غياب الدور الفاعل للمثقف العراقي في المرحلة الراهنة التي تتطلب تظافر جهود جميع العراقيين وفي مقدمتهم الطبقة المثقفة من اجل بناء الدولة العصرية العادلة في عراق ديمقراطي حر مستقل يوفر العيش الكريم لجميع ابنائه من دون تمييز ، غياب هذا الدور شكل اهتماما خاصة في اولويات الحكيم لرسم ملامح المرحلة الحاضرة ورؤى المستقبل.
وهذا مالمسه العراقيون عامة والمثقفون منهم بشكل خاص،ولعل زياراته المتكررة لأتحاد الادباء والكتاب العراقيين ومشاركته في بعض مهرجانات وندوات واصبوحات هذه المؤسسة الثقافية العراقية الاصيلة،وجولاته الميدانية في شارع المتنبي وحضوره حوارات هذه الطبقة المتميزة في مقهى الشابندر لعل في ذلك اجلى المصاديق واصدق الامثلة على مدى اهتمام الحكيم بهذه الطبقة المغبونة شبه المغيبة عن المشهد العراقي الجديد مع انها تشكل العمودالفقري لبناء الدولة العصرية العادلة.
واستمرارا لهذا النهج وتأكيدا على رؤيته وتصوره لرسالة المثقف استضاف الحكيم مجموعة من مثقفي العراق ليطلع من خلالهم عن كثب على واقع الحركة الثقافية في مرحلة ما بعد سقوط الدكتاتورية ومتطلبات النهوض بها بما يتناسب وتحديات المخاطر التي تهدد العملية السياسية ومحاولات هدم البناء الديمقراطي الوليد .
وكان من حق المثقفين ان يبثوا الهم اليومي للمواطن العراقي ويشخصوا سلبيات الحكومة واهمالها للطبقة المثقفة وعدم احتضانها بالشكل الذي يليق بالمثقف العراقي وسمعته الدولية وقدرته على المساهمة الفاعلة في بناء عراقه الجديد.
ولم يفت الحكيم استثماره لهذه التظاهرة الثقافية ليبث هموم وارهاصات المرحلة الراهنة رابطا اخفاقات العملية السياسية ببعض الامور الهامة والتي لم يضعها بعض القادة نصب اعينهم ومنها :-
اولا :- غياب النضج الكامل لدى الطبقة السياسية الحاكمة والمعارضة .
ثانيا:- الرؤية القاصرة وغياب التخطيط الستراتيجي.
ثالثا:- فقدان الاوليات واهمالها وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعدم توزيع الادوار بشكل صحيح.
ومن تجربته السياسية وخبرته الميدانية واخذه بنظر الاعتبار تجارب الشعوب الحية والحكومات الناجحة في الدول التي مرت بتحولات سياسية شبيهة بالحالة السياسية العراقية لخص الحل للمرحلة الراهنة بامور غاية في الاهمية:-
أ:- اللجوء الى الغالبية السياسية وتشكيل حكومة عابرة للمكونات للعمل كفريق منسجم برؤية موحدة وادارة ناجحة.
ب:- اعلان ثورة ادارية تعتمد وسائل وادوات علمية وفق اساليب متطورة معاصرة في جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها الى اصغر حلقة في دوائر الحكومة.
ج:- الاهتمام بالشريحة المثقفة والعناية بطبقة الشباب وتوفير الفرص الحقيقية لأستثمار طاقاتها ومنتجها الابداعي في اعادة بناء العراق الجديد.
المثقفون واجهة العراق الحضارية وبناة مجده ومربو اجياله فمن أولى منهم بالرعاية والاحتضان ؟!.