طال الليل وثقـل حزن المثقف العراقي و حزن قلمه المكسور و الذي ينعى نفسه و أصبح عبارة عن “هزيمة فكر”
اذ بين وريقات التاريخ يتصفح الحقيقة التي إخفاها ويخفيها دون طرحها وهو لا يستطيع البوح ببضع كلمات خوفاً من الإضطهاد والتطريد والتشريد والقتل.
أن إخفاء الحقائق وكتمانها هي مسؤولية كبيرة و ظلم وخيانة بحق الوطن و الأجيال وبيان حقيقتها وماهي الإ إعلان موت الوطن و الإجيال القادمة التي ستعيش بين الجهل والزيف والتعتيم و النفاق الديني والسياسي إذ أننا نعتب ونلوم و نوبخ الكاتب والمثقف القابع بين الطائفية والمنافع الشخصية والملذات الإ ما ندر منهم الذين أن استطاعوا و أتيحت لهم الظروف أن يقولوا الحقيقة ولا يخشوا بالله لومة لائم.
أن المثقف الوطني الشريف اليوم هو الذي لا يساوم و يبيع قلمه مقابل حفنات من “المال” القلم الحر عبارة عن “فوهة مدفع” لا يرحم يصب الحمم على الأعداء ، ليكشف الحقائق وبين زيف الذين سرقوا الماضي والمستقبل ، و لكننا اليوم نجد المثقف العراقي ينعى قلمة المكسور والذي مر على موتـه 50 عام ، والحقائق المحبوسة حاضرة لا تغادر ذهن المثقف وقلمه المكسور في بضع وريقات مبعثرة على جانب كتبه سرعان مايمزقها او يحرقها خشية أن يقرأها احد لتبقى “الحقيقة” مخفية خلف الرماد لا يستطيع أحداً على قراءة حروفها المشفره.