23 ديسمبر، 2024 1:39 ص

المتملقين والدكتاتوريين .. هالركعه على هالبابوج

المتملقين والدكتاتوريين .. هالركعه على هالبابوج

في كل مكان فيه رئيس ومرؤوس ومؤسسات الدولة والمؤسسات الأخرى من أحزاب ومنظمات وشركات هناك مجموعة من المتملقين تظهر وتنصر الباطل وتصفق له وهؤلاء المتملقين لم يكتفوا بسقوطهم جراء التملق لأرباب العمل أو مدراءهم أو مسؤوليهم فحسب بل أنهم يساعدون في خلق الدكتوتاريات التي يظن بعض الدكتاتوريين مهما كان حجمهم إنهم يصلون الى مقام الرب في بعض الأحيان (أستغفر الله).وأينما تجد دكتاتورية تجد أناس متملقين لأن المتملقين والخانعين والمصفقين للباطل هم من يصنع الدكتاتوريين والدكتاتوريات وأنهم كما يقول المثل الشعبي (هالركعة على هالبابوج) ومعناها ان(الركعة) هي قطعة الجلد و(البابوج) هو حذاء كبير أو مايسمى البسطال ويعني ان ركعة المتملق تليق  على المتملق له.وأتصور إنني قسوت كثيرا على المتملقين والدكتاتوريين ولكن هذا الوصف هو أقرب ما أستطيع أن أصفهم به.
نعم إستاذ ..صار إستاذ.. بس كلامك صح ..وبس انته على راسنه.. إنته مستحيل تخطىء استاذ..كل واحد يكول انته تخطأ هذا كلشي مايفتهم..هذه نماذج لما يقوله المتملقين في حضرة المتملق له.يعني (اللوكي) المناسب في المكان المناسب…(يلوك لأم حلوك حلك الدولجه).
وحقيقة كعراقيين عانينا كثيرا من عاهة التملق الذي يبدأ بالأذعان وينتهي بالذل للرئيس أو رب العمل أو غير ذلك حتى يراه أنه إنسان خارق لايخطأ وكلامه دستور وأوامره قوانين وطاعته عمياء وليست تجربة النظام السابق ببعيدة عندما وجدنا جيش من المتملقين لمن له الكلمة الطولى في ذلك الوقت ووصل بالامر الى الكثير منهم إنهم يرونه كل شيء.
واليوم لم نتعض وعدنا نخلق الدكتاتوريات الصغيرة ونزيد من حجمها كلما تملقنا لها أكثر. وربما سيرد علي أحدهم بقوله ربما هذا المتملق (يداري خبيزته) كما يقال بالعامية  وهو يتملق لرب العمل أو مسؤول أو حزب أو كتلة .. وأرد عليه إن هذا المتملق كافر لأنه يتنكر لوجود  الله مذل المتكبرين والجبابرة سبحانه وتعالى بسط الرزق للجميع وقدره تقديرا ثم ان الله خلق النفس وهو الذي يأخذها بأمر منه فلماذا نتملق ونصغر من حجمنا لأشخاص  صغار من أجل لقمة العيش أو المنصب أو مكان راحة .. الأمر في غاية التعقيد وأنا أرى الكثير من المتملقين يدافعون عن الفساد والباطل ويدافعون عن السراق وعن الظالمين وعن المختبئين خلف ستار الدين والانسانية يرونهم كبارا وأراهم صغارا..
ولربما يسألني سائل (زين اذا واحد هوه بطبيعته لوكي شيسوي؟؟) نعم (أبو طبع إسأل عن سلامته) نعم فليتملق من يرى نفسه إنه غير قادر على ترك هذا المرض. ولكن أنصحه أن يتملق ولكن عليك ان يحترم ويتملق لشخص يستحق التملق. يتملق لأنسان شريف بالقول والفعل يتملق لأنسان نزيه يتملق لأنسان متواضع لايتكبر ولايسيء للاخرين بالقول والفعل يتكبر لشخص لايلوك الدين بلسانه ويتركه بفعله حتى لايلام على فعلته.
سبحان الله وجدنا المنكر فلم نستطع تغييره باليد فأطلقنا اللسان عسى أن يكون هناك تغييرا ولكن حينما لم نجد التغيير سنضطر الى تركه للقلب وهو أضعف الأيمان. وأنا على يقين إن هذا لن يحصل لأن (لا يغير الله مابقوم حتى يغير ما بأنفسهم) وهناك أنفس لاتحمل سوى حب الدنيا وحب التسلط والأنا والباطل والظلم.
اللهم يسر أمر المظلومين والمحتاجين وإهدي المتملقين والظالمين والمتكبرين والمتسترين بالدين الى طريق الحق والهداية وإجعلهم ينظرون الى أنفسهم مرة ويفكرون إن مهما كانوا أقوياء فإن الله أقوى ومهما كبروا فإن الله أكبر.