18 ديسمبر، 2024 7:03 م

المتسترين بالدين وافتعال الحروب والصراعات

المتسترين بالدين وافتعال الحروب والصراعات

الحروب والصراعات المسلحة التي شهدتها وتشهدها البشرية في الأعم الأغلب يقررها ويصنعها الحكام والأنظمة ويدفع ثمنها الشعوب والثمن هنا باهظ ليس ماديا فحسب بل بشريا وإنسانيا وأخلاقيا وعلميا وغيره وكلامنا هنا ليس عن الحروب المقدسة وإنما عن الحروب والصراعات المسيسة الإنتهازية التي تعمد على اشعال فتيلها الأنظمة الجائرة والطواغيت للحفاظ على عروشها وتحقيق مصالحها الشخصية حتى لو كان على حساب سحق الشعوب وخراب الأوطان
وتشتد خطورة تلك الحروب حينما تمرر باسم الدين وبأمر من نصب نفسه خليفة أو امير او زعيم للمسلمين حيث سيلزم الناس بخوض غمارها والتأريخ الإسلامي حافل بتلك النماذج من الحروب والصراعات بل إن الأمر وصل الى أن تشن الحرب من أجل مغنية (قحبة) كما كشف عن ذلك الأستاذ الصرخي في المحاضرة الخامسة والعشرين من بحث وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الاسطوري نقلا عن ابن الأثير الذي يذكر أن الخليفة نور الدين الذي تزوج من راقصة ومغنية طلب من صلاح الدين كَفَّ يَدِ قَلَجِ أَرْسَلَانَ عَنْهُ، واستجاب له صلاح الدين وخاض الحرب وقُتل الأبرياء من اجل قحبة، وهنا يعلق الأستاذ الصرخي بالقول: ((لاحظ هذه قضية شخصية، قضية زواج، قضية امرأة، قضية خلاف عائلي شخصي مناطقي مصلحي نفعي غرامي، عبر بما تشاء، لكن ماذا فعل صلاح الدين؟ استجاب لطلب نور الدين العاشق فهادن الفرنج، انتبه هادن الفرنج وذهب إلى تلك البلاد استجابة لطلب نور الدين)) ويضيف، (( أنا أقول بين قوسين كلمة قبيحة فيها: قاف وحاء وباء، لأجل فلانة قبيحة مغنية، من الخزي عليك ومن العار عليك أن تخرج وتجمع هذه الجيوش وتصرف هذه الأموال وتتحمل هذه الجهود وتتصالح مع الفرنج، وتخرج من أجل امرأة ساقطة مغنية، لست أنا من يقول، هذا ابن الأثير من يقول: قَحْبَةٍ مُغَنِّيَةٍ؟!!))
وفي عصرنا الحاضر فالحروب والصراعات قائمة على قدم وساق من اجل مصالح الأنظمة والحكومات والأحزاب و الرئيس والحاكم والخليفة والزعيم والقائد والأمير وأخطرها تلك التي تمرر باسم الدين والطائفة والضحية كالعادة هي الشعوب…