23 ديسمبر، 2024 5:02 م

المجلات العربية القديمة ….. تأريخ قديم منسي بحلاوة ومرارة الكلمة والصورة

المجلات العربية القديمة ….. تأريخ قديم منسي بحلاوة ومرارة الكلمة والصورة

الكتاب هو خير صديق للانسان الذي يملك مساحات شاسعة من الوعي والثقافة المتمدنة  في عقله فالكم الهائل من الحروف والكلمات التي تسكن صفحات الكتاب يعتبر كنزا انسانيا له قيمة فكرية وفلسفية  …..
لكن الكتاب ليس الصديق الوحيد للانسان فهنالك صديقة ايضا للمثقف الواعي رغم ان الكثير من المثقفين لا يعتبرونها ذا قيمة فكرية وفلسفية انها ( المجلة ) …..
فهنالك فرق كبير جدا بين الكتاب والمجلة لكنهما يجتمعان في نهاية المطاف في عالم الحروف والكلمات …..
فالكتاب يسرد موضوعا فلسفيا او قضية فكرية او قصة تدور احداثها بين مجموعة من الشخصيات بينما المجلة تحمل بين صفحاتها عدة مواضيع وقضايا وقصص متنوعة تسرد ضمن محاور فكرية وفلسفية وسياسية واجتماعية واقتصادية وعلمية …..
لذا تحظى المجلة بمكانة خاصة في عقلي وذاكرتي كمثقف مريض بداء الوعي والادراك السليم للواقع المتعفن الذي تعيشه الحضارة والمجتمع والانسان …..
لكن تختلف المجلات فيما بينها فهنالك مجلات لا قيمة لها من الناحية الابداعية وهنالك مجلات متميزة لو وضعت في ميزان الابداع فلها وزن مائة كتاب وينطبق هذا الكلام على الكتب ايضا فليس كل كتاب كنز بل هنالك كتب لا مكان لها سوى ( تنكة الزبل ) لهذا انا لا اقرأ ايا كتاب كان او اي مجلة كانت الا في حالة واحدة لو توفرت فيها شروط الابداع من جميع النواحي كنوعية المواضيع والقضايا والمقالات وسياستها ونهجها المستقل في رؤية وتفسير وتحليل المشهد في احداث العالم اضافة الى احتوائها على كم هائل من المعرفة والثقافة في كل مجالات الابداع الانساني تنقل كل شيء واي شيء يحصل في اي بقعة من الكرة الارضية  هذا من جانب بينما من الجانب الفني فنوعية الورق المستخدم في طباعتها وجودة الصور ونقاءها وتصميم صفحاتها كل هذا يكمل تفاصيل روح المجلة لكي تظهر بحلة متميزة …..
ففي صغري كنت اتسكع في ادراج مكتبة ابي العظيم المليئة بالكتب والمجلات العربية الصادرة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينات هنا اتذكر اسماء بعض المجلات التي كانت في مكتبة ابي العظيم منها مجلة ( كل العرب والدستور والعربي والتضامن واليوم السابع والحوداث والوطن العربي والصياد والوسط وسيدتي والرجل والشبكة ونادين وهي ) وغيرها فأبي العظيم كان قارئا ومثقفا من النخبة فلقد كان يملك كنزا من الكتب والمجلات حتى بعد ان قدم على تقاعد مبكر من وظيفته العسكرية في بداية التسعينيات وتحوله الى مجال التجارة والاعمال كانت القراءة اليومية من اولويات يومياته فكلما كان يسافر الى بعض الدول العربية والاوربية بسبب اعمال التجارة كان يحضر معه مجموعة من المجلات العربية وكان يعطيني اياها بعد قراءة محتوياتها ويقول لي احتفظ بها …..
لذا اين هذه المجلات اليوم فمعظمها توقف عن الصدور والبعض الاخر لا وجود له في المكتبات بأستثناء مجلة العربي وناشيونال جيوكرافيك والحوادث التي كانت تصلني بشكل منتظم لكن بعد احداث الموصل وسيطرة الدواعش عليها عن طريق الصدفة البحتة التي يسخر منها العقل البشري لم تصلني ايا من هذه المجلات منذ شهور والسبب هؤلاء الدواعش الذين قتلوا ودمروا كل شيء حي بل حتى المعرفة والثقافة لم تسلم من عقولهم القذرة الملوثة بالدم والارهاب …..
لهذا كلما تذكرت هذه المجلات التي كان ابي العظيم يقراءها ويحتفظ بها اعيش احلى لحظات حلم الطفولة في حياتي فلقد كانت مجلات تستحق ان يقراءها المثقف الواعي ويحتفظ بها في ادراج مكتبته …..
لهذا دائما ابحث واسأل بدون كلل او ملل عن هذه المجلات عسى ان يقول لي احدهم يوما ما انه يمتلك مجموعة وتشكيلية فريدة منها حينها سأرقص واهلل واصرخ فرحا كالطفل فهذه المجلات القديمة رصدت احداث السبعينيات والثمانينات بكل تفاصيلها مرفقة بالصور كالحرب الاهلية اللبنانية وتأريخ الحروب وكوارث الانسانية وافراح الشعوب وقصائد ومقالات الشعراء والكتاب الكبار في ذاك الزمان …..
فقبل فترة دار حوار بيني وبين احد الاشخاص المرموقين في المجتمع وسألته عن هذه المجلات فقال لي كنت احتفظ بمجموعة كبيرة من مجلة اليوم السابع لكنني قبل فترة قمت بترتيب مكتبتي بسبب عدم توفر المساحة لكل كتبي ومجلاتي فقمت برمي جزء كبير من ارشيفي الخاص ومنها هذه المجلة …..
حينها حزنت وقلت له يا سيدي الفاضل لقد رميت تأريخا من الكلمة والصورة في زمن انا كنت فيه مجرد طفل مدلل وغبي في فمه ملعقة من الذهب لكن في عقله كومة من المساحات البيضاء …..
فقال لي لو عرفت لكنت اتصلت بك وكنت اعطيها لك فقلت له اذا عرفت ان هنالك شخص اخر يملك هذه المجلات ويريد رميها في سلة المهملات قل لي وسأكون شاكرا مدى الدهر واعتبرها خدمة عظيمة من شخص مثل حضرتك له مكانة مرموقة في المجتمع يشار اليه بالبنان في المجال الوظيفي والمجال الثقافي والفكري والسياسي فقال لي اعدك اذا ما صادفني هكذا امر سأتصل بك …..
فالمجلات العربية القديمة الصادرة في السبعينيات والثمانينات والتسعينات اليوم هي بمثابة تأريخ مليء بأحداث العالم بحلوها ومرها  بالكلمة والصورة المنسية بين دهاليز عالم الصحافة العالمية ….

المجلات العربية القديمة ….. تأريخ قديم منسي بحلاوة ومرارة الكلمة والصورة
الكتاب هو خير صديق للانسان الذي يملك مساحات شاسعة من الوعي والثقافة المتمدنة  في عقله فالكم الهائل من الحروف والكلمات التي تسكن صفحات الكتاب يعتبر كنزا انسانيا له قيمة فكرية وفلسفية  …..
لكن الكتاب ليس الصديق الوحيد للانسان فهنالك صديقة ايضا للمثقف الواعي رغم ان الكثير من المثقفين لا يعتبرونها ذا قيمة فكرية وفلسفية انها ( المجلة ) …..
فهنالك فرق كبير جدا بين الكتاب والمجلة لكنهما يجتمعان في نهاية المطاف في عالم الحروف والكلمات …..
فالكتاب يسرد موضوعا فلسفيا او قضية فكرية او قصة تدور احداثها بين مجموعة من الشخصيات بينما المجلة تحمل بين صفحاتها عدة مواضيع وقضايا وقصص متنوعة تسرد ضمن محاور فكرية وفلسفية وسياسية واجتماعية واقتصادية وعلمية …..
لذا تحظى المجلة بمكانة خاصة في عقلي وذاكرتي كمثقف مريض بداء الوعي والادراك السليم للواقع المتعفن الذي تعيشه الحضارة والمجتمع والانسان …..
لكن تختلف المجلات فيما بينها فهنالك مجلات لا قيمة لها من الناحية الابداعية وهنالك مجلات متميزة لو وضعت في ميزان الابداع فلها وزن مائة كتاب وينطبق هذا الكلام على الكتب ايضا فليس كل كتاب كنز بل هنالك كتب لا مكان لها سوى ( تنكة الزبل ) لهذا انا لا اقرأ ايا كتاب كان او اي مجلة كانت الا في حالة واحدة لو توفرت فيها شروط الابداع من جميع النواحي كنوعية المواضيع والقضايا والمقالات وسياستها ونهجها المستقل في رؤية وتفسير وتحليل المشهد في احداث العالم اضافة الى احتوائها على كم هائل من المعرفة والثقافة في كل مجالات الابداع الانساني تنقل كل شيء واي شيء يحصل في اي بقعة من الكرة الارضية  هذا من جانب بينما من الجانب الفني فنوعية الورق المستخدم في طباعتها وجودة الصور ونقاءها وتصميم صفحاتها كل هذا يكمل تفاصيل روح المجلة لكي تظهر بحلة متميزة …..
