10 أبريل، 2024 3:17 ص
Search
Close this search box.

المثيرة للجد لتحجّر الأجيال!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الأجيال تتصارع وتتكاتف وتتنافر , أما أن تتحجّر فهذه صفة يتميز بها بعض أعلامنا المصابين بعدم القدرة على مغادرة مواضعهم التي إنطلقوا فيها , فتراهم يلغون الأجيال ويتمترسون في الجيل الذي ينتمون إليه أو الذي تفتحوا في ظلاله.
فيحدثونك عن جيل الأربعينيات والخمسينيات والستينيات , وما قبلها وما بعدها , وكأنها خنادق عميقة كمنوا فيها وتوحّلوا وتعفنوا وتفسخوا , ففقدوا قدرات التواصل والتفاعل والتجدد والإبداع المتوافق مع مكانه وزمانه.
فجيلهم هو غاية المنتهى وذروة الذرى , وما قبله وبعده دونه بكثير , فلا ثقافة إلا ثقافتهم ولا إبداع إلا إبداعهم , ولا رؤية إلا رؤيتهم , وهكذا تجدنا في محنة التآكل والنفي والإلغاء الفاعلة في واقعنا الجريح , المدمّى بهذه الآفات الفكرية والتصورات العليلة.
ولن تجد مثل هذا الإقتراب لدى المجتمعات الأخرى , شرقية أم غربية , لكنه حالة مترسخة فينا ويمثلها مثقفون يدّعون أن الثقافة تنتهي عندهم , ولا بعدهم ولا قبلهم , وهم لا يستطيعون التفاعل مع الواقع القائم بقدرات إبداعية ذات قيمة ثقافية ناعمة.
وما يتملكهم هو الإزدراء والتعالي والحَنق , ومشاعر إحباطية عدوانية , وتفاعلات نرجسية فائقة تحجب عنهم رؤية الواقع , وما يتحقق فيه من إضاءات وعطاءات مهمة ومؤثرة في صناعة الحياة الأفضل.
وهذه أزمة مجايلة , ونكران لدور ومسؤولية , ولجوء إلى تبريرات وإسقاطات واهية تمنحهم بعض الشعور بسلامة الضمير , والتحرر من عذاباته وتأنيبه.
ومن الصعب تفسير هذا السلوك السلبي من الذين يفترض بهم ان يكونوا قدوات ومنارات للأجيال , بدلا من عملهم المعوّق المستصغِر للآخرين , وكأنهم يهينون أنفسهم ويدمّرون تأريخهم وهم لا يشعرون.
هذه ظاهرة عجيبة تعصف بالواقع الثقافي في مجتمعنا وتصيبه بالإحباط والتداعي والخسران , والفاعلون هم نخبته الذين يَسْخَرون منه ويستحضرون ما يدفع به إلى متاهات الحضيض وقيعان الوجيع.
ولهذا فأن النخب في مجتمعاتنا تتحمل مسؤولية كبيرة فيما آلت إليه الأوضاع , وما وصلت إليه الأحوال من سوء إنحدار.
فهل للنخب أن تتحمل مسؤوليتها وتعرف دورها وتحترم الأجيال؟!!
النُخب: أحسن وأفضل ما في المجتمع.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب