23 ديسمبر، 2024 7:08 ص

المحاصصة التي دمرت العراق قرارها الآن بيد الشعب

المحاصصة التي دمرت العراق قرارها الآن بيد الشعب

أسوء ما دمر العراق بعد التغير العظيم فكرة المحاصصة ، هذه الفكرة التي عطلت كل قانون يخدم مصلحة العراق وشعبه وأدخلت للعملية السياسية كل مجرم دمر العراق وشعبه وجلبت الإرهاب وأدواته الى شوارع العراق ، فلم تبقى موبقة عانى منها شعب العراق إلا وكانت المحاصصة سببها ومصدرها ، وهذه الفكرة لم تدخل بلداً إلا وأوقفت كل شيء فيه إلا الفساد فتدعمه وتغذيه حتى يصبح إخطبوط يسيطر على كل ثروات البلاد وما التجربة اللبنانية التي سبقتنا في تطبيقها إلا أبسط مثال على فكرة المحاصصة أو التوافقية ، فكانت فكرة المحاصصة لبضع ايام قليلة خط أحمر لا يمكن التفكير في مناقشتها لأنها كما تدعي القيادات الفاسدة صمام الأمان لسير العملية السياسية على الرغم من خطورتها وإجرامها بحق العراق وشعبه ، ولكن الذي حدث في قاعة البرلمان وانشقاق مجموعة من البرلمانيين على قياداتهم في رفض المحاصصة في إدارة البلد ، ما هي إلا شرارة التغير الحقيقية التي يجب أن تدعم من الشعب لكي تكبر وتتوهج هذه الشرارة وتصبح ناراً تحرق كل من أستغل فكرة المحاصصة من القيادات والكتل في سرقة خيرات العراق ودفع هذا الوطن وشعبه الى الدمار والموت ، لأن الإصلاح الحقيقي يبدأ برفض المحاصصة والثورة على قادة الفساد الملتحفين بغطاء المكون والمذهب والقومية ، فأغلب القيادات السياسية أصبحوا سراق بدون ضمير قد أدمنوا جمع الأموال بأي طريقة كانت وليذهب الجميع الى الجحيم ، فهكذا تركيبة سياسية لا يمكن أن تواجهها إلا بتكاتف الأيدي وتحديد الهدف وسلوك الطريق الصحيح في المواجهة ، فطريق الإصلاح لم يكن واضحاً كوضوحه اليوم ولم يكن حقيقياً كما أصبح اليوم إذا الشعب مسك بشرارة رفض المحاصصة ومن ثم حل البرلمان والتحضير الى انتخابات مبكرة ، الهدف المستحيل أو الهدف الذي حيرة العقلاء في بلوغه أصبح طريقه واضحاً وجلياً من خلال نزول الشعب الى الشارع و رفضه بكل قوة لفكرة المحاصصة والتوافقية والقيادات الفاسدة  ومن ثم تكوين حكومة وطنية حقيقية من جميع فئات الشعب ، فالفرصة التي بين أيدينا قد وهبتها السماء إلينا حتى نصحح الأخطاء الجسام التي أدخلت العراق وشعبه في بحر الدماء وأكوام الدمار ، هذه الأخطاء التي رفعت ضعاف النفوس وفاقدي الضمير والدين ليعتلوا منصات القيادة والثروة الوطنية الذين ضيعوا الحرث والنسل ولم يكن رادع أمامهم يخجلون أو يخافون منه حتى اصبحوا مثالاً للحديث ( إذا لم تستحي فأصنع ما شئت) ،فتركيبة سياسية بهذه الطريقة لا يمكن التخلص منها وتغيرها إلا برص صفوف الجماهير والزحف نحو التغير والإصلاح الحقيقي ، فمثلما خرجت الجماهير ملبيةً نداء المرجعية في التخلص من داعش عليها أن تلبي نداء الحرية والحياة الكريمة للتخلص من الفساد وقادته وتأخذ بيد العراق الى بر الأمان والسعادة والخير .