23 ديسمبر، 2024 11:13 ص

المثقف هو المحرك الاساسي والفاعل في المجتمعات البشرية من اجل  النهوض بها نحو الرقي والكمال الانساني  . إن لتاريخ التغيرات التي تحدث في المجتمعات كذلك الثورات. من اجل الحرية ،الكرامة ،المساواة ،العدل. دائما يكون وقودها وقادتها ومحركوها المثقفين .لأن مكان المثقف  في المقدمة دوما يوجه يكتب يقود النضال يوضح مفاسد الحكم يبين وسائل التغير وطرق الاصلاح وكيفية الوصول بالمجتمع الى برالامان . لذلك ماذا نعني بالمثقف؟ ما هو دورة الحقيقي؟ ما هي الرسالة التي يحملها المثقف؟  المثقف من بين اكثر المفردات التي لا يوجد لها تعريف واحد يتفق علية الجميع. لذااقربها توضح بان المثقف ليس من يستطيع ان يستخدم ملكاتة العقلية والفكرية فقط، ولكن من يمتلك خيال واسع ولدية قدرة على الابداع .كذلك المثقف بالعربية تعني المحب للمعرفة وايضا من يتذوق الادب والفن وغيرهما من نتاجات المعرفة الانسانية . هل يكفي ذلك بالمثقف اي ان يقف من باب التنظير والكتابة فقط والابتعاد عن الواقع وعن الجمهور الذي من المفترض ان يكتب له ويدعوه للتغير؟ كيف يستطيع المثقف ان يصلح او ان يقود التغير وهو منفصل عن مجتمعه وأمته ويخاطبهم بلغته لا بلغتهم ويتحدث عن ما يريد لا ما يعانون من مشاكل وهموم .للاسف هذا حال المثقف من ابتعاده عن الجمهور ووجود فجوة واسعه بين النخب الثقافيه والمجتمع بين المثقف والناس ، نجده ذو نرجسية عالية ،تعالي عن الجمهور عن هموهم الواقعية، والكتابة التي تكون بأغلبها لاتمس حياتهم.هذه احدى ابرز الاشكاليات التي يعاني منها العراق وهي غياب الدور الثقافي وكذلك عدم وجود نخبة ثقافية تستطيع ان تخلق ثقافة لها القدرة على الاستيعاب والتغير في مجمل الحياة الثقافية في العراق .ولعل سبب بزوغ شخصية علي الوردي بالعراق كمثقف صعب ان تحدد اتجاهه المذهبي حيث اثبت علميته بالطرح وخاصة في مجال اختصاصة علم الاجتماع طرح المشاكل والحلول بصورة واضحة وبسيطة للمتلقي، والاحتكاك بين الكاتب والمجتمع بصورة حية .هذا ماجعل الوردي من الشخصيات البارزة والقريبة من الجميع في العراق  .اما على المستوى العالمي برز العديد من المثقفين الذين جمعوا بين البعد النظري للمعرفة والبعد العملي .احدهم مثقف ولد في احدى المدن الفقير تربى في وسط اجتماعي فقير حرم من ابسط سبل الحياة ابتدا حياة بكتابة الشعر،بعدها قام بدراسة واقعه الاجتماعي والثقافي، الذي تعاني منه قريته التي ولد فيها( البنغال ) مدينه في الهند .لاحظ من خلال تجواله في البنغال انخفاض مستوى التعليم وسؤء المواد الدراسية . ولاحظ ايضا ان ما يقدم لأبناء مدينته من تعليم هو ليس سوى قتل لروح الشعب واعطائهم المعرفة جافة بلا اي قيمة حقيقية. ممكن ان يستفاد منها الطالب البنغالي،فوجد ان الافكار غير كافية للتغير . فرفض  ان تكون افكارة حبر على ورق اراد ان يقول للبشرية لاقيمة للمثقف اذا لم يجعل لافكاره وجودا حقيقيا .مؤكدا ان الطريقة الافضل للتغير هو التعليم فقام بإنشاء مدرسة صغيره في مدينته أطلق عليها اسم (مرفاة السلام) واشرف على بناءها والتدريس بها وبدا التدريس بثلاث طلاب فقط . قد استهزى البعض به وسخروا من عملة ولكنه استمر بالتدريس . حيث كان برنامجها ان يبدا اليوم على صوت الموسيقى  بدل الجرس،ويدرس الطلاب في الهواء الطلق بلا صفوف مغلقة .وكان الطلاب الصغار في المدرسة في المساء يقومون بتعلم الموسيقى والرقص ، اما الطلبة الكبار يذهبون الى المزارع القريبة للفلاحين وتعليمهم القراءة والكتابة وكان هذا واجبهم المسائي. استمرت هذا المدرسة تتطور وتكبر حتى اصبحت الان من اكبر الجامعات في اسيا وما زالت تحمل اسمة مؤسسها ( طاغور ) هو شاعر وروائي مسرحي ولد في البنغال احدى المدن الفقيره بالهند واطلق عليه الزعيم الروحي غاندي بأنه مناره الهند .ما ارادة طاغور ليس تقديم الشعر والفن فقط وانما القيام بعملية التغير الحقيقي ونقل الفكر النظري الى واقع جميل يستطيع من خلاله تغير حياة الناس نحو الافضل .الاجمل بالاديب والمثقف حين تكون له رسالة الهدف منها تغير حياة الناس والعيش معهم والمساهمة في التحول الثقافي والمعرفي للناس.الادب والثقافة ليست للمتعه فقط وانما للتغير والاصلاح وبناء المجتمعات السليمة من خلال زرع ثقافة حرة ثقافه حية . والاهم للمثقف الحر دوره في عملية التصويب والارشاد والتصحيح لكل ما تمر به المجتمعات وان لا يكون سوط بيد السلطة او يتكلم باستعلاء وابتعاد عن حياة الناس ومشاكلهم .
المثقف نبي رسالته الانسان وعصاه القلم .
 
ومضة:
أنا لا أريد الطمأنينة العفنة, فأنا أسعي للبحث عن شباب دائم.