23 ديسمبر، 2024 8:03 ص

المثقف… والواقع السياسي وما بينهما

المثقف… والواقع السياسي وما بينهما

هل نقرع أجراس الخطر على فاعلية وجود ثقافتنا الوطنية العراقية االخالصة المخلصة …الغائبة …او نعلن اعترافنا الرسمي عبر وسائل الأعلام الكثيرة والمتكاثرة ومواقع التواصل الاجتماعي وكل مجالات الثقافة والنشر بعجزنا وجدوانا الحياتي والاجتماعي والسياسي والفاعل المؤثر في الرد على كل من يدعو الى تهميشها اوالتقليل من أهميتها أوأجتثاثها .من قبل البعض ….أو اعتبارها ضربا من ضروب الترف والانحلال ..وأعذروني من هذا الاستخدام لتعابير تتداولها المرحلة الراهنة ….((في هذا الوقت …الذي لم يعد فيه الصمت ممكنا ….))…

فبعد انحسار الوعي الفكري والوطني بكل اشكاله المعبرة عن واقعنا المرير بعد أحتلال بلادنا والتجاوز على ثقافتنا وحضارتنا وتأريخنا ووصولنا الى مانحن فيه …ولا ادخل في تفاصيله وأنا اتحدث عن ثقافة وطنية عراقية أصيلة وادع والى التمسك بقيمها الوطنية الحقيقية ووحدة الشعب بكل أطيافه و بعد انحراف بوصلتها تماما وأنجرار أغلب مثقفينا الى الواجهات والجبهات السياسية المتصارعة ولنقولها اكثر صراحة كتلها الطائفية المعروفة اليوم بتناقضاتها المشينة والتي ادت بها لقبول هذا الواقع المزري المرير الذي فرض علينا المحاصصة الطائفية .سيئة الصيت بالمعنى والمضمون والشكل وكل الابعاد الفنية … ولا نستطيع تجاوز قوانينها الموضوعة التي فرضها علينا الواقع السياسي …ولكثرة ماكتبنا عنها مللنا هذا التكرار الذي يرفضه الادب والاخلاق والثقافة عموما ….وحتى الدين الحنيف أن كانوا ينشدون دين الحق والعدل والسلام….ذلك الدين القيم ولكن …اكثرهم لايعقلون …

وان الواقع الطائفي هو المتسيد لمشهدنا الثقافي …وفق قوانين حياتنا السياسية وصراعاتها المعروفة في فرض ثقافات مشبوهة ودخيلة كنا بالامس نمقتها ولا نتداولها أبدا …وبدعم من المثقف الانتهازي الذي واكب الأحدث وسار وراء أو مع السياسي وكان المفروض هو العكس ان يسير السياسي خلف المثقف وهو الذي يقوده وأضيف ((الواعي )) واضع تحتها خطين لأهميتها لغياب الوعي بكل اشكاله …مع هذا النفر الذي بدأ يتداول الخطاب السياسي المتخلف ويتبنى طروحاته

ولهذا نجد صوت التخلف يسود المشهد العام وبقينا أسرى التأريخ في الوقوف عند منحني دراسته وكل يعيد كتابته حسب هواه وأهواءه وما يريد منه السياسي مايبغي عبر كل الوسائل المتاحة لبقائه وتشبثه الخائب .في الفرقة ليبقى هو في كرسيه الذي اعدته له المحاصصة المقيته ….فغابت الموضوعية والتكنوقراط وقضية الرجل المناسب في المكان المناسب وضاعت قيم التسامح التي يفرضها الادب والفن والاخلاق وكل قيم السماء والارض عموما وأوصلتنا الثقافة الطائفية واعتذر من هذا التوصيف لأعتراض الكثيرين …وهي فعلا ثقافة بالمفهوم العام ولكنها ضيفة بضيق افقها ولكونها لا تؤدي الى انتاج وعي او بلا وعي …وادت بنا الى ما نحن عليه .من تشرذم وتناحر وخيبات ….

ومن اهم مخاطرها ما أنتجته من صراعات دموية خطيرة على مستقبل البلاد والحرب الطائفية التي يسميها البعض أهلية وهي التي تعكس وضعنا الطائفي المريب ومع الأسف يبررها البعض….وأختلاط الأوراق وهذا مثلما أكدت ناتج اللاوعي والتخلف وألا ماذا نسمي حوار اللاجدوى بين شخصين بمسألة رفضها الفكر الأسلامي الصحيح قبل اكثر من (1430)ولا اريد ان اخوض في هذا المجال لئلا اخرج عن موضوعي الذي انا بصدد الحديث عنه وتغطيته شاملا .موضوعة الثقافة والمثقف ….فنجد وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان وضع المثقف العراقي الوطني في تعقيد هذا المشهد وهو يقف مكتوف الايدي والفوضى أعلى من صوته والصراخ يباغته والأبواق لم تترك له مجالا لأظهار صورته الحقيقية وموضوعيتة وموقفه ولسان حاله التعبيري هو تجاوز طائفته ….وعبوره حالة الوعي ….ليجد نفسه بلا سلاح بمعركة غير متكافئة وهوالطرف الأضعف فيها ….ليكون سلاح منبرالرايزخون بكل أشكاله أكثر وقعا وتأثيرا من القلم والكتاب واللوحة والقصيدة والأغنية والتعبيرات الأخرى التي يراها البعض بل يروج لها فسق والحاد وخروج عن الدين ولا اخوض ايضا وهنا اعترف بترددي لئلا يصفوني بالمرتد او الخارج عن المله …وما الى ذلك ….وأعود الى مسألة المثقف مع هذا الذي هو أكثر وقعا وأعلى صوتا ويبرر أحتواء الواقع المتخلف ليلعب بالتأريخ ويعيد صياغته حسب حاجته واهوائه فترى

ردود افعاله شاخصة في الشارع ومكان العمل ومقعد الدراسة الذي ليس له اية حصانة فكرية او أية حصانة أخرى ….واترك لكم أمثلة السنوات التي تلت أحتلال العراق الحبيب ووصول حالة التناحر الطائفي الى ماوصلت اليه ….وظهور المليشيات الطائفية وتبرير ظهورها والتقليل من أهمية أعداد جيش وطني حر متماسك يشمل كل الشعب بأختصاصه وتنوعه والانتماء اليه ولا أدري كيف غابت عن عقول المتحاربين اهمية التوجيه المعنوي في الحروب …أضافة الى دستورنا المبجل الذي فيه الكثير من المطبات والتي يسميها البعض قنابل موقوته وكلنا يعلم لم يشارك مثقفنا في كتابته حتى ذوو الاختصاص في هذا المجال وأقصد مثقفي القانون أبعدوا عن كتابته وظهر بهذه الهشاشه المقصودة طبعا من واضعيه لينتج هذا الغثاء وهذا الدمار ومجلس نواب جاءوا الى قبته بتشكيل وأحصاء وتحريض وأستدراج طائفي وكل أشكال الفكر الانتهازي في أقناع الناخب واشباع حاجته وعوزه مثلما شاهدنا على قنواتنا الفضائية الشريفة التي فضحت الكثير منها دون جدوى وفاز الفكر السياسي الطائفي الذي اعتمد التخلف وابعد الثقافة وهو يريدها هكذا لأنه لايفوز ولايمكنه ان يصعد بالمثقف ….وتلك هي المسألة ايها السادة….أقرأوالواقع …