23 ديسمبر، 2024 8:44 ص

المجاهد ابو تحسين ووصية المرجعية

المجاهد ابو تحسين ووصية المرجعية

هنالك دروس وعبر في المعارك التي خاضها الحشد الشعبي لم يسلط عليها الضوء بما تستحقه او حتى بطريقة التعبير عنها وانا اتابع ارشيف معارك لواء علي الاكبر التابع للعتبة الحسينية المقدسة في معارك تحرير بيجي والله اقف مفتخرا بهؤلاء الرجال النجباء على ما قدموه من تضحيات وصور مشرفة للبطولة والانسانية والرحمة وقد استوقفني هذا الرجل الشهيد ابو تحسين حول تعامله مع العدو بكل مهنية وشجاعة وعزة نفس ومعها الثقة وهنا اذكر بعض فقرات وصايا المرجعية للمقاتلين لانها محل الشاهد والاثبات على نبل هذا الشهيد الوصايا:

فإن وجدتم حالة مشتبهة تخشون فيها المكيدة بكم ، فقدّموا التحذير بالقول أو بالرمي الذي لا يصيب الهدف أو لا يؤدّي إلى الهلاك، معذرةً إلى ربّكم واحتياطاً على النفوس البريئة.

ـ الله الله في حرمات عامّة الناس ممن لم يقاتلوكم، لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء، حتّى إذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم ، فإنّه لا تحلّ حرمات من قاتلوا غير ما كان معهم من أموالهم.

وقد كان من سيرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه كان ينهى عن التعرّض لبيوت أهل حربه ونسائهم وذراريهم رغم إصرار بعض من كان معه ـــ خاصّة من الخوارج ــ على استباحتها وكان يقول : ( حارَبنا الرجال فحاربناهم ، فأمّا النساء والذراري فلا سبيل لنا عليهم لأنهن مسلمات وفي دار هجرة ، فليس لكم عليهن سبيل، فأمّا ما أجلبوا عليكم واستعانوا به على حربكم وضمّه عسكرهم وحواه فهو لكم ، وما كان في دورهم فهو ميراث على فرائض الله تعالى لذراريهم ، وليس لكم عليهنّ ولا على الذراري من سبيل )

اما كيف جسد ابو تحسين هذه الوصية ، في معارك بيجي ففي احدى طلعاته وهو يرصد الدواعش لاح له اثنين وهم يوجهان نيرانهم عليهم فوجه قناصته وبدقته المعروفة وبطلقتين لا غير سقطا الى جهنم وهو ينظر اليهما جاءت امراة داعشية الى جثتيهما فقال المجاهدون لابي تحسين اقتلها انها منهم ، فقال كلا انا لا اقتل من لا يحمل السلاح ويرمي علينا ، ولكن بقي ابو تحسين يتابع تصرفاتها فقامت باخذ الاموال الموجودة في جيوبهم وبعض الاوراق وتوجهت لحمل السلاح لكي ترمي عليهم فرمى ابو تحسين طلقة تحذيرية بينها وبين البندقية التي ارادت ان تحملها فعلمت ماهي الرسالة التي بعثها ابو تحسين فتركت البندقية وانسحبت .

اليس هذا تجسيد لوصية المرجعية بمعنى الكلمة ؟ هذا الموقف واحد من مئات المواقف وان مكننا الله عز وجل سادون القصص باسلوبي الخاص في المستقبل لانها وثيقة وواجب علينا تدوينها للاجيال حتى يعلموا من هم الرجال الذين حافظوا على الوطن.