ففي صغري كنت اتسكع في ادراج مكتبة ابي العظيم المليئة بالكتب والمجلات العربية الصادرة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينات هنا اتذكر اسماء بعض المجلات التي كانت في مكتبة ابي العظيم منها مجلة ( كل العرب والدستور والعربي والتضامن واليوم السابع والحوداث والوطن العربي والصياد والوسط وسيدتي والرجل والشبكة ونادين وهي ) وغيرها فأبي العظيم كان قارئا ومثقفا من النخبة فلقد كان يملك كنزا من الكتب والمجلات حتى بعد ان قدم على تقاعد مبكر من وظيفته العسكرية في بداية التسعينيات وتحوله الى مجال التجارة والاعمال كانت القراءة اليومية من اولويات يومياته فكلما كان يسافر الى بعض الدول العربية والاوربية بسبب اعمال التجارة كان يحضر معه مجموعة من المجلات العربية وكان يعطيني اياها بعد قراءة محتوياتها ويقول لي احتفظ بها …..
لذا اين هذه المجلات اليوم فمعظمها توقف عن الصدور والبعض الاخر لا وجود له في المكتبات بأستثناء مجلة العربي وناشيونال جيوكرافيك والحوادث التي كانت تصلني بشكل منتظم لكن بعد احداث الموصل وسيطرة الدواعش عليها عن طريق الصدفة البحتة التي يسخر منها العقل البشري لم تصلني ايا من هذه المجلات منذ شهور والسبب هؤلاء الدواعش الذين قتلوا ودمروا كل شيء حي بل حتى المعرفة والثقافة لم تسلم من عقولهم القذرة الملوثة بالدم والارهاب …..
لهذا كلما تذكرت هذه المجلات التي كان ابي العظيم يقراءها ويحتفظ بها اعيش احلى لحظات حلم الطفولة في حياتي فلقد كانت مجلات تستحق ان يقراءها المثقف الواعي ويحتفظ بها في ادراج مكتبته …..
لهذا دائما ابحث واسأل بدون كلل او ملل عن هذه المجلات عسى ان يقول لي احدهم يوما ما انه يمتلك مجموعة وتشكيلية فريدة منها حينها سأرقص واهلل واصرخ فرحا كالطفل فهذه المجلات القديمة رصدت احداث السبعينيات والثمانينات بكل تفاصيلها مرفقة بالصور كالحرب الاهلية اللبنانية وتأريخ الحروب وكوارث الانسانية وافراح الشعوب وقصائد ومقالات الشعراء والكتاب الكبار في ذاك الزمان …..
فقبل فترة دار حوار بيني وبين احد الاشخاص المرموقين في المجتمع وسألته عن هذه المجلات فقال لي كنت احتفظ بمجموعة كبيرة من مجلة اليوم السابع لكنني قبل فترة قمت بترتيب مكتبتي بسبب عدم توفر المساحة لكل كتبي ومجلاتي فقمت برمي جزء كبير من ارشيفي الخاص ومنها هذه المجلة …..
حينها حزنت وقلت له يا سيدي الفاضل لقد رميت تأريخا من الكلمة والصورة في زمن انا كنت فيه مجرد طفل مدلل وغبي في فمه ملعقة من الذهب لكن في عقله كومة من المساحات البيضاء …..
فقال لي لو عرفت لكنت اتصلت بك وكنت اعطيها لك فقلت له اذا عرفت ان هنالك شخص اخر يملك هذه المجلات ويريد رميها في سلة المهملات قل لي وسأكون شاكرا مدى الدهر واعتبرها خدمة عظيمة من شخص مثل حضرتك له مكانة مرموقة في المجتمع يشار اليه بالبنان في المجال الوظيفي والمجال الثقافي والفكري والسياسي فقال لي اعدك اذا ما صادفني هكذا امر سأتصل بك …..
فالمجلات العربية القديمة الصادرة في السبعينيات والثمانينات والتسعينات اليوم هي بمثابة تأريخ مليء بأحداث العالم بحلوها ومرها  بالكلمة والصورة المنسية بين دهاليز عالم الصحافة العالمية ….