22 ديسمبر، 2024 8:09 م

المتخلف داخل البئر..

المتخلف داخل البئر..

 دعوة صادقة للحوار والتآخي بعد أن باتَ الوضع لا يُطاق والحال لا يَحسن السكوت عليه.
     دعوة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي “عمار الحكيم” للفرقاء السياسيين بالاجتماع وإزالة العقبات والرواسب العالقة بذهنية كل طرف,إزاء الآخر ما هي إلا خطوة واضحة بالاتجاه الصحيح والخروج من عنق الزجاجة.
     فقد وضع الكل أمام المجهر وسُلط الضوء الساطع لمريدي التهدئة والحوار البَنّاء ,وتغليب المصالح الفئوية وجعلها ما دون مصلحة الوطن وشعبه,فالحال لم يعد يطاق والمصيبة لا تخص جهة دون أخرى.
     شلال الدم مستمر ومنبعه لم يعد خافياً لأغلب القوى والإجراءات ليست صعبة التحقيق لإيقاف مصبه وتجفيفة.
     ولا يكن مثلهم كمثل الرجل الذي هرب من الفيل ليختبئ بالبئر, فتعلق بغصنين كانا بجواره وأدلى بنفسه داخل البئر, فرأى أسفل البئر أفاعي بأنظاره ,فرفع رأسه من شدة الخوف ليرى فوق الغصنين جرذين يقرضان بالغصنين فانتابه الهلع ,وبينما هو كذلك أبصر خلية نحل فيها عسل, فذاق العسل فشغلته حلاوته, وألهته لذته عن التفكير بآمره,وان يلتمس الخلاص لنفسه,ولم يذكر إن رجليه على حيات, بأسفل البئر,وانه معلق بغصنين متهرئين بفعل الجرذين وما زال على هذا الحال منشغل بحلاوة العسل حتى وقع بالبئر ووافاه الأجل وكان فريسة الحيات. 
    تلك هي حقيقة عمليتنا السياسية ولا بد من حكيم يستطيع لملمة كل الأطراف وتنقيحها, من اجل العمل الجاد لبلد خالي من الظلم والإرهاب والفساد,ولن يكون ذلك إلا بالنوايا الصادقة للكل, بالاستجابة لدعوة الحوار واتخاذ القرار بقوة وإصرار لوقف الدمار.