26 نوفمبر، 2024 4:42 م
Search
Close this search box.

المثقف والمصالحة

منذ ان بدأت قوى الاحتلال بتطبيق سياستها ( الفوضى الخلاقة) بوضوح في مايس 2003، طالبنا باتاحة الفرصة للمثقف الحقيقي ليبدأ العمل للحفاظ على ميزان القيم العراقي و الذي  بدأ يفقد توازنه بسبب الحروب و الحصار، ليأتي الغزو و الاحتلال كاشفا على هشاشة ذلك التوازن.. و لم يمنح المثقف الحقيقي فرصته. نصر على صفة ( الحقيقي)، لأننا شاهدنا مثقفين انقلبوا تماما و اصبحوا مع السياسة الأمريكية في العراق اكثر من البيت الابيض، و شاهدنا مثقفين رجعوا الى العراق، ليس لتطوير بناها الثقافية، انما للسيطرة على المؤسسات الموجودة او تأسيس مؤسسات لتنفيذ اجندات سياسية لهذا الطرف السياسي او ذاك. بينما استمر المثقف الحقيقي منحازا للشارع العراقي محاولا قدر الامكان اعادة زرع القيم الاصيلة التي كانت ، لو وجدت الفرصة و التعاون، ان تكون سدا امام المحاصصة و الطائفية و العرقية و كانت اصبحت عونا كبيرا للمصالحة و بث روح التسامح. و سمعنا بالاستعدادات لمؤتمر المثقف و المصالحة، و لكن! استلمنا دعوة شفهية للمشاركة من شخصية ثقافية نكن لها الاحترام، و ان هذا المؤتمر او التجمع بتنظيم من لجنة تنفيذ و متابعة المصالحة الوطنية. و كان تاريخ الانعقاد، هو التاريخ نفسه، اي يومي الخميس و الجمعة الماضيين. و في اليوم التالي للدعوة استلمنا رسالة تقول بأن المؤتمر تأجل الى نهاية شهر تشرين الثاني، و رسالة اخرى في الاسبوع التالي تؤكد ان المؤتمر سيعقد يومي الجمعة و السبت 29- 30 ايلول و الانطلاق الى بغداد ظهيرة الخميس و رسالة رابعة تقول ” عذرا لكم فقد تقدم الموعد و سيكون السفر الاربعاء ظهرا”. لم نعاتب الشخصية التي قامت بالتنسيق في كركوك، لأنها بدأت الرسالة ب ( عذرا) و عرفنا كم تكون محرجة. يعني لم يكن هناك اي تنسيق حقيقي لعقد هذا المؤتمر الحساس و المهم في الوقت نفسه. و ان كانت هناك اية جدية، لكان التنظيم افضل و المواعيد ثابتة. طبعا لم يشارك المثقف الذي كان قد نظم مواعيده للسفر يوم الخميس. و لم نشاهد على الفضائيات تغطية واسعة لمؤتمر لو كان جديا لكان حقق خطوة مهمة و ملموسة نحو المصالحة الوطنية.. و كم من ال ( لو) في هذه الظروف العراقية الصعبة؟

أحدث المقالات