” ذبيت روحي عالجرش…وادري الجرش ياذيها , ساعة واكسر المجرشة…والعن أبو راعيها”
المجرشة قصيدة طويلة للشاعر الشعبي الملاعبود الكرخي (1861 – 1946) , إستحضرتها , لأننا أصبحنا جريشا وتنوعت المجارش التي تسحقنا ومنها:
أولا: مجرشة المحاصصة
مفردة مدمرة وضعها الذي كتب الدستور لألف غاية وغاية في نفس يعقوب , وقبلتها الأطراف المغفلة وصارت طُعما لها , فتناثرت أوصال مجتمع معتصم بحبل الوطن.
ثانيا: مجرشة الطائفية
من أخطر السلوكيات التي عززتها القوى الطامعة بالبلاد والعباد بأنواعها , ووفرت لها الوسائل والعوامل الكفيلة بتطويرها وتحويلها إلى داء وخيم , فأخذت المجتمع إلى ميادين الذل والهوان.
ثالثا: مجرشة المناطقية
القوى المفترسة لوجودنا قسمت البلاد إلى مثلثات ومربعات , وفقا لنوايا سيئة تهدف لإذكاء الصراعات البينية , وتبديد القدرات وإذلال أبناء المجتمع وزرع العداوات بينهم , وتسهيل قتلهم لبعضهم وفقا لمنطلقات آثمة.
رابعا: مجرشة الفساد
إنطلق مشروع الفساد بمؤازرة الطامعين وقطع أشواطا بعيدة , وتحول إلى وباء أصاب البلاد من أعلاها إلى أسفلها , وصارت ثروات المواطنين تغادر الوطن وتحط في المصارف الأجنبية بتسهيلات غير مسبوقة , حتى غدت سرقة المليارات سلوكا مقبولا وربما عاديا.
خامسا: مجرشة التبعية
التبعية صارت أمرا مفروضا بعد أن تمزق المجتمع وتحول إلى كينونات متناحرة , وكل منها تريد مَن يمدها بما يساعدها على السيطرة والبقاء , فـتأمنت مصالح المتبوعين , وتأكدت أدوارهم في تقرير مصير البلاد , والتابعون ينفذون ما يؤمرون به.
سادسا: مجرشة المُلك المشاع
من العجائب السائدة أن ما تحت الأرض وفوقها مجهول الملكية , وهو غنيمة وملك مشاع , يحق لمن هب ودب أن يضع يده عليه ويدّعيه , فلا مالك لثروات البلاد , والشعب أرقام على يسار الرقم المتسلط ولا قيمة له فهو يساوي صفرا.
سابعا: مجرشة اللاوطن
القوى المؤدينة المهيمنة على مقدرات البلاد والعباد , لا تعترف بوطن , وهذا من صلب عقائدها ومنهاج عملها , فالذين يتحدثون عن الوطن والوطنية أن يستوعبوا بواعث السلوك , ولهذا فأن الخطاب الوطني لا وجود له , ويحسب من أدبيات الهذيان.
فهل لدينا القدرة على تحطيم المجرشة , ونلعن أبو راعيها؟!!