22 نوفمبر، 2024 11:54 ص
Search
Close this search box.

المثقفون المسلمون  ، ومأزق الايمان  الحرفي

المثقفون المسلمون  ، ومأزق الايمان  الحرفي

من منا الان ، من لم يعان من تصدع  في روحه وايمانه الذي استقر في نفسه منذ الطفولة ؟! من منا مازالت نظرته الصافيه الى الدين الاسلامي وهو يرى فتاوى داعش التي تطبق حرفيا مقولات اسلامية شائعة ؟!، ، فاذا كنت مسلما من الذين يصلون ويصومون  ويحجون ويؤمنون بالزكاة والخمس ، وسائر العبادات ، وكنت معها مثقفا ومتعلما تعليما جيدا ، فانت من الذين قد تصيبهم لوثة رفض مايجري من تطبيق تراه وحشيا ، لما كنت تؤمن به من زمن بعيد ، علموك ان الاسلام عدالة ، وان الاسلام دين الرحمة ، لكنك ايضا ترى تاريخا حافلا بالسيف والقتل ، والدعوة الى الدين بالقوة ، وكنت ترى ذلك حقا مباحا لنا ، لننشر راية الاسلام ، ولم تكن تفكر بهذه الشعوب التي غزاها بعض الاعراب من المسلمين المتحمسين ، كحالنا اليوم ، حينما نرى “مجاهدي الدولة الاسلامية “بقيادة خليفتها المبايع : ابي بكر البغدادي ،كنا لانرى الابعين واحدة والان تكشفت الامور ، ولم تعد غشاوة التاريخ تنفع في حجب حقائق مؤسفة الصقت بالدين الاسلامي ، الذي صور واخرج للعالم على انه دين احادي الوجه والطبقة ، وضاع الوجه الانساني منه ، لابد من ترك هذا التاريخ الاسود الذي لطخ وجه الاسلام ، لابد من اعادة قراءة النصوص الشرعية ( القران والسنه )، والانفتاح على اراء المذاهب الاسلامية جميعها بما فيها فرق المتصوفة ، وعلى ضوء المناهج الحديثة في تفسير النصوص وتأويلها كالهرمنيوطيقا ، والاطلاع على الدراسات الالسنية الحديثة ، ان ترك اسباب النزول وتعميم الحالة الى كل الامكنة وتابيدها الى كل الازمنة ، فيه خلل منهجي يصادر حقائق انسانية ، ترى في التغير سنة الحياة ، وانه لايوجد شيئ ابدي قابل للتطبيق في كل العصور ، وفي كل الامكنة .

   ان البقاء على تفسير احادي ، كتب في ظروف سياسية واجتماعية ملتبسة ، لايجعل من الاسلام قابلا للبقاء  دينا حيا قادرا على تلبية احتياجات الانسان الروحية والحياتية ، لابد من الشجاعة في اخذ زمام المبادرة ، في هدم الكثير من الاراء والفتاوى التي حطمت الانسان وجعلت منه انسانا حائرا ، فارغا من الروح ، والطاقات المعنوية الخلاقة ، ارى ان الفرصة الان مؤاتية لان يأخذ المثقفون دورهم في رفض هذا الدين الشكلي ، المفسر حرفيا ، والمنقول نقلا ملتبسا عبر التاريخ ، دس فيه الكثير ، واسيئ فهمه ..

     ان الصورة القاتمة التي رسمها لنا انصار القاعدة واذنابها ، لابد من ان تجعلنا ندرك ان حضارتنا انتجت  جيلا قاتلا ، يطبق حرفيا ما قرأه في كتب  التفسير والتاريخ والفقه ، وما سمعه  من خطب الجمعة ، وما تم تلقينه اياه،  في المدارس عن عزة الاسلام التي لاتقوم الابالسيف وبالدم وكره الاخر والانتقام من اصحاب الحضارات الاخرى.. ، فهل نحن فاعلون ..؟!.

أحدث المقالات