21 ديسمبر، 2024 5:19 م

” ذبيت روحي عالجرشوادري الجرش ياذيها , ساعة واكسر المجرشةوالعن أبو راعيها”

المجرشة قصيدة طويلة  للشاعر الشعبي الملاعبود الكرخي (1861 – 1946) , إستحضرتها , لأننا أصبحنا جريشا  وتنوعت المجارش التي تسحقنا ومنها:

أولا: مجرشة المحاصصة

مفردة مدمرة وضعها الذي كتب الدستور لألف غاية وغاية في نفس يعقوب , وقبلتها الأطراف المغفلة وصارت طُعما لها , فتناثرت أوصال مجتمع معتصم بحبل الوطن.

ثانيا: مجرشة الطائفية

من أخطر السلوكيات التي عززتها القوى الطامعة بالبلاد والعباد بأنواعها , ووفرت لها الوسائل والعوامل الكفيلة بتطويرها وتحويلها إلى داء وخيم , فأخذت المجتمع إلى ميادين الذل والهوان.

ثالثا: مجرشة المناطقية

القوى المفترسة لوجودنا قسمت البلاد إلى مثلثات ومربعات , وفقا لنوايا سيئة تهدف لإذكاء الصراعات البينية , وتبديد القدرات وإذلال أبناء المجتمع وزرع العداوات بينهم , وتسهيل قتلهم لبعضهم وفقا لمنطلقات آثمة.

رابعا: مجرشة الفساد

إنطلق مشروع الفساد بمؤازرة الطامعين وقطع أشواطا بعيدة , وتحول إلى وباء أصاب البلاد من أعلاها إلى أسفلها , وصارت ثروات المواطنين تغادر الوطن وتحط في المصارف الأجنبية بتسهيلات غير مسبوقة , حتى غدت سرقة المليارات سلوكا مقبولا وربما عاديا.

خامسا: مجرشة التبعية

التبعية صارت أمرا مفروضا بعد أن تمزق المجتمع وتحول إلى كينونات متناحرة , وكل منها تريد مَن يمدها بما يساعدها على السيطرة والبقاء , فـتأمنت مصالح المتبوعين , وتأكدت أدوارهم في تقرير مصير البلاد , والتابعون ينفذون ما يؤمرون به.

سادسا: مجرشة المُلك المشاع

من العجائب السائدة أن ما تحت الأرض وفوقها مجهول الملكية , وهو غنيمة وملك مشاع , يحق لمن هب ودب أن يضع يده عليه ويدّعيه , فلا مالك لثروات البلاد , والشعب أرقام على يسار الرقم المتسلط ولا قيمة له فهو يساوي صفرا.

سابعا: مجرشة اللاوطن

القوى المؤدينة المهيمنة على مقدرات البلاد والعباد , لا تعترف بوطن , وهذا من صلب عقائدها ومنهاج عملها , فالذين يتحدثون عن الوطن والوطنية أن يستوعبوا بواعث السلوك , ولهذا فأن الخطاب الوطني لا وجود له , ويحسب من أدبيات الهذيان.

فهل لدينا القدرة على تحطيم المجرشة , ونلعن أبو راعيها؟!!