17 نوفمبر، 2024 2:36 م
Search
Close this search box.

المجتمع الكوردستاني لايؤمن بالخلاف العربي الكوردي

المجتمع الكوردستاني لايؤمن بالخلاف العربي الكوردي

قبل أيام شاهدنا وللأسف إقدام ثلة من المخربين ومثيري الشغب علی مهاجمة عدد من من السيّاح القادمين من بغداد والمحافظات العراقية الأخرى الذين قصدوا إقليم كردستان لقضاء عطلة رأس السنة.
بالتأكيد لاتمت هذه السلوكيات الدخيلة الی قيم المجتمع الكوردستاني وأخلاقە النبيلة بصلة، فشعب كوردستان و حکومته قدموا في السنوات الماضية خير مثال للعالم بإستقبالهم لملايين النازحين واللاجئين من المحافظات العراقية والدول المجاورة، وهكذا أصبح أرض كوردستان ملاذاً آمناً لهم وستبقی أبواب الإقليم دائماً مشرعة على مصراعيها أمامهم وأمام السيّاح والزائرين.
ومن يتصفح تاريخ الحرکة الكوردستانية فسيجده حافلاﹰ بالكثير من المواقف الداعية للأخوة بين الشعبين العربي والكوردي.
ففي عام ١٩٤٣ أصدر القائد الخالد مصطفی بارزاني بياناﹰ بإسم الثورة الكوردستانيةآنذاك قائلاﹰ: “أننا لانقاتل ولا نحارب الشعب العراقي والعربي بل نقاوم حملات القوات العسكرية والبوليسية البريطانية والعراقية”، وهذا إن دلّ علی شي فيدلّ علی أن المجتمع الكوردستاني و قيادته الحکيمة يتحاشون النزاع العربي الكوردي وهم دوماﹰ مع التآخي والتآزر والتفاهم والتواصل الثقافي والإجتماعي.
هذا المفهوم إنتهجه وحافظ علیه القيادة الكوردستانية حتی اليوم، رغم معاداة الشوفينيين وضيقي الأفق من العرب وغيرهم، الذين کانوا دوماﹰ يجاهدون في سبيل زرع الشقاق والفتنة و “صهر الكورد” و يشجعون حکوماتهم المستبدة والشمولية علی مواصلة القتال والتنكيل و ممارسة التهجير والقتل الجماعي ضد شعب كوردستان الآمن.
وما إصدار رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني في ٢-١-٢٠٢١ من بيان، أدان فيه وبأشد العبارات حوادث الإعتداء على السيّاح، متوعداﹰ بإتخاذ أشد الإجراءات ضد من يحاول تشويه الثقافة الرفيعة للمجتمعن الكوردستاني، إلا دلیل آخر علی إيمان القيادة الكوردستانية بأهمية الحفاظ علی فضاءات التعايش السلمي والحرية.
حکومة إقليم كوردستان مقيدة ومحکومة بدستور و مباديء وقيم وتراث كبير للتاريخ القريب والعلاقات التضامنية بين الشعوب و تبذل المزيد من العطاء لتقديم نموذج جيد عن الممارسة الديمقراطية وتهيئة الأرضية لإنتصار الحرية والديمقراطية علی عقلية الإقصاء والتهميش والشحن والتبغيض.
وجه التعقل والحکمة والمسؤولية الوطنية تدفعنا أن نعمل دوماﹰ علی أساس قواعد العمل الديمقراطي والتعايش السلمي المطلوب وبناء علاقات ديمقراطية بين كافة القوی المجتمعية و صيانة التضامن المتبادل وتعميقه بدلاﹰ من التوترات والنزاعات وإحترام المؤوسسات الدستورية وسيادة القانون الحريات وحقوق المواطنة. وعلینا أيضاﹰ أن لانسمح بظهور الإنعزالية والشعور بالتهميش في صفوف أي مكون عراقي.
ختاماﹰ: کفی العراق والمنطقة نزاعات وخصومات ومآس ودمار ولتتحول المنطقة الی واحة سلام و رخاء ورفاه وتقدم للجميع، ولنبحث عن حلول سياسية سلمية لمشاکلنا بعيدة عن التطرف والعنف والطائفية في العمل السياسي.

أحدث المقالات