لا توجد مجتمعات سيّست الدين وأجلسته على الكرسي لم تقترف الخطايا والمآثم , وتجد ألف تبرير وتبرير للجور والمظالم.
فهي تقضي على العدل , وتقدّس الفساد وتنشر الرذيلة , وتؤمن بشريعة الإستحواذ على حقوق الآخرين , وترفع رايات الغاب المبين.
لو أخذتم الدول المدّعية بالإسلام مثلا لرأيتم العجب فيها , فلا قيمة للبشر , وحقوقه مصادرة , وعليه أن يتبع ويخنع , وينتمي إلى قطيع السمع والطاعة , وأن يُعطل عقله , ويكون صوتا وصدى لمن يقلد ويتبع ويراه ممثلا للرب الذي يعبد , ويحسبه لا ينطق عن الهوى.
أذكروا دولة من هذه الدول قدمت خيرا للبشرية , وأسهمت في إبداعات العصر , ستعجزون لأنها تحسب أن الحياة في الدين , وأن دينها هو الدين القويم , وأديان الأمم والشعوب ليست بدين , وعليها أن تكفرها جميعا , وتفرض عليها دينها العظيم.
وهذا بهتان رجيم!!
فهل أن الدنيا تدين بدين واحد؟
البشرية مرت بمراحل متعددة أوجدت فيها أديانا متنوعة , وهدفها جميعا القبض على البشر وتدجينه وإخضاعه لفرد ما قد يكون ملكا أو سلطانا أو غير ذلك.
والأديان جميعها جاءت لتساعد البشر على السيطرة على نفسه لا على غيره , لكن البشر وجد فيها ضالته في السيطرة على الآخرين , وتبرير نزعات النفس الأمارة بالسوء الفاعلة فيه.
فقتل البشر من الإيمان!!
والخطف عمل يتقرب به المتديّن إلى ربه المولع بسفك الدماء!!
وفي الإسلام , هل أن الذي خلق الإنسان بأحسن تقويم , جعله متوحشا ومجرما وسفاحا بإسمه , ووفقا لشرائعه وتعاليمه السماوية؟
فالذي يحصل إبراز الوجه المظلم للدين , وتحويله إلى صراطٍ للمجرمين من ذوي العاهات السلوكية المقيتة النكراء.
و”لا إكراه في الدين”!!
و”الدين المعاملة”!!