19 ديسمبر، 2024 2:01 ص

المجتمع ودولة العدل

المجتمع ودولة العدل

العدالة الاجتماعية لايمكن أن تتحقق بأسس غير شرعية كالأسس الأرضية التي يضعها البشر!
لإنها ستكون مصداقاً للظلم الاجتماعي الذي هو أخطر أنواع الظلم البشري كما لا يخفى….
والشواهد على ذلك كثيرة فالنظام الاجتماعي الذي يحكم البشرية هو مصداق ونموذج للظلم الاجتماعي لأنه استغنى عن الشريعة الإسلامية وبالتالي قد استغنى عن العدل الإلهي وزهد به.
إن تطبيق الشريعة على مجتمع غير واعي لا يجدي نفعا بل سوف تكون النتائج وردود الأفعال عكسية من قبل أفراد المجتمع إلى درجة الإلحاد والانطباع السيء عن الدين والشريعة وخير شاهد على ذلك التجارب المعاصرة في مملكة السعودية وجمهورية ايران!
فلابد أولا من نشر الوعي في المجتمع عن طريق التربية الوجدانية والتثقيفية من أجل إيجاد شعور عام بأهمية العدل والعدالة…
وهذا ما قد حصل في زمن النبي الأكرم محمد(ص) فإن تأسيس دولة العدل كان بعد أن شعر الناس بأهمية العدل…
إن إيجاد هذا الشعور العام بأهمية العدل في المجتمع ليس امرا مستحيلا…
وكما يعبر الفلاسفة ان أدل دليل على عدم استحالة الشيء وجوده..
فقد نجح الشهيد محمد الصدر في تسعينيات القرن الماضي في محاولته لإيجاد هذا الوعي والشعور العام في ربوع المجتمع العراقي الذي كان تحت الصفر من حيث التدني الأخلاقي والثقافي…
ولم تكن هذه المحاولة من قبل الشهيد محمد الصدر وليدة الصدفة بل هي تمثل رؤية فذة من قبل الشهيد محمد الصدر وهو لم يكمل العقد الثاني من عمره وهذا ما شهدت به مقالاته التي كتبها في ذلك الوقت…
وكانت خلاصة هذه الرؤية ان الحل والعلاج يكمن في محاولة إيجاد هذا الوعي بأهمية العدل في وجدان المجتمع كمقدمة لقيام دولة العدل…
وقد بادر الشهيد محمد الصدر حينما سنحت له الظروف فكتب الله لمحاولته النجاح والفلاح …
وقد أشار السيد محمد الصدر في لقاء الحنانة إلى الانطباع الذي تسبب في إيجاده لدى الآخرين، لإجل الحفاظ على حياته ليس حبا بها بل حبا بالدين والمذهب والحوزة والمجتمع الذي يحتاج إلى من يربيه ويرتفع به نحو النور والكمال…
والواقع يقول بإن السيد محمد الصدر قد نجح في ذلك نجاحا منقطع النظير..
اذن ليس من المستحيل إيجاد هذا الشعور العام بأهمية العدل والعدالة في ربوع المجتمع…
نعم الشريعة الإسلامية هي مصداق العدل والعدالة ولكن يحتاج الأمر إلى شعور الناس بأهمية العدل والعدالة…
وهذه الحقيقة هي كلمة السر للذي يريد أن يدخل إلى عالم السيد مقتدى الصدر..
فكل ما يقوم به هو من وحي هذا الوعي العادل الخلاق الذي غرسه في داخل وجدانه والده الملهم السيد محمد الصدر سيد العقلاء وفارس صهوة العقل..

أحدث المقالات

أحدث المقالات