23 ديسمبر، 2024 7:08 م

للمثقف دور مهم في عالم اليوم على الاخص في البلدان المتقدمة علميا وتقنيا فهو مسموع الرأي محترم ،ويمكن ان يغير من القناعات والافكار واقصد بالمثقف (تسمية دارجة )الشاعر،الفنان ،الرياضي،الاستاذ،الكاتب ،واي من الشخصيات التي تتعاطى وتعمل في ميدان الابداع الفني والفكري وما يتصل بهما،كما يمكن ان يكون من عامة الناس الذين يعون مايجري حولهم ،ولديهم القدرة على  التحليل واستقراء المواقف وله رأي،الى غير ذلك،لكن المثقف في بلدنا لايشابه اي مثقف اخر ،فهو مجرد اسم ورقم وفاقد للحضور في عالم السياسة ،وحتى عندما توافرت له فرصة تعاطي السياسة فشل او أفشل وغادرها كسير الحال ،وهو امر يحصل عندما يتاح للمثقف فرصة العمل وسط مجموعة من السياسيين ، فأنه يكون كمن يتحدث فلايسمع وان تحدثوا لابد له ان يسمع ،لأن للسياسي منهجا مختلفا خاصة اذا ما عرفنا انه من الصعب ايجاد سياسي مثقف بغير الاشتغال السياسي وان كانت لديه اية ثقافة في غير هذا الميدان ،فأن يلبس ثوب السياسة ويغادر ماتثقف به ،لأن للسياسة حلاوة المنصب واكسسواراتها والتزاماتها من كذب ونفاق ومناورة ووو  ،عكس متاعب الثقافة وماتجلبه من مشكلات معروفة لدى المشتغلين بها وهي تجارة خاسرة في كل الاحوال،لهذا فأن الوقائع اثبتت ان المثقف لايصلح ان يكون سياسيا ،ولا الاخير يمكن ان يكون مثقفا،ولأن التثقف هو استعداد عقلي وروحي قبل كل شي،وهذا غير متوافر في بلدنا الذي ضرب سياسييوه عرض الحائط بكل رأي يصدر من مثقف فرد او جماعة ،مع كل الهياج الذي يثيروه عن طريق انشطتهم من ندوات ومؤتمرات واصدارات  ومعارض والتي تعبر عن وطنية صادقة نبيلة ،وعن وعي متقدم بالمشكلات التي تجابه الوطن ،وهي مشكلات خطيرة لم يستطع ممتهنوا السياسة من حل واحدة منها،بل انهم عقدوها وزادوها بلة وضعت العراق على محك التشرذم والتقتيل والتقسيم والتناحر والتنقيب في مقابر التأريخ الأسود المقيت عن كل ما هو قذر قامت به هذه الشخصية الفاشلة او تلك،وغاب وهمش المثقف،وركن في زاوية النسيان ،واستجلابه حين الحاجة لهذه الامر او ذاك،وبقى السياسي هو المقرر،وهو البات الأوحد لمصير العراق واللاعب في مقدراته وثرواته ،فلا وجود لدور ثقافي يقوده مثقف،وهو ما اخسر العراق كثير من فرصه الحالية والمستقبلية التي ليست ملكا لأحد ،بل هي بالنتيجة ملك الشعب الباني والمعمر والمبدع والمنتج،وفي العراق فأن الدور الذي يقوم بها السياسييون من تهميش لدور المثقف والتعمد بعدم الاخذ برأيه وابعاده عن المشاركة في تقرير مصير وطنه ،هو لاشك امر خطير ينبغي التوقف امامه وتحليله .