26 ديسمبر، 2024 12:04 ص

ظاهرة مريضة مفادها أن بعض النخب المتوهمة بأنها تمثل ذروة الإبداع والعطاء المعرفي , إتخذت لها أعشاشا في أعلى روابي التفرد والإنسلاخ عن المكان والزمان , الذي لا تزال تعيش فيه وتزدريه , وتحسب نفسها تنتمي إلى ذاك الجيل دون غيره , وتضفي عليه هالات القدسية والنبوغية وبأنه لا يُبارى ولا يُطال.

أسماء نخبوية كان لها دورها التنويري الثقافي المفيد , لكنها ترجلت من موكب التفاعل مع الأجيال , وتخندقت في جيلها , وراحت تلوك ماضيات الأيام وما كانت عليه الأقلام في ذلك الزمان.

وبهذا السلوك تعبر عن تطرفها , ودوغماتيتها  وإغراقها في وهم إمتلاك ناصية الإبداع , وكأن الحياة مستنقع يجب أن تتعفن فيه الأجيال وتتأثر بخمائرها التي فسدت.

لماذا لا تكون هذه النخب قدوات ومنارات للأقلام الواعدة؟!!

لماذا لا تقوم بتأهيل الشباب الصاعد ليكون لاعبا بارزا في ميادين الإبداع؟!!

لماذا تتخندق في ذاتها , وتعيش في أديرتها , التي ترى فيها ما لا تراه في الآخرين؟!!

لماذا إنقطع نظرها عن نهر الحياة وتمسكت بالتحديق في سرابات ماضيها الهشيم؟!!

أسئلة لا تجيب عليها , بل تأنف من سماعها , وتتوشح بنرجسيتهاوتكبّرها , وإطلاقها للتوصيفات السلبية القاتلة للإبداع.

ففي نظرها لا وجود لشعر أو قصة أو رواية أو مقالة وخاطرة , كلها إنتفت وسادت الساحة الثقافية هذذيانات وهذربات لا قيمة لها ولا معنى , فهم يتهمون ويستهجنون , ولا يعرفون  التقويم والتوجيه والنقد البناء الصالح لتحقيق مسار ثقافي حضاري رفيع , ومقتدر على تنمية الوعي وتغذية المواهب وإطلاق القدرات الأصيلة.

إنهم أصبحوا عالات وعثرات وعبئا كبيرا على الحياة الثقافية , ومن الأفضل لهم أن يلوذوا بصمتٍ أبيد!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات