23 ديسمبر، 2024 5:43 ص

المتظاهرون و سباق الماراثون

المتظاهرون و سباق الماراثون

المتظاهرون أو المحتجون أو المنتفضون أو الثائرون هي تسمية واحدة للحراك الشعبي وهم مجموعة من الشعب تقدمت صفوف الآخرين بعد أن شعروا و لمسوا جميعا أن الجهات الرسمية و الأحزاب السياسية الحاكمة على وجه الخصوص لم تعد تمثل طموحاتهم بعد أن استباحت كل شيء .. وقد خرجت هذه المجموعات في البدء بأعداد بسيطة مع بداية شهر تشرين الأول \ أكتوبر عام 2019 وما لبثت مع نهاية تشرين أن أصبحت بأعداد غفيرة تجتاح بغداد وأغلب محافظات الوسط و الجنوب تندد بالأحزاب الحاكمة وتطالب بوطن تعيش فيه كباقي شعوب العالم خاصة وأن العراق يمتلك كل مقومات الحياة الكريمة من أرض خصبة و مال ورجال ومعادن و مواد أولية .. وكانت مطالب الحراك الشعبي في بداية الأمر تكاد تنحصر في أيجاد فرص العمل للعاطلين عن العمل وتنمية أقتصاد البلد … فلم تستجب هذه الأحزاب لمطالب الحراك المشروعة بل قابلتهم بالقمع الشديد بقوة السلاح و قنابل الغاز المسيل للدموع فسقط شهداء وجرحى كثيرون .. و كردة فعل تصاعدت المطالب بتغيير النظام ” شلع قلع ” .. وتحت هذا الضغط الشعبي ” خر ” رئيس الوزراء عادل عبد المهدي المنتفجي ساقطا مستسلما و أعلن أستقالته و حكومته فأصبح رئيس وزراء “تصريف المياه ” عفوا تصريف الأعمال … وتوالت الأيام و الأشهر ولم يستطع سياسيوا شيعة السلطة و لا سنتهم و لا كردهم من تكليف شخص يخلف رئيس الوزراء المستقيل .. وهم الآن يأملون أن يتمكن ثالث المكلفين من المرور من تحت قبة البرلمان العتيد بعد أن فشل أثنان من المرشحين قبله !! .. وتشاء الصدف أن تخفت حدة الحراك الشعبي بسبب أجتياح فايروس كورونا اللعين الخبيث أغلب دول العالم و منها العراق طبعا .. وقد توعد ” المحركون ” في الحراك الشعبي أن يعودوا بقوة وبكثافة جماهيرية و بأساليب جديد وغي مسبوقة الى ساحات الأعتصام سواء في بغداد أو المحافظات المنتفضة … وهنا أحب أن أنبه أخوتي و أحبتي في الحراك الشعبي أن يتجنبوا و بقوة كل دعوة تتصدر لأستخدام السلاح ضد الطغمة الفاسدة الحاكمة مهما كانت المغريات و الحجج لأن الولوج في هذا المعترك هو السقوط بعينه لا محالة … فاحذروا أن تقعوا في هذا الفخ … وليبقى حراككم سلميا .. سلميا .. سلميا … وثانيا : عليكم أن تراهنوا على المطاولة و الصبر وهما عنصران مهمان و أساسيان في سباق الماراثون مع الأحزاب الحاكمة وحلفائهم الآخرين وسيكون هذا كافيا بأذن الله لتحقيق كل ما خرجتم من أجله من حقوق مشروعة … وتمسكوا بقوله تعالى : والعصر أن الأنسان لفي خسر الا الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .. فأيمانكم بالله و بقضيتكم العادلة و مطالبتكم بالحقوق و العدالة و تمسسكم بالصبر الجميل الذي هو مفتاح الطريق الذي سيحقق لكم ما تسعون اليه .. . ولنا في القصة و الحكاية الرمزية للسباق الماراثوني الذي جرى بين الأرنب الخداع الخبيث المعتز بقوته و سرعته و بين السلحفاة الوديعة المسالمة بطيئة الحركة التي تتصف بصفة المثابرة و المطالولة و الصبر .. وبهذه الصفات حققت ما كانت تسعى اليه فوصلت الى خط النهاية و انتصرت على الأرنب الدجال في سباق الماراثون و علقوا الوسام على صدرها ….. وأن الأيام بيننا أخوتي وأخواتي في الحراك الشعبي وأن النصر نراه قريبا لأن قضيتكم عادلة عدالة الله فهو العدل ولا يرضى بغير العدل .. وسيتم تعليق الأوسمة قريبا على صدوركم و صدور الشهداء و الجرحى بعد أن تكونوا قد فزتم بسباق الماراثون … وأن غدا لناظره قريب أن شاء الله …