18 ديسمبر، 2024 9:51 م

المتاهة الانتخابيه في صلاح الدين

المتاهة الانتخابيه في صلاح الدين

تمتاز الساحة الانتخابية في محافظة صلاح الدين بنوع من التعقيد ، حيث ان هذه المحافظة المتنوعة ، سكانيا والتي يمثلها 12 نائب ، في البرلمان العراقي ، والواقعة وسط العراق ، ولديها حدود جغرافية ، مع 7 محافظات اخرى ، يطمع بمقاعدها جميع الفرقاء السياسين ،

فساحتها الانتخابية تنقسم ، الى خمس اتجاهات ، في جنوب المحافظة ، يكون المزاج العام للناخب مذهبيا ، فاقضية بلد ، والدجيل ، ذات غالبيه شيعية ، وتسيطر على ساحتها الاحزاب الشيعية التقليدية ، الدعوة ، الحكمة ، التيار الصدري ، والمجلس الاعلى ، وبدر ، وباقي الاحزاب الاخرى.

اما سامراء ، المدينة الاكثر كثافة للناخبين ، مزاج ناخبيها مناطقي ، وهؤلاء ينتخبون من داخل مدينتهم ، وخلال السنوات الماضية ، كانت الحضوه للحزب الاسلامي العراقي ، الذي تعد سامراء احد معاقله الرئيسية .

المزاج العشائري ينشط في اقضية الضلوعية، والعلم ، والشرقاط ، ومحيط قضاء بيجي ، وجل هؤلاء من قبيلة الجبور ، والمتحالفين معهم.

اما الحال في داخل بيجي، وتكريت عاصمة المحافظة ، وقضاء الدور ، يختلف عن باقي المدن ، فالمزاج العام يعزف عن المشاركة ، ولاسباب من ابرزها ، الاحساس بالاقصاء والتهميش ،طيلة السنوات مابعد 2003 ، ولذلك لانجد من يمثل هذه الاقضية ، في مجلس المحافظة او البرلمان، الا في حالات نادره .

الاتجاه الخامس الذي اضيف للمحافظة ، هو الاحزاب المنضوية ، تحت مسميات الحشد الشعبي ، واغلبها من الاحزاب الشيعية التقليدية ، مع تطعيمها باسماء سنية ، لاضفاء صبغة التنوع عليها ، وهذه الاحزاب اصبح لها مقرات في مدن لم تكن تؤيدها سابقا كتكريت والبيجي والشرقاط والدور ، وتعمل هذه الاحزاب ، مستغلة وجود اجنحة مسلحة، لديها لفرض سياسة الامر الواقع ، على مناطق تختلف معها ، مذهبيا وعقائديا ، وحتى عشائريا.

في هذا التنوع الذي ذكرته، فان الساحة السياسية ، في صلاح الدين ، تبدو الاكثر تعقيدا ، وفي كل الاتجاهات ، فالتنافس على المقاعد الاثني عشر ، سيكون صعبا، بين الكتل ، فجزء من تحالفات الامس قد انفرط عقدها ودخلت قياداتها ، في تحالفات جديدة ، فمثلا تحالف الجماهير الذي يقوده المحافظ احمد الجبوري ، فقد الكثير من الشخصيات ، التي كانت معه في الانتخابات السابقة ، ليتحالف اخيرا مع النائب قتيبه الجبوري ، وحزب قلعة تكريت ، بعد انسحاب اغلب الداعمين او الشخصيات السابقه ، التي ذهب قسم منها ، اما مع تحالف النصر ، الذي يقوده رئيس الوزراء كالنائب بدر الفحل ووكيل وزارة الهجره والمهجرين جاسم العطيه ، او باتجاه قائمةاياد علاوي كرئيس اللجنه الامنية ، في المحافظة جاسم الجباره ، ونائب المحافظ اسماعيل الهلوب ، واخرين.

التنافس في سامراء ، لم يكن بمعزل ، عن التجاذبات ، وهو على اشده ، بين كتل واسماء ، وشخصيات ، سياسية ، من ابرزها عمار يوسف ، الذي انضوى تحت لواء النصر بعد ان كان مطلوبا تحت لائحة الماده 4 ارهاب ، وخالد الدراجي المحافظ الاسبق الذي اجتث من منصبه في حينها ، او عضو مجلس المحافظةالحالي جاسم ممتاز ، ومثنى السامرائي الذي اثيرت ضده قضايا عده تتعلق بالمال، وشعلان الكربم النائب الحالي الذي اثر النزول في تكتل صلاح الدين هويتنا ، ويعول على اصوات سامراء ، وناحيته مكيشيفه ، وشخصيات سامرائية اخرى .

الساحه في الطوز ، قد تكون معقده اكثر من اخواتها ، فالانقسام التركماني ، واضح بين سنة وشيعة ، احزابهم شتى ومرشحيهم كثر ، وكذلك الاكراد الذين فقدوا السلطه في الطوز وهم الحلقة الاضعف الان ، بعد بزوغ نجم تحالفي الفتح والنصر ، وظهور تيارات كردية اخرى غير الحزبين الرئيسيين للكورد.

الشرقاط ، ساحة واسعة ، اصوات مشتته كل المرشحين يبحثون عن ضالتهم هناك ، فبعد اخراج مشعان الجبوري ، من القائمه الوطنية ، اضطر لترشيح ولده يزن ، القيادي في الحشد الشعبي ، مع قائمة الفتح ، والذي يعول على جمهور يبدأ من شمال البيجي ، الى تلول الباج والشرقاط ، يامل ان ينافس بهم للفوز باحد مقاعد المحافظة .

ورغم كل هذه التعقيدات لايزال عدد كبير من اهالي المحافظة ، يرزح تحت وطأة النزوح ، وجلهم من مدن بيجي الصينية ، العوجة ، عزيز بلد ، يثرب ، سليمان بيك ، محيط امرلي ، اضافه لجزيرتي تكريت وسامراء .

وهنا لانستطيع التكهن بنسبة المشاركة في الانتخابات التي نتوقع ان تكون ذات كثافه في مناطق ومتذبذبه في اخرى ، فمن من ال332 مرشح سيحصل على احد المقاعد ال12 ؟

التي سيقررها 901 الف ناخب في صلاح الدين ويحل لغزالمتاهةالتي ادخلتنا بها الكتل والاحزاب ، النتيجة ستكون يوم 12 ايار 2018عبر صناديق الاقتراع ، والى ذلك الموعد ، فاننا سنبقى بنفس دوامة والتنافس والتعقيد ، والتسقيط الاعلامي حتى تضع الحرب الانتخابية اوزارها ويعلن الفائزون.