17 نوفمبر، 2024 7:28 م
Search
Close this search box.

المثلث..وضياع الفرصة

المثلث..وضياع الفرصة

مرحلة العمر قضت كعقرب الساعة يبدأ من نقطة وينهي اليها .. وكانت اغلب الأيام موصدة أبوابها أمامنا .. أغلبنا بل الكثير منا لا تملك جناح الواسطة ولا جناح المال لتأخذ المكان الذي تستحق من مسرح وظائف الدولة أومن مسرح الحياة العامة لما يجري من زحمة الدخول الى المسك في مكان يحصل عليه من لا يستحقه .. ويلجم العلم وتتوقف العدالة ..وأحيانا يلعب الحظ لعبته لينصر احد ويخذل الآخر .

نخرج نحن الخاسرون في التجارة والوظيفة منحني الرؤوس ومكبلي اليدين ..نعترف انه حق لأن الغير اجتهد اكثر منا أو له علاقة بأحد حاشية الحكومة ليحصل على الغطاء والحظوة وهذه حقائق مخفية على البعض.. ودافع يكفي ان نبني عليه أوهام تعالج إرضاء أنفسنا ومصالحنا أن لم تكن الأمور تسير على نحو ما نحب ونشتهي .. وتبدأت ارتباطاتنا وعواطفنا تسير نحو الذبول .. من ان نشاهد محطات الماضي والحاضر تتجاذبنا من أن نبني وطن ديمقراطي في أول فرصة أتيحت لنا..وقضينا العمر المر في جملة من خيارات منها رحل ومنها معلق في خيوط الوهم ولم نعثر على حل !!

الشرايين تصلبت ونحن نشاهد أهلنا وناسنا في وطن مبتلى في حروب عبثية سبيلها جائر وهدفها ظالم ..ومبتغاها الدفاع عن البوابة الشرقية !! ذهب ضحيتها مئات الآلاف بقصد طائفي والبقية نهشتها مخالب النظام وانزلقنا في نفق مظلم ..انتظرنا طويلا ان تصبح العراق بلد ديمقراطي يمنح الحرية لأهله وناسه في خياراتهم .. المفترض ان تتفق وتتطابق عليه الجميع {وخاصة ممن يقول ان النظام وزع ظلمه وشمل كل العراقيين} وكنا نشاهد القتل والمقابر الجماعية مشرعة على زمر وجماعات في وسط وجنوب البلاد !! وهذا ما أكده من اختلس فرحة بناء دولة ووطن جديد .

الوجع الذي استنزفتاه والكارثة التي حلت بنا لا تكفي لمن تعفر جبينه في وحل المذهبية وخرجت مكنوناته الى السطح ضد الحكم المدني بالوقوف مع داعش سياسيا وماليا ومناوئة الحشد الشعبي في تطهير الأرض من رجس داعش وطابوره في الرمادي والموصل .

االتغيير وجع الخطوة الاولى التي تبحر بنا الى وطن الأمان والآمال المنشودة الذي تعقد وأصبح داميا من تدخلات عبرت الحدود الينا ..مكائد دول الجوار تصدر صناديق مخبئة الإرهابيين ومعلبة الانتحاريين ..ولم يعد سرا تحالف ما يسمى { اتحاد القوى } بسعي محموم لإغراء قوى الخارج بدعم القوى الطائفية بتوجهاتها ضد اقامة نظام ديمقراطي تعددي يسع الجميع وتجزئة البلد تحت حراب الأمريكان وتركيا وتوجهات مسعود الماضي بما هو سيء .

نتسائل من الذي منع قيام اجواء آمنة واستقرار البلد لتسير نهضة لديها كل مقومات النجاح غير مثلث السعودية وتركيا وقاعدته المكون السني المتمثل في من يشارك في السلطة حطب نار المتشددة من النواصب والخوارج وحطب نار دول الجوار التي لم تبخل علينا بنماذج واضحة الدلالة والعنوان وانحطاط فكري وتمدها بالعوامل والامكانيات للبقاء حية ..رغم سعينا المطلق في نجاة بلادنا بكل طوائفه من شر هؤلاء ومن يقف خلفهم بدون حياء ..لم نجد سوى حشدنا

واهب للقوة وواهب للثقة والحياة وضامن انتصار إرادة الخير ومواصلة الطريق والذي يخاطبهم القرآن في قوله تعالى {يأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا }.

أحدث المقالات