23 ديسمبر، 2024 2:22 ص

المحادثات النووية أمام طريق مسدود

المحادثات النووية أمام طريق مسدود

منذ إنطلاق معادثات فيينا في أبريل من العام الماضي، فقد تميز جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بتفاٶله الدائم بأن تٶدي هذه المحادثات الى نتيجة وکان يعول على هذه المحادثات أکثر من معظم المسٶولين الغربيين، وحتى إنه قد قام بصولات وجولات بهذا الصدد وقام بزيارات لإيران ولقاءات مع مسٶوليها، ولکن وفي ضوء ماقد آلت إليه الامور في هذه المحادثات، فإنه يبدو واضحا إن بوريل قد بات يشعر باليأس ويفقد الروحية المتفائلة له.
بوريل الذي أعلن ولأول مرة أن المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني وصلت إلى “طريق مسدود”، وأضاف بوريل في تصريح لوكالة “فرانس برس” أنه يخشى مع الوضع السياسي في الولايات المتحدة البقاء أمام طريق مسدود، ويأتي تصريح بوريل بعد أن أيد ثلثا أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة عضوا، بيانا غير ملزم طرحته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا للضغط على إيران لتقديم تفسير لسبب وجود آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع غير معلنة.
ويبدو إن بوريل قد إصطدم أيضا بالبيان المشترك الذي قدمته ألمانيا لمجلس محافظي الوكالة، إيران للتحرك وبشكل فوري للوفاء بالتزاماتها القانونية حول برنامجها النووي، والذي يمکن تفسيره بمثابة إنذار أوربي ضمني للنظام الايراني وعدم تحمل مراوغاته ومناوراته وتسويفه الذي لانتيجة من ورائه سوى إطالة أمد المفاوضات وإشغالها بأمور وقضايا جانبية.
المساعي المشبوهة التي يقوم بها النظام الايراني من أجل التهرب من إعطاء أجوبة وافية وشافية عن قضية جزيئات اليورانيوم التي تم کشفها من جانب المفتشون الدوليون في ثلاثة مواقع إيرانية، يظهر بأنها قد شکلت عقبة کأداء ليس بإمکان النظام الايراني تخطيها بسهولة ولاسيما وإنها تٶکد وتثبت واقعية الشکوك الدولية من البرنامج النووي الايراني وممارسة النظام الايراني للکذب والخداع والتمويه من حيث زعمه بأن برنامجه النووي سلمي وللأغراض الانسانية.
العودة للإتفاق النووي ليس بتلك السهولة التي تصورها النظام الايراني وإن الاساليب والطرق التي إستخدمها قبل إبرام إتفاق2015، لم تعد تجدي نفعا مع المحادثات الحالية، ذلك إن اللعبة التي يقوم النظام الايراني بممارستها من أجل خداع المجتمع الدولي بحصوله على مکاسب وإمتيازات مع محافظته على مشبوهية برنامجه وإستمراره في المساعي السرية المحمومة لم تعد تنطلي على أحد وإن المطلوب من النظام الايراني الافعال التي يجسد من خلالها مصداقية مايدعيه وليس الاقوال التي تتداعى عنها المزيد والمزيد من الاقوال!!