23 ديسمبر، 2024 1:42 ص

المجرب لا يجرب اصبح اكثر من مجرب؟

المجرب لا يجرب اصبح اكثر من مجرب؟

واشنطن يبدوا انها منشغلة هذا الاسبوع بنتائج الانتخابات العراقيه وتأثيرها على مستقبله ومستقبل المنطقة اكثر من العراقيين أنفسهم. وزيرة الصحافة الامريكيه سارة ساندرس تقول ان مع علمها بكل التزوير الذي حصل بالانتخابات العراقية ورغم قناعتها ان الموضوع داخلي عراقي (معناها اذا العراقيين فراحانيين بي؟ يستاهلون وحيل بيهم)، الا ان امريكا تراقب بحذر تتدخلات ايران بالشأن العراقي وستتصرف لتحجيمه وإخراجه من دائرة التدخل في حكم العراق.

واشنطن مهتمة جداً باللقاء التاريخي مع شمال كوريا الان اكثر من العراق وتريد ان تنهي هذا الملف هذا الشهر او الأشهر القليلة القادمة لتتوجه وبقوة اتجاه تفكيك النظام الإيراني وتحجيمه في المنطقة. هذا ما قاله جان بولتون مستشار الامن القومي: ان عام ٢٠١٩ هو عام تغير حكم الملالي في ايران الى حكومة ديمقراطية عادلة وحرة.

الانتخابات الذي قاطعها معظم الشعب العراقي عن وعي او عن عدم وعي وفهم للعمل السياسي ( الخبث السياسي)، قاطعها لان خبثاء السلطة وكل اعوانهم من دول الجيران حثوا الشعب العراقي على عدم الاشتراك وعلى اساس مقولة “قلة المشتركين في الانتخابات يسقطه شرعياً”.

قلنا وفي كل كتاباتنا خلال عام قبل الانتخابات الاخيرة ان المقاطعة لها، مؤامرة غايتها تشجيع اعدائهم السياسين من عدم المشاركة ليعودو ويفوزو من جديد بالأقلية المستفيدة. معظم الوطنيين الأحرار العراقيين، والغالبية الساحقة من السنة (وبدعوة من كل مرجعياتهم السياسية والدينيه الغبيه)،وكل المهجرين( ٥ ملاين مواطن عراقي) وكل الذين يسكنون في دول المهجر (بعض الدول كانت المشاركة فيها صفر)، باختصار وحسب اعلان المفوضيه اللا وطنيه للانتخابات ان هناك اكثرمن ٢٣مليون ناخب عراقي قادر على الانتخاب، وحسب ما أعلنته اخيراً من ان عدد الناخبين لم يتجاوزوا ال ٦ ملايین، استطاع هؤلاء “المجربين” ان يعودوا جميعهم وبقوة اكبر واكثر من الفترة السابقة لحكمهم. ١٧ مليون ناخب لم يشترك، كم هي حجم الجريمة التي اقترفتموها ياعراقيين؟

من يلام على انتصار العتاكة والجهلة الخارجون على القانون والمجرمون مرة اخرى، هل تلام امريكا او الغرب او الامم المتحدة او اسرائيل او ايران او السعوديه مثلاً، هل يلام الله عز وجل لانه لم ينقذنا منهم بكلمة ” كن فيكن”، من يلام على عسوف اكثر من ١٧ مليون عراقي في الداخل او الخارج من الإشتراك في الانتخابات التي ستقرر مصيره ومصير اجياله القادمة ومستقبل العراق والمنطقة:

الملامون وبدون منازع هم وحسب الجرم:

١. الشعب العراقي النائم اليائس العاجز المنهك التعبان، شعب لا يريد ان يثور ويقلب الطاولة عَلى حكامه العتاكه والمجرمين ورجال الدين الداعمين لهم، شعب نائم في سبات عميق وينتظر المجتمع الدولي بمساعدته للتغير، ويدعون الله ليل نهار ليغير كل شيء لهم مثل ما كان يطالب اليهود رب موسى بتغير الحال بمعجزة ( ايام المعجزات قد رحل ولن يعود ياشعب، الله مع الساعيين وليس مع النائمين).

٢. المرجعية الدينيه في النجف اولاً ثم المرجعيات الاخرى اذا كانت سنيه او شيعية او مسيحيه او صابئيه، كلهم اشتركوا بجريمة تخدير الشعب العراقي لل١٤ سنة الماضية لانهم مشتركين مع هؤلاء المجرمين بالحكم والمال الحرام والحمايات الحكوميه ( بلاش على حساب الحكومة). المرجعيات الدينيه هي ام الكوارث في اي مجتمع لانها بتفسيراتها للدين تخدم مصالحها اولاً وليس مصلحة الخالق عز وجل وتتعامل مع الحاكم المجرم وتحلل افعاله المجرمة وعلى مر العصور والأزمنة (ارجعوا للتاريخ العالمي كله وليس الاسلامي فقط). عندما يكون الدين خارج الحكم والدولة يتقدم المجتمع للأمام، عكسه يتخلف ويأكل وحل.

٣. الحركات السياسيه الوطنيه (مع الأسف) التي لم تستطيع ان تحلل الواقع العراقي وربطه بالتقدم والحضاره والتفكير والاتجاه العالمي. دائماً ردود افعالهم تتدخل فيها كثير من الخلفية القبلية والمناطقية والثقافية. الحركات السياسية الاساسية الوطنيه كلها ومع الأسف انجرت بدون وعي مع المؤامرة الايرانیة الدينية الرجعية للدعوة لعدم المشاركة بالانتخابات. كان خطأً كبيراً وجسيماً وتكلمنا مع الكثيرين منهم ولكنهم قرروا ان يعطون العتاكة مرة اخرى أربعة سنين اخرى، حتى يبقوا هم في جوا الحزن والحقد على “امريكا والعالم الغربي المتأمر عليهم”. كفى احلام نحن في ٢٠١٨ والعالم كله يتقدم ولن ينتظركم بعد اليوم، العالم لا يتعامل مع الفاشلين مطلقاً.

اننا في أزمة اخلاقية كبرى يا شعب العراق والا ما معناه إنكم جميعاً تلعنون الساعة التي جائت بها امريكا للعراق والساعة التي وضعت هؤلاء الاقزام على دفة السلطة وعلى سيطرة الدين السياسي الجاهل على الحكم والدولة وتشتكون من سرقة المال العام علانية وتدمير البنى التحتيه من المدرسة للمستشفى للشارع للزبالة للكهرباء للماء للزراعة للصناعة للاخلاق لزيادة الاميه للللللللل ……. وترجعون وتنتخبون نفس الوجوه الكالحة وللمرة الخامسة.

هل أنتم في وعيكم، هل تعرفون مايجري لكم؟ هل تعلمون ان بلدكم اصبح مستعمرة لملالي ايران واقزامها، وان عسكري برتبة زعيم يغير رئيس وزرائكم ويضع غيره؟ هل أنتم واعون وتتذكرون كل التفجيرات التي حصلت والمأسي بالعراق خلال فترة حكمهم والملايين الذين فقدوا حياتهم او بيوتهم او أملاكهم او ذكرياتهم، ماذا جرى لكم هل تعرفون ان الحشيش اكل معظم شبابكم باسم الدين وباسم الشهيد الحسين رض الله عنه.

شعب العراق اذكركم بما قاله شاعر العرب ابو القاسم الشابي وفيه كل العبر فأما ان تثورا وأما تنتظروا موتكم البطيء:

إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر

ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر

ومن لم يعانقــه شــوق الحيــاة تبخــر فــي جوهــا واندثـــر

كـــذلك قالــت لــي الكائنــات وحدثنـــي روحهــا المستتـــر

ودمدمت الريح بين الفجاج وفــوق الجبــال وتحــت الشجـــر

إذا ما طمحت إلى غايـــة ركبــت المنـــى ونســيت الحـــذر

ومن لا يحب صعود الجبــال يعش ابــد الدهــر بيــن الحفــــر

فعجت بقلبي دماء الشباب وضجت بصــدري ريـــــاح أخـــــر

وأطرقت أصغى لقصف الرعود وعزف الريــــاح ووقـــع المطـــر

وقالت لي الأرض لما سالت: يا أم هــل تكرهيــن البشــر ؟:

أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلـــذ ركــوب الخطــر

وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش ، عيش الحجــر

هو الكون حـي يحــب الحيـتاة ويحتقــر الميــت مهمــا كبــر

وقال لــي الغــاب فـي رقــــة محببـــة مثــــل خفـــق الوتـــر

يجيء الشتاء شتــاء الضبــاب شتـــاء الثلــوج شتاء المطــر

فينطفئ السحر سحر الغصون وسحر الزهور وسحـر الثمـــر

وسحر السماء الشجي الوديع وسحر المروج الشهي العطر

وتهوي الغصـــون وأوراقهــــا وأزهـــــار عهـــــد حبيــب نضــــر

ويفنــى الجميــع كحلــم بديــع تألــق فــي مهجــة واندثــــر

وتبقـى الغصــون التــي حملــت ذخيــرة عمــر جميــل عبــر

معانقة وهي تحــت الضبــاب وتحــت الثلــوج وتحــت المــدر

لطيف الحيــاة الذي لا يمــل وقلــب الربيــع الشــذي النضــر

وحالمــة بأغانــي الطيــور وعطــر الزهــــور وطعــــم المطــــر

والله معنا وأنتم لتحقيق حلمكم في الحرية والعدل والتقدم.