23 ديسمبر، 2024 11:19 ص

المجتمع الدولي يسعى لتدمير الحوثيون بقيادة السعودية

المجتمع الدولي يسعى لتدمير الحوثيون بقيادة السعودية

شهدت العلاقة بين السعودية واليمن منذ الخمسينيات من القرن الماضي توتراَ على الحدود وتصعيدا عسكريا ومناوشات بين فترة واخرى وكان للسعودية اطماع كبيرة في اليمن بسبب طبيعة نظام حكمها الذي ارتضى لنفسه برفض التعاون وسياسة الانفتاح على العالم منذ كان حاكمها الامام احمد بن يحيى وابنه بدر, وكان نهج سياستهم هو الانعزال عن الدول والاعتماد على الشعب خوفا من المطامع الاستعمارية ولكنها لم تجد اي نفعا بل كان ضررها كبيراً على البلد , فبقت البلاد تعاني  من ضعف القوة وعدم دخول الحضارة  ووسائل التكنلوجيا اليها الذي سبب مطامع احتلال من قبل جيرانها السعودية  بمساعدة الدول الكبرى, وقد استطاعت السعودية ان تسيطر على اراضي من اليمن وخاصة في الجهات الشمالية وتدخلت في شؤون اليمن , ولتفادي الامور ووضع حل لمشكلة اليمن سافر الرئيس جمال عبد الناصر يوم 22 اغسطس عام 1965 الى جدة واجرى محادثات استمرت ثلاثة ايام مع الملك فيصل انتهت الى التوصل لاتفاقية جديدة: وتضمنت عدة شروط ابرزها ,1ـ ان يقرر الشعب اليمني نوع الحكم الذي يرتضيه وذلك في استفتاء شعبي في موعد اقصاه 23 نوفمبر عام 1966 , 2ـ المدة الباقية حتى تاريخ الاستفتاء فترة انتقالية , 3 سحب القوات الغير يمنية من جميع الاراضي اليمنية ومراقبة الحدود والموانىء , لكن هذا لم يحد بالسعودية ان تضع كل امكانياتها ومراقبتها لاقتناص الفرصة والتدخل بكل مايحدث داخل بلاد اليمن , فجرت الكثير من المشاكل والحروب بين البلدين  الى ان اجبرت الحكومة السعودية على توقيع اتفاقية مع اليمن عام 2000 تم بموجبها ترسيم الحدود بين البلدين وسيطرت السعودية على ثلاث مناطق شمالية من اليمن وهي نجران وعسير وجيزان , وبعد بروز الحوثيون كقوة لها امتداد واحقية في بلاد اليمن ومطالباتها المستمرة بانصافها ومشاركتها في نظام الحكم وعدم تغيبها وهي التي تعرضت الى ستة حروب في خلال عقدين من الزمن واستطاعت ان تثبت وتقاوم رغم ان امكانياتها كانت محدودة في التصدي لمواجهة السعودية والاردن ومصر وازلام صدام الذين شاركوا في قتال الحوثيون سابقا , وبسبب تفوق الحوثيون واتساع قوتهم ومطالبتهم بان يكون النظام ديمقراطي متعدد في اليمن دون التهميش والاقصاء والمحافظة على ثروات البلاد وشجبها التدخل الخارجي  ورفضها  ايضا الى حكم عبد ربه منصورهادي الموالي الى السعودية , قرر المجتمع الدولي بقيادة السعودية قبل اربعة اشهر ان يشن غارات تشترك فيه اكثر من 12 دولة عربية وتأيد عالمي من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا بحجة اعادة الشرعية لنظام الحكم وسميت باعصفة الحزم , وقد شهدت اليمن اشتباكات ومواجهات مسلحة عنيفة  بين انصار هادي من جهة وبين الجيش الموالي الى صالح والحوثيون وسيطرتهم على العاصمة عدن , ورغم ماتقوم به الطائرات اليوم من قصف المؤسسات الحكومية والبنى التحتية ومفاصل الخدمية وضرب الموانىء ومراكز النفط والمستودعات واستهداف التجمعات السكانية والمستشفيات الا ان القوات الحوثية والتي وصفت من قبل الاعداء بالمتمردين , قد زادها اصرارا على القتال وقد اعلن النفير العام بين جميع اوساط الحوثيون الذين ابلو بلاءاً حسنا من خلال قصف المواقع العسكرية لدول التحالف واستهدافهم بالصواريخ وقتل اعداد كبيرة منهم كما لاتخلوا المعارك من فعاليات بطولية لم يعرج عليها الاعلام ولم ينقلها خوافا من تداعيات الامور وانكسار نفسية المقاتل السعودي وحلفائهم , في الوقت الذي اعلنت السعودية عن مشاركة الحرس الوطني في الحرب والتي تعد هذه القوة من افضل الوحدات البرية في البلاد وقد تكبدت خسائر كبيرة ولكن لم يعلن عنها , وفي وقت سابق اعلن زعيم جماعة انصار الله عبد الملك الحوثي  في اخر  خطاب له بث من قناة المسيرة التابعة للجماعة  ان العدوان السعودي وتكالب الاطراف المعتدية لم تفلح ابدا في كسر ارادة الشعب اليمني وثباته , واضاف ان داعش والقاعدة والسعوديون والمرتزقة يقاتلون في جبهة واحدة في عدن مشيرا الى ان التطورات في عدن لاتحسم المعركة لصالح المعتدي واضاف ان هنالك اعدامات وقتل جماعي في عدن دون مبررات ولا وجه حق , اليوم العالم يقف متفرج من قضية اليمن ويقتل ابنائه بطائرات امريكية وبمساعدة الدول العربية بحجة الشرعية وهم يغضون النظر على الجرائم والقتل والابادة الجماعية, أن السعودية ودول الخليج تمارس الطائفية والقتل على الهوية في البحرين وتدعم داعش والنصرة في سوريا وتذبح شعبها في القطيف والاحساء وترسل الانتحاريين الى العراق بمساعدة الدول الكبرى ,والنتيجة ستنكسر السعودية امام الحوثيون قريبا ان شاء الله لان الارادة صلبة والكلمة واحدة والقيادة شجاعة والقضية مصيرية .