23 ديسمبر، 2024 5:15 م

المحاماة اسمى من ان تكون قضاءا واقفا!!

المحاماة اسمى من ان تكون قضاءا واقفا!!

مما لاريب فيه ان الذي اطلق على مهنة المحاماة تسمية القضاء الواقف ونعت المحامي بانه قاضيا واقفا قبال القاضي الجالس انما اراد بذلك مدحا لاقدحا واطراء بدور المحامي لانه تصور ان القضاء يسمو بمرتبته على المحاماة فابتغى ان يرقى بالمحاماة الى علو شأن القضاء فاضفى على المحامي صفة ومسمى القاضي وان كان واقفا والقاضي الحقيقي طاب له الجلوس. ولما كان لايختلف اثنان على س……مو مهنة القضاء وعلو شانها وان لها سلطة الفصل في الخصومات واحقاق الحق وتحقيق العداله لكن الحق انها لاتسمو ابدا على مهنة الفضيله والدفاع عن الحق وان اطلاق صفة القاضي الواقف على المحامي لاتسمو به ابدا وهو يمتهن حرفة الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم التي هي اسمى بكثير من مهنة القاضي الذي هو بمقياس المهنه لايعدو الا ان موظفا في احدى سلطات الدوله خاضع من الناحيه الاداريه لسلم التدرج الوظيفي وتربطه برئيس السلطه القضائيه علاقة الرئيس بالمرؤوس ومن الناحيه الموضوعيه فغاية عمله تطبيق النص القانوني على واقعة معروضه عليه وان الجهبذ من القضاة ان ارتقى بعلمه فهو مطبقا لنص القانون ليصل الى قرار حكم في احسن حالاته لايرتقي الا ان يكون عنوانا للحقيقه او الحق وليس بالضروره هو الحق بل ان القانون فرض على القاضي النظر في اية دعوى وان كانت باطله والاعد منكرا للعداله وبالتالي فهو مجبر بحكم وظيفته للنظر في الدعوى اما المحامي فلا يجبر على الدفاع في الدعوى الا اذا اقتنع بوجه الحق فيها كما انه على مستوى الجهد العلمي ليس مطبقا للنص القانوني فحسب بل هو مبدع في استنطاق النصوص كونه قد اخلص في الدفاع عن الحق في القضيه الموكل فيها وهو بدافع ايمانه بالحق الذي يدافع عنه يتبحر في النص القانوني ليخلقه فاذا كانت علاقة القاضي بالنص تطبيق فعلاقة المحامي بالنص ابداع وتخليق ومن هنا فا ن مهمة احقاق الحق وازهاق الباطل هي مهمة المحامي بالدرجة الاولى ولايلحق بها القاضي الابجهد المحامي وعلمه واخلاصه في الدفاع عن العداله وعليه يمكن تشريف القاضي بان نطلق عليه محامي الحق الجالس وهذا اطراء وتشريف لايستحقه الا احاد القضاة اما اطلاق صفة القاضي الواقف على المحامي فانها لاتليق بمهنة الفضيله ابدا وبنظري المتواضع اجدها قدحا لامدحا مع وافر احترامي لمهنة القضاء لكنها ان سمت لاترقى الى مهنة الفضيله والعداله والدفاع عن حرية الانسان وكرامته حتى تمنى الفضلاء على مدى التاريخ ان يكونوا محامين ولم نسمع او نقرأ ان فاضلا تمنى ان يكون قاضيا بل الثابت تأ ريخيا ان معظم الفضلاء والفقهاء كانوا يهربون من القضاء ولايتولونه الامجبرين