكن قد اعلنت الخلافة …خلافتها التي يرتعب منها السني قبل الشيعي .
جاءت الفتوى للتظوع التي لم نكن بحاجة اليها لو اننا حصلنا على فتوى رفع الظلم والاستجابة للمطالب المشروعة ..مع علمنا الكامل ان السيد المالكي وحزبه لم يكونا قد استجابا لتلك الفتوى،  ولكن لكانت المرجعية قد سجلت موقفا تاريخيا رائعا .
السمة الرئيسية لطائفية المحطة الثالثة هي انها اصبحت طائفية مسلحة شعبيا ووصلت الى مرحلة انك لا تحتاج ان تنحاز لطائفتك السنية او الشيعية بل عليك ان تعلن معاداتك للطائفة الاخرى وتسبها وتشتمها كشرط اساسي .
هذا هو الجديد في محطتنا الثالثة اما الرابعة فنتيجتها ان نبكي على اطلال العراق ونقول واأسفاه لقد كانت هناك جمهورية اسمها العراق وشعب اسمه الشعب العراقي