[حكومتنا الجديدة, انبعاث بعث جديد, البعث والأسلام السياسي, وجهان لنكبة العراق منذ خمسة عقود, انهما مشروع لتقسيم العراق, ولا خيار للعراقيين سوى, اسقاط هذا الهجين والى الأبد]
1 ـــ ليس بالأمكان تحديد ماهية المثقف, لكني ساتفق مع نفسي, على ان الثبات على المواقف الوطنية والأنسانية مع الأستجابة الواعية لمتغيرات الواقع, من دون الخروج عن مضامينها, والتحلي بالنزاهة والكفاءة والأيثار, مع شجاعة الوقفة مع الذات والمراجعة, تلك اهم تقاسيم شخصية المثقف, اما اذا عنينا بالمثقف, كل من كتب مقالة او قصيدة او رسم لوحة, او اكاديمي تعلم لغة اضافية, فالأمر هنا ليس دليلاً, منذ صعود التيارات القومية الطائفية, واتساع مساحة تزوير الذات, نرى حالة التمترس والأستقطابات الحادة, لمثقفين موزعين على مراكز اعلامية مجهولة الهويات والأجندات, يشاركون في استنزاف وعي الرأي العام العراقي, بعضهم في جيب مكارم الأحزاب الطائفية, وبعضهم في جيب مكارم القائد العشائري مسعود البرزاني, وهناك من افرغت مضامينهم الوطنية, سياسات الحزب الشيوعي العراقي, وبعضهم الآخر عابر لحدود جغرافية الأنتماء, مرتمين في احضان عواصم الأرتزاق, منسلخين تماماً عن قيم الولاءات الوطنية, هذا اذا ما استثنينا المتبقي من البقية, الرافضة المضحية بالأرزاق قبل الأعناق, هم النفس الأخير في رئة العراق, وحدهم القادمون طليعة للأنتفاضة الشعبية و “لو خليت قلبت”.
2 ـــ انتفاضة الجنوب والوسط, حالة وعي استثنائي, تراكم عبر الاف السنين, انها الحقيقة العراقية تخلع عنها اسمال الوسطاء, وترتدي جلد ارثها الحضاري, انتفاضة تنهض من بين اضلاع العراق, لا تكسرها احابيل المحتالين ولا اكاذيب الدجالين, ولن تلتف عليها موجات القمع او تحتويها, بل ستصقلها الأحداث والتضحيات, ظاهرة ثورية لا تساوم موتها, انها انتفاضة ــ مثقفة ــ كمنتفضيها, بعكسها دولة الفساد وحكومة التزوير, كلاهما معاقتين في التخلف والتفاهة, لا تصلحا للعراق, ولا العراق بحاجتها, مثقفيها يمرون على الأنتفاضة شامتون, او يفلسفونها ليستخرجوا منها مكاسب فئوية شخصية عابرة.
3 ـــ من خلطة الأحباط واليأس وفقدان الأمل تتشكل الأنتهازية, وتصبح الأوهام بديلة عن واقع يتحرك, واللاشي غيمة تمطر, والسراب انهاراً في صحراء اللاجدوى, الأنتهازية حالة ضياع بين بدايات مضت ونهايات بائسة, ويصبح الأنتهازيون, عبئاً على الواقع وعثرات اعاقة, يتزاحمون حول فضلات كانت يوماً ثروات وطنية ورغيف خبز الناس, الأنتفاضة التي تتبلور عن تجربة فكرية سياسية تنظيمية, تعيد الآن ترتيب اوراقها الى مواجهات مصيرية, مع سلطة لا شرعية لها ولا ضرورة, المثقف كقيمة مجتمعية, عليه ان يتحمل مسؤوليته في استخلاص الطريقة ورسم الأتجاه والطريق, امام حراك الواقع وانتفاضة الغضب.
4 ـــ الآن وبعد ان صار اسفلهم والأسوَء ما فيهم, رئيساً للحكومة, على من سنراهن اذن, ان لم تكن الأنتفاضة لا غيرها؟؟, حتى نندم قدموا لنا عادل والخنجر, وان لم نتعض, سيكون بديلهم عزة الدوري ومن التحالف الشيعي افسدهم في بيع الجملة, رصاصة الكلمة المتضامنة, هي افضل ما نطلقه بوجه القادمين الجدد, فلا نبخل على المنتفضين بأضعف الأيمان, لا وقت للأحباط وخيبات الأمل والترقب السلبي, فالأحزاب الأسلامية سقطت اخلاقياً واجتماعياً وقيمياً في الشارع العراقي, وتآكل الأيمان الخادع في حضيضها, الأنتفاضة منتصرة في كل يوم وساعة ودقيقة, وستجمع غبار الدخلاء وترميه خارج حدودها الشرقية.