غير عابئين بما يدور على الساحة السياسية ، غير منصتين لترهات وفراغ عقول الساسة ، غير مبالين بالقتل العمد الموجه إلى حراكهم السلمي ، تلك هي حال جمهرة المتظاهرين المعبرين بحق عن أراء الأغلبية الساحقة من العراقيين ، عن أراء من قاطع الانتخاب وكانت نسبتهم تفوق ال 80 % ، وكانت نتيجة تلك الانتخابات المزورة فترة تشريعية محورة بعيدة عن هموم الناس قريبة من أغراض الغرباء ، ولم يدر بخلد من هم في السلطة أن الانتخابات كانت مؤشرا حقيقيا لرفض الشارع لوجودهم الثقيل في السلطة منذ ولادة مجلس الحكم ، ولم يفهموا ابدا ان تجربتهم التي يتباهون بها هي تجربة فاشلة غطاها الفساد ونهب المال العام وتحطيم مرتكزات الدولة والقضاء على هيبة القانون .
ان التظاهرات هي ليست بترف ، وهي ليست بطر الشباب انها تحصيل حاصل الغباء السياسي والتعدي على حقوق الاجيال جراء نهب اموالها ورهن العراق ونفطه للغير ، انها انتفاضة جيل التسعينات وجيل القرن الحادي والعشرين انها انتفاضة المهمشين وغليان الجياع بوجه ترف سياسي لاه في تقسيم الغنائم والوزارات ، وحتى اللحظة الاخيرة والصراع مع علاوي من أجل امتداد سير الغنائم والمكاسب وهم لا يعرفون ان هذه الثورة وان كانت بعيدة عما يجري وراء الكواليس الا انها ثورة مستمرة بلا كلل ستطيح بهم الواحد تلو الآخر ليستعيد العراق هيبته وأمواله المسروقة والمودعة في بنوك الغير والمستثمرة لفائدة دول الجوار…