لقد مارس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أروع حالات نقد الذات وكان ذلك عندما صرح زعيمه المجدد عمار الحكيم علنا وإمام الملأ بأن المجلس الأعلى قد اخطأ مسبقا وسيعمل على تصحيح أخطائه ومعلنا بدء عملية التطوير والتغيير في البنية الإدارية الداخلية للمجلس الأعلى كتيار سياسي وأيضا على مستوى الخطاب السياسي والتحالفات الانتخابية ووضوح الموقف من جميع القضايا ، وبدء المجلس الأعلى في حينها مرحلة جديدة يقودها الشباب ويسندها كبار العقول في هذا التيار ورغم حساسية وصعوبة هكذا اجرائات تجديدية لكن ثمرة التغيير والتجديد بدأت تنضج في هذا المشروع الذي يمتد من مدرسة الإمام “محسن الحكيم” إلى يومنا هذا, فأستطاع المجلس الأعلى الحفاظ على موقعة كرقم مهم في الساحة الداخلية والإقليمية والدولية , رغم انه فقد مواقع السلطة النسبية التي كان يشترك بها مع الآخرين فعمل على مواجهة كل المؤامرات التي حيكت ضده “داخليا ام خارجيا” ,لم يعد المجلس الأعلى ساكتا او خجولا للرد على من يتعرض له فكلما كانت الخطط والاستهداف الواضح له والمحاولات الجادة لدى قوى وشخصيات لإنهاء وتفتيت هذا المشروع فكان مصير تلك المؤامرات الفشل والخيبة, فأصالة المشروع وهمة رجالات المجلس الأعلى كانت صامدة وصابرة ووقفت في الميدان ورتبت صفوفها داخليا, من خلال رؤى وأطروحات واقعيه لامست الواقع العراقي وأخذت مبادرات ومساهمات المجلس الأعلى تأخذ صدى اجتماعي وسياسي كبير وكان للخطاب الوطني الغير طائفي اثر واضح في قبول الإطراف الأخرى لهذا المشروع ,وبعد إن أتت انتخابات مجالس المحافظات برهن المجلس الأعلى للجميع انه مهما أراد البعض تغيبه أو إخفائه تحت الرمال سيظهر قامته عاليه لا تنحدر او تنهزم ,فكانت نتائج تلك الانتخابات صدمه لأولئك “المهزومين” الذين يبنون خططهم على إلغاء الأخر وعن طريق المشاريع الوهمية, وبعد ذلك الانجاز والإعجاز الذي حققه المجلس الأعلى والذي عبر عنه زعيمه الشاب انه تقدم وليس انتصار , فمازالت جملة من التحديات إمام هذا التيار الصاعد وهذه التحديات منها مازالت داخليه في طبيعة الرجالات التي سيخوض بها المجلس الأعلى انتخابات البرلمان وكذلك ماهية البرنامج وهل يمتلك المجلس الأعلى حلولا واقعيه لمشاكل العراق المستعصية وكذلك تحدي الحلفاء والشركاء والذي يتجسد بأن لايكون المجلس الأعلى مجددا ممرا للانتهازيين وأصحاب المشاريع الربحية, لذلك مستقبل هذا التيار الكبير سيتحدد في هذه المرحلة التي نحن بأمس الحاجة فيها الى القوى التي تمثل خط الاعتدال وتمتلك مشروع الدولة التي تحمي جميع أبنائها فنهوض المجلس الأعلى من الانتكاسة سيكون تقدم نحو الانتصار المنشود في البرلمان القادم وهذا يتم بعقلنة الخطوات وعدم رفع سقف التوقعات والاستمرار بالمبادرات والمشاريع المنتجة وعد العيش في الماضي .