23 ديسمبر، 2024 12:01 م

المجازر التي حدثت لليهود كانت سبباً لقيام دولتهم في فلسطين، ومجازرنا لا عوض لها

المجازر التي حدثت لليهود كانت سبباً لقيام دولتهم في فلسطين، ومجازرنا لا عوض لها

قامت الدولة اليهودية بعد قيام الحركة النازية بقتل اعداداً من اليهود في أوروبا أبان الحرب العالمية، وكانت وسائل قتلهم بواسطة الحرق والقتل وما شاكل، المهم ان اليهود في العالم قد حصلوا على دعم المجتمع الغربي والدولي في قيام دولتهم على ارض مغصوبة من أهلها الشرعيين، ومع ذلك فقد وقف الغرب مؤيداً ومعترفاً بها كدولة عضو في عصبة الامم، كل ذلك كان بسبب وقوع بعض المجازر ضدهم، ولو عددنا المجازر التي وقعت لليهود بالمقارنة مع المجازر التي وقعت على شيعة العراق ، فإننا سوف لن نجد وجه للمقارنة ولا نسبة بذلك، بالمجازر التي وقعت لشيعة العراق ولازالت تقع فهي امتداد للمجازر التاريخية التي حدثت لهم عبر العصور، ومنذ فترة الحكم الأموي ومروراً بحكومة بني العباس وانتهائاً بحكومة البعثيين والصداميين، وختاماً بالحكومات المتراخية بعد سقوط النظام، والى يومنا هذا وشيعة العراق يقدمون القرابين من أبنائهم لا لشيء سوى انهم ينتمون الى مذهبهم الحق مذهب اهل البيت وهو عبارة عن اتباعهم طريقة ومنهج اهل البيت ع في التعبد الى الله تعالى . وذلك هو ذنبهم الوحيد ، فهم يُقَتّلون ويُهَجّرون وتسلب حقوقهم لهذا الغرض فضلاً عن معارضتهم للباطل .
ان مشكلة اليهود لدى النازيين هي مشكلة انتمائهم لدين موسى، فقاموا بقتل المئات منهم وبعد ذلك حصلوا على حلمهم التاريخي وهو قيام بما يُسمى بدولة اسرائيل، وكذلك الحال بالنسبة الى الاكراد في شمال العراق، فقد حصلوا على حقوقهم وأكثر وذلك بعد المجازر التي حدثت على أبنائهم في عهد دولة البعثيين والصداميين، خصوصاً بعد مجزرة حلبية التي راح ضحيتها المئات من ابناء العراق من شعبنا الكردي المسلم، فقد حصلوا على مطالبهم ، وعلى اثر ذلك فقد أسس الاكراد الركائز الاساسية لبناء دولتهم التي تقوم على أساس قومي.
ان المجازر التي حدثت لشيعة العراق لا سيما اثناء فترة الحكومات المتعاقبة من بعد سقوط النظام لا تعد ولا تحصى، بل لحد هذه اللحظة لا توجد احصائية رسمية ودقيقة تعطي عدداً لضحايا الشيعة.
فلو رجعنا الى الأعداد التي ذهبت ضحية الانفجارات والمفخخات والاغتيالات والخطف وإلهاونات وما شاكل في المناطق الشيعية، فهي لا يمكن إحصائها ولا قياسها ببقية المناطق غير الشيعية، ومع جل احترامنا لجميع ضحايا الإرهاب من جميع فئات الشعب العراقي ولكن الحق يجب ان يقال ولا يتحسس منه البعض، فالاكراد حينما يتحدثون عن معاناتهم لا يلومهم احد ولا يحق لأحد ان يلومهم لأنه حق مشروع لهم ، وكذلك الحال بالنسبة اخواننا السنة، عندما يتحدثون عن معاناتهم فلا يحق لأحد ان يلومهم وهو حق مشروع للمطالبة بحقوقهم وإظهار مظلوميتهم ان وجدت، وكذلك الحال بالنسبة الى المسيحيين وغيرهم من الأقليات الاخرى، فإذا كان عندهم مظالم فلهم الحق بإظهار ها والمطالبة بحقوقهم، هكذا هي عدالة الاسلام وعدالة اهل البيت التي هي جوهر الاسلام، ولكن الامر حينما يتعلق بحقوق شيعة العراق فإننا نستمع الى الكثير من الأصوات المتعالية من هنا وهنا معترضة على ذلك، بل اننا نجد من المعترضين حتى من بعض الشيعة انفسهم.
فإذا استمر الوضع على هذا الحال ، فيا تُرى ماذا سيكون مصير شيعة العراق ؟
والى متى يكون الشيعي طائفيا اذا طالب ونادى بحقوقه التي لم ينال منها شيء ؟
وان المجازر التي وقعت لشيعة العراق من قبل دواعش الكفر فإنها ليس لها نظير في العصر الراهن ولا قبله من العصور ، ربما حدثت هكذا مجازر بشيعة اهل البيت في العصر العباسي( الدموي) ، او كما يسميه البعض ب ( العصر الذهبي) لأنه تأسس على حساب رقاب المظلومين من أئمة اهل البيت وشيعتهم.
نحن لا نطالب بإقامة دولة كما طالب اليهود والذين حصلوا عليها ، وكذلك كما طالب غيرهم وحصلوا على ما أرادوا ، ولكننا نقول لكم لا نريد دولة كما حصل الآخرون بل نطالب بأن تتركونا في دولتنا آمنين ، لأن شيعة العراق لم يعتدوا على احد، وهم أناس طيبون، وأنهم يشتركون مع إخوانهم السنة والأكراد بالنسبة والتصاهر وهناك نسيج اجتماعي لا يمكن تجاهله بينهم جميعاً ، ولابد للوقوف صفاً واحدا ضد كل صوت يحول بين مطالبة المظلوم بحقوقه وإظهار مظلوميته